ماذا ينتظر رونالدو التائه في ضباب طموحه؟| تحليل
أصبح تائها في طريق يملئه الضباب، يسير ولا يرى أي شيء من الذي ينتظره في الأمام، كيف لواحد من أساطير العالم ولعبة كرة القدم أن يقف هكذا لا يعرف ماذا ينتظره في الأمام أو في المستقبل بالتحديد؟
أسطورة مثل كريستيانو رونالدو من المسيطرين في كتاب تاريخ كرة القدم، يأتي عليه يومًا يصبح دون ناد ومحل سخرية للجميع، لا يعرف ماذا ينتظره في المستقبل، كيف سيكون مصيره، أين سيتواجد الموسم المقبل، بعد كل الأرقام القياسية التي حطمها والألقاب التي حصدها.
رحيل رونالدو عن يونايتد والعروض المقدمة له
وتلقى الجميع صدمة عند إعلان نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، بشكل رسمي، رحيل رونالدو عن الفريق بعد اتفاق بين الطرفين على هذا الأمر، وذلك بعد بعض الخلافات بين اللاعب والنادي، وإظهار كريستيانو أكثر من مرة رغبته في الرحيل.
وبالتالي أصبح الأسطورة البرتغالية دون ناد في الوقت الحالي، وقبل فترة من فتح باب الانتقالات الشتوية، ولا يعرف أحد ما هي وجهته المقبلة حتى هذه اللحظة، باستثناء انتشار بعض التقارير الصحفية عن رغبة بعض الأندية في ضمه مثل تشيلسي الإنجليزي، والنصر والهلال السعوديين وغيرهم.
طريق الطموح والضباب
وإذا نظرنا للقصة من جانب آخر، سنجد رونالدو وضع نفسه في طريق مختلط بالطموح والضباب، إلى أن وجد نفسه تائهًا في ضباب طموحه هذا، فهل إذا استمر في ريال مدريد من البداية ولم يرحل إلى يوفنتوس ومنه إلى يونايتد، كان سيحقق المزيد من الإنجازات بسبب الاستقرار والدعم الكبيران اللذان كان سيحظى بها؟
لكن ظل رونالدو يسير خلف طموحه ورغبته في زيادة إنجازاته أو خوض تحديات جديدة وألقاب وأرقام جديدة، وبالرغم من وصوله إلى الـ38 من عمره لكنه أيضًا كان يبحث أن يظل على نفس راتبه الضخم رافضا أي محاولا لتقليله ولو يورو واحد، وهذا كان أحد أسباب رحيل عن صفوف عملاق إسبانيا.
وبالتالي بدأ صاروخ ماديرا تنقلاته ليخوض تحديا جديدا مع يوفنتوس في إيطاليا، لكنه لم يكن مثلما تمنى ورحل عن السيدة العجوز مبكرًا، ليقرر العودة إلى مانشستر يونايتد النادي الذي حقق معه العديد من الإنجازات في الماضي وصنع معه اسمه في عالم كرة القدم، بسبب الأرقام القياسية التي حطمها معه.
وعلى الرغم من حفاظه على طموحه بالانضمام إلى أحد كبار أوروبا بحثًا عن إنجازات جديدة ولقب دوري أبطال جديد وحفاظه أيضا على راتبه الضخم، لم يحقق رونالدو أي شيء بارز ولم يضف جديد للفريق، بل وشعر أن الضباب يزيد أمامه ولا يرى أي شيء ليبدأ مبكرا في البحث عن فريق جديد ولكن هذه المرة عجز عن إيجاد عرض من أي عملاق من عمالقة القارة، لعدة أسباب سواء كانت لكبر سنه أو راتبه الذي يهرب منه الجميع.
وانتهى المطاف بكريستيانو تائها بشكل واضح ومحل سخرية للعديد بسبب بعده عن منصات التتويج وتحطيم الأرقام القياسية، وزاد الأمر أكثر بعدم تحقيقه لقب كأس العالم 2022 مع منتخب البرتغال بالرغم من انها كانت النسخة الأخيرة التي سنشاهده فيها بسبب سنه، والآن أصبح بلا نادي لتزيد السخرية والضغوطات عليه.
لكن رونالدو قد ذكر في أكثر من مناسبة، أنه يحب وضع نفسه تحت ضغط دائما، وعندما يشعر أن الضغط انتهى سيعلن اعتزاله اللعبة، مصرا على حبه الشديد لطموحه والتحديات التي يدخلها، فهل سيكون سعيدًا بكل ما يحدث في الوقت الحالي وينتظر أن يفاجئ الجميع؟!
أرقام وبطولات لا يمكن أن تنتهي هكذا
وكيف لأسطورة مثل كريستيانو يملك 701 هدف مع الأندية التي لعب لها طوال مسيرته، وهي سبورتينج لشبونة ومانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس، وحقق 32 بطولة مع هذه الأندية ما بين دوريات محلية ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، بالإضافة إلى 5 كرات ذهبية و4 ألقاب كأفضل لاعب في أوروبا، وبعض الجوائز الفردية الأخرى، وكل هذا ولا يجد أي نادي من كبار أوروبا يقدم له عرضا ليتواجد في صفوفه.
ويجد أسطورة البرتغال نفسه، بلا ناد وبلا عرض مناسب من أحد كبار أوروبا، ويجد نفسه أمام الاختيارات القليلة، ما بين العودة لريال مدريد وهي احتمال ضعيف، أو الموافقة على عرض النصر أو الهلال الذي يملك فرصة المشاركة في كأس العالم للأندية النسخة المقبلة، لكن أمام ذلك سيبتعد عن أوروبا نهائيا وينهي مسيرته خارج القارة التي حفر اسمه في تاريخها، أو الاستمرار في القارة العجوز والدوري الإنجليزي والانضمام إلى تشيلسي، أم سيعود إلى البيت القديم في سبورتنج لشبونة وينهي مسيرته من حيث بدأت، وفي كل هذه الحالات سيقدم الدون تنازلات أهمها راتبه.
والآن سنقف جميعا نشاهد ماذا ينتظر رونالدو الفترة المقبلة في طريق الضباب التائه فيه، وهل سينجح في فعل ما يفعله كل مرة ويخرج من كل هذه الأزمات بمفاجأة وإنجازات جديدة ليرفع رأسه ويرى الجميع نظرته الحادة المعروفة عندما يحقق نجاح ضخم بعد سلسلة انتقادات كبرى؟، أم سينتهي به المطاف في ناد لا يناسب طموحه ولكن قد يناسب راتبه، والأهم من كل ذلك هل صاروخ ماديرا جاني أم مجني عليه في قصته؟