الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الرسم والمسرح والسينما يثبتون حضورهم في ديوان كانڨاس للشاعر سيد عبد الرازق

غلاف الديوان
ثقافة
غلاف الديوان
الخميس 29/ديسمبر/2022 - 01:56 ص

التراسل بين الأنواع الأدبية والفنية لإثراء المحتوى الإبداعي أصبح ضرورة للبحث عن زوايا جديدة يطل منها الإبداع؛ لذا عمد سيد عبد الرازق في ديوانه الجديد كانڨاس إلى استثمار جميع الأشكال الفنية التي تماس معها لتثبت حضورها في ديوانه.

أما عن الرسم، فقد هيأ عبد الرازق ديوانه في خمس أجنحة رئيسة وهي الشعر، والإنسان، والفلسفة، والخسارة، والمرأة، ووضع في كل جناح منها عدة لوحات لتكتمل في ذهن المتلقي بعد طوافه بالأجنحة الصورة الكاملة للديوان.

الشعر عند سيد عبد الرازق وفق لوحاته هو علاقة متراوحة متعددة الجوانب لا يكون المتلقي فيها مجرد جهاز استقبال بل هو فاعل وشريك رئيس في العملية الإبداعية، فيصور تلك العلاقة بعلاقة الماء والتراب التي تخلق طينة الأشياء التي هي منبع الوجود الذي يهب الحقيقة للبشري، والتي تجسد تمثال خلوده، والتي تعينه على الغناء، لاهثا خلف الجموح واكتشاف المكامن وجلاء البصيرة وابتكار التناقض.

والإنسان عنده نبي فقد ظله يسير على شوك الحياة باحثا عن الوحي الملهم الذي يدله على الطريق، ذلك الطريق الذي يتجاذب أطرافه ما بين رؤى الماضين والرؤية المتعلقة بالآني والآت، ليضع متلقيه معه في صورة المغترب عن قرية الأيام، منتقدا صورة هؤلاء الذين يعبرون في حيوات الآخرين تاركين أوجاعهم وندوبهم وراءهم، بينما هم يبحثون عن وجهة النسيان، ومدى تأثير بقعة الضوء على زوايا النقص في الإنسان.

ما زال مستغرقا في رسم لوحاته مستحضرا صورا عدة من كافة الجوانب الإنسانية لتبرز صورة امرؤ القيس والخنساء وابن المعتز وبودلير ودانتي وبوشيه ورامبرانت ومايكل أنجلو والصوفي وديكارت وسقراط وغيرهم في توظيف له بعده الفلسفي واللغوي داخل قصائده التي أسماها لوحات، متسائلا هل الإنسان هو ذلك الغريب الذي في الرسم والذي ألقته على لوحة ما يد القدر.

قصائد مرسومة بتصارع درامي

ويطل المسرح من خلف ستائره في قصائد عبد الرازق وهو يرسم بمشهدية وتصاعد درامي قصائده التي تضمنها الديوان ليضع مثلا في قصيدته أنا وماريا وبيننا غويا، نهايات لا محدودة للشكل النهائي للوحة التي قد يرسمها فرانسيسكو غويا الرسام الإسباني الأشهر ويجمعه فيها بالفاتنة ماريا تيريزيا دي بوربون على حصانها الرشيق عبر حوارية رائعة، ثم يتحدث في لمحة أخرى عن ماكبث مصورا مصير الإنسان، ويرى أن الإنسان يحيا في مونودراما خاصة به متعددة المرايا والزوايا.

ويلتقط بكاميراه منذ القصيدة الأولى مشاهد متعددة تتراكم بالمضي قدما في الديوان، ليطالعنا مشهد اللعب بالنرد، وانعكاس المرايا، والمشاهد الأخروية، ومحاكم التفنيش، والصحراء، والقطار، والبحر وغيرها الكثير من المشاهد السينمائية التي ضمنها عبد الرازق في لوحات ديوانه (كانڨاس) والذي يعد آخر إصداراته الشعرية بعد عدة دواوين منها يقامر شعره الذي فاز عبره بجائزة وزارة الثقافة المصرية المركزية، وديوان نيرڨانا الذي فاز بجائزة النشر الإقليمي، ووحدها في الغرفة وغيرها، ومن الجدير بالذكر أن سيد عبد الرازق حصد خلال مسيرته الفنية عددا من الجوائز العالمية من أهمها جائزة الشارقة، وجائزة عبد الله الفيصل وجائزة البردة وغيرها.

غلاف الديوان 

 

تابع مواقعنا