أمين البحوث الإسلامية يقدم مقترحات لتعزيز اليقين ونقد الإلحاد والفتاوى الشاذة المُهددة لـ استقرار المجتمعات
قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الفتاوى الدينية التي تهدف إلى تعزيز اليقين ونقد الإلحاد؛ يجب أن تكون لها طبيعة خاصة.
ملتقى الفتوى ودورها في مواجهة الإلحاد
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها بالملتقى الفقهي الثالث، الذي عقده مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية اليوم الأربعاء، بمركز الأزهر للمؤتمرات بعنوان: الفتوى ودورها في مواجهة الإلحاد.
وأكد الدكتور نظير عياد، أن هذه الفتاوى لا بد أن يكون لها شروط مُحكمة، ومنها:
- ضرورة الربط بميزان دقيق بين نتائج علوم الطبيعة والحياة، واجتهادات الفقهاء والأئمة، وألا تتورط الفتوى أبدا في التعصب إلى خطابات غير معصومة، أو التي جاوزها الواقع على حساب الحط من قيمة منجزات العلوم الطبيعية.
- يجب على المفتين الحرص والحذر حال توظيفهم نتائج علوم الطبيعة والحياة في دعم المعتقد الديني، لأن أكثر نتائجها ظنية، ومتقلبة، ومن ثم فهناك نوع من المجازفة إذا تمت المبالغة في الربط بينهما.
- ضرورة ألا يقوم بناء الفتوى في (تعزيز اليقين، ونقد الإلحاد) على مجرد الحجج العاطفية التي ترتكز على (الخرافات والأساطير والحكايات غير الواقعية)، أو تبنى على خوارق العادات من المعجزات والكرامات والسحر، فمثل هذه الخطابات قد تجاوزها الواقع، ولم تعد حججًا مُلزمة للخصم.
- ضرورة أن تقوم الفتوى في قضايا الإلحاد على مُراعاة الجوانب النفسية والاقتصادية والاجتماعية، وألا تخرج بمعزل عن هذه الجوانب حتى تؤتي ثمرتها المرجوة منها.
وتلخصت المقترحات التي قدمها الدكتور نظير عياد فيما يلي:
أولا: يجب على المعنيين بالإفتاء في العالم، تجديد وسائل الخطاب الإفتائي وتطويرها، لنقد الخطابات الإلحادية، لتشمل المحتويات الهادفة عبر الوسائل الفنية، كـ الرواية، الدراما، السينما، والمسرح، لا سيما أن هذه الأدوات نفسها يوظفها الملحدون ببراعة لترويج أفكارهم.
ثانيا: ضرورة تعاون المؤسسات الدينية والإفتائية في إنشاء كيان علمي بحثي، يضم باحثين في (الفقه والفلسفة، علمي النفس والاجتماع، وعلوم الطبيعة والحياة)، هدفه: استقراء أشهر المؤلفات الإلحادية، وتفكيكها، وتقديم نقد علمي وموضوعي لها.
ثالثا: الإلحاد يعادي كل الأديان، ولذلك أخرجت لنا الثقافة العالمية عددا كبيرا من (المؤلفات والأبحاث)، في تعزيز اليقين الديني ونقد الخطابات الإلحادية، ومن ثم فهناك ضرورة لتشكيل فريق من المترجمين البارعين، لنقل هذه المؤلفات إلى المكتبة العربية، ونقل ما أنتجه المفكرون والفلاسفة العرب إلى اللغات الأخرى.
رابعا: ضرورة تعاون المؤسسات العلمية والدينية والإفتائية، في إعداد برامج تعليمية متخصصة، تضم حِزمة من المقررات المناسبة، التي تستهدف تأهيل الأذكياء من (الطلاب، الباحثين، الوعاظ، والمفتين) لنقد الخطابات الإلحادية، ومن أهم هذه المقررات المقترحة؛ مقرر لتناول (النظريات العلمية الحديثة وأبعادها الدينية والفلسفية)، ومقرر لنقد الأسس (الفلسفية، التاريخية، النفسية، والاجتماعية للإلحاد).
خامسا: ضرورة تشكيل المؤسسات الإفتائية لبرامج تأهيلية متخصصة، تستهدف أولئك الذين أصابتهم لوثات (الفكر الإلحادي)، بتقديم الدعم (النفسي والمعرفي) لهم، وفق دراسات ومنهجية محكمة.
سادسا: ضرورة توسع المؤسسات الدينية في إقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل، التي تستهدف تعزيز اليقين، وتشكيل لجان مؤهلة من (العلماء والباحثين والوعاظ والمفتين)، لتوعية الشباب بمغالطات هذا الفكر الهدام.
سابعا: تتأثر الثقافة الشعبية المعاصرة بالصورة عن المكتوب، ومن ثم فمن الضروري على المؤسسات والهيئات المعنية بنقد الخطابات الإلحادية، التوسع في إعداد المحتويات المرئية، والتقارير والأفلام الوثائقية، وتسويقها باحترافية عالية عبر وسائل التواصل والإعلام المختلفة.