هل عرف المصري القديم الطب البيطري وعلاج الحيوانات؟
تحلّى المصري القديم بالرحمة والرفق بالحيوان وقدموا العناية الطبية له، فكان الأطباء يفحصون الحيوانات المريضة ويصفون العلاج اللازم لها.
منظر علاج الماشية من مقبرة حتب بالجيزة
وفي مناظر مقابر تي وكاجمني بسقارة ومناظر مقابر بني حسن، نجد أطباء مصورين وهم يعالجون ثلاثة ثيران، وفي أغلب المناظر كان المصري القديم يقدم بيده العشب ليأكله الحيوان، ومن الممكن إضافة دواء مع العشب ليداوى به، وتظهر طريقة معالجة أحد الماعز ومنعها من رفع قدمها ليتم الكشف عليها ثم نجد منظر بقرات يتم تقديم الشراب المحتوى على العلاج لها.
وذكرت بردية كاهون، التي ترجع لعصر الدولة الوسطي الأنشطة البيطرية في مصر، والتي عُثر عليها بالقرب من الفيوم وموجودة الآن بلندن، أعراض المرض للحيوان مثل اللثة وجذور أسنانه ملتهبة، ورقبته متورمة، وعلاج جلد الحيوان المصاب بالجرب بدهان مكون من الكبريت والقار والنطرون، بالإضافة إلى وصفات لعلاج عيون الحيوانات وعدم القدرة على السير، وطريقة لعلاج بثور في فم الحيوان تعوقه عن الطعام، كذلك كان الطبيب يساعد الماشية أثناء الولادة لأنه يحس بمعاناتها، وكان ينعتها بأجمل الصفات مثل الجميلة، والعظيمة.
وفي ذات السياق، تضم منطقة سقارة مجموعة من المقابر الأثرية الأخرى وأهمها مقبرة مريروكا، والذي كان وزيرًا في عهد الملك تتي 2345- 2323 ق.م، وباعتباره وزيرًا بالإضافة لكونه زوج ابنة الملك تتي كان مريروكا صاحب سطوة ونفوذ كبير، وهي الفترة التي بدأ فيها زيادة نفوذ طبقة كبار رجال الدولة خلال نهاية الأسرة السادسة.
