هل ذهب معاش تكافل وكرامة لمستحقيه؟
لا شك في أن قضايا المرأة والأسر الأولى بالرعاية قد وجدت اهتمامًا كبيرًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعلن منذ الأيام الأولى لولايته انحيازه للمرأة المصرية ومساندته لكافة حقوقها، ويتم تقديم الرعاية الصحية والتعليمية للفتيات، حيث اشترطت وزارة التضامن ببرنامج الدعم النقدى تكافل وكرامة، وإلزام الأسر بإرسال فتياتها إلى التعليم كشرط أساسي للحصول على الدعم النقدي.
ملايين الأسر استفادت من معاش تكافل وكرامة
هناك ملايين الأسر استفادت من معاش تكافل وكرامة، وأنا أقول استفادوا ليس بمعنى حصولهم على الدعم النقدي فقط، بل يوجد لديهم امتيازات أخرى مثل إعفاء أبنائهم من دفع المصروفات الدراسية واضافتهم على بطاقات التموين وكفالة حقوقهم الصحية، ولكن هنا أتوقف وأتساءل؛ هل كل هذه الأسر قامت وزارة التضامن الإجتماعي بدراسة حالتهم الاقتصادية والاجتماعية جيدًا من خلال تواجد فريق بحث ميداني أم راح الدعم لغير مستحقيه؟؟.
سأجيب في مقالي هذا عن ذلك السؤال الذي يدور في أذهان كثيرين، من واقع حالات أعرفها عن قرب، ربما سيكون بمثابة طلقات الرصاص في صدور من ليس لهم حق الحصول عليه، ويثلج صدر كثيرين تم رفضهم وهم أحق بذلك.
بعض المنتفعين بمعاش كرامة ليسوا بحاجة إليه
لقد فوجئت بحصول بعض الحالات أعرفها عن قرب على معاش كرامة وهم ليسوا بحاجة إليه، فأضاعوا الفرصة على المستحقين، وفوجئت أيضًا برفض وحذف آخرين لأسباب غير موضحة، وعند البحث والاستعلام عبر رابط الوزارة، يبدي لهم السيستم (غير مستحق) أو (غير مطابق لشروط الصرف)، دون توضيح أسباب الرفض أو عدم الأستحقاق.
كما وجدت كثيرًا من الأسر يمتلكون أراضي زراعية ويعيشون في منازل حديثة البناء ورب الأسرة يعمل في شركات القطاع الخاص ولكن غير مؤمن عليه، وآخرين يمتلكون سيارات نقل وأجرة مسجلة بأسماء أطفالهم حتى يتم إعفاؤهم من الضرائب والتأمينات، وآخرين يعملون في التجارة أو يمتهنون العمل في الصناعات المختلفة، ومستوى الدخل الشهري لأسرهم ممتاز، بل ويمكنهم التصدق منه.
وعندما قدّم هؤلاء السابق ذكرهم، أوراقهم للحصول على معاش تكافل وكرامة؛ طُلب منهم إخطار من التأمينات الإجتماعية بأنهم غير مؤمن عليهم وأنهم لا يتقاضون أي معاشات وإخطار من الجمعية الزراعية بأنه بعدم وجود حيازة، وبعض الأوراق التي من السهل الحصول عليها، وجاءت أسماؤهم ضمن قائمة الاستحقاق وحصلوا على امتيازات تكافل وكرامة، النقدية والتعليمية والصحية لهم ولأبنائهم.
هناك حالات تم رفضها وهم أولى
وعلى الجانب الثاني رأيت حالات من الأسر التي تم حذفها ورفضها من تقاضي تكافل وكرامة، هم من كانوا أولى كونهم يعيشون في منازل ريفية بسيطة على مساحات ضيقة الزوج لا يمتلك قيراطًا من أرض زراعية ولا يمتهن أية من الصناعات ولا يوجد لديه من المال الذي يساعده في عمل مشروع يضمن له وأسرته دخل ثابت وحُرم من امتيازات تكافل وكرامة.
زيارات ميدانية إلي منازل المستفيدين والمتقدمين لإعادة بحث حالتهم
ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أنه على وزارة التضامن الاجتماعي تكليف وكلائها بالمحافظات بتشكيل فرق بحث اجتماعي ميداني، وعمل زيارات إلى منازل مستفيدي تكافل وكرامة، لبحث حالاتهم على الطبيعة وإعادة مراجعتها من وجه الاستحقاق أو الرفض، بجانب بحث حالات المتقدمين الجدد ومن تقدموا بتظلمات، حتى نضمن وصول الدعم لمستحقيه.
