السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"التعّلم بالطريقة الأصعب"

الجمعة 09/ديسمبر/2022 - 04:58 م

 في سنة 2012 حصل تصرف غريب من مواطن أمريكي بيشتغل مبرمج كمبيوتر!.. المبرمج ورغم إنه كان شاطر في شغله جدًّا ومركز فيه بنسبة مليون% لكن وقتها كانت بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تاخد عيون الناس وعقولهم وتحتل جزء مش قليل من يومهم!.. تخيل إحنا بنتكلم عن موقف من 10 سنين فما بالك بقى بدلوقتي اللي السوشيال ميديا أكلت كل حياتنا مش بس جزء من يومنا.. ما علينا!.. الأخ المبرمج ده بدأ يلاحظ إن كفاءته في الشغل مابقتش زى الأول ويومه متوزع بين الشغل وبين تصفح فيسبوك وتويتر خصوصًا كمان إن وقتها كانت حاصلة ثورات متتالية في منطقة الشرق الأوسط في كذا دولة وده حدث مش بيحصل كل يوم وهو كشخص بيحب يتابع الأخبار الموضوع شد عينه ومادام جت سيرة الأخبار يبقى لازم يكون فيه فيسبوك وتويتر.. في البداية عشان يقدر يوازن بين هوايته الجديدة وبين الروتين اليومي بتاعه قلل ساعات شغله من 10 ساعات في اليوم لـ 6 ساعات بس!.. أساسًا الـ 4 ساعات الفرق دول هما اللي كانوا بيميزوه عن باقي زمايله اللي ماكانوش بيشتغلوا أكتر من 6 ساعات بس لكن أهو اتخلى عنهم وبقى زيه زي الباقيين!.. تمام.. ثانيًا ماكنش بياخد بريك في وقت الغداء وكان شغله بيبقى متواصل.. لأ.. بدأ ياخد وقت البريك اللي هو نص ساعة ويتمسك بيه مش عشان ياكل لكن عشان يلحق يفر بسرعة في فيسبوك وتويتر!.. وهو نازل من الشغل عشان يركب عربيته وبدل ما كان بياخد المسافة من مدخل الشركة لباب عربيته في الجراج في دقيقتين ونص بالظبط لكن الأستاذ بقى ياخدهم في 7 دقايق بحالهم.. والسبب؟.. إنه بقى يمشي ببطء عشان باصص في الموبايل، ولما بيوصل لباب العربية بيفضل واقف متنح يفر كام فرة على السريع!.. معدلات إنتاجه في شغله قلت، تقييمه من المدير قل، إحساسه هو نفسه تجاه بنفسه بالتقصير زاد.. كان لازم وقفة تنهي الموضوع ده.. عمل زي ما كلنا بنعمل وبقى يقفل موبايله خلال فترة الشغل بس غصب عنه كانت إيده بتاكله ويفتح ويقول هبص بصة مش هيجرى حاجة.. طب ما إحنا كده معملناش حاجة!.. يمين شمال جرب مليون طريقة وكلهم فشلوا وانتهوا بنفس النهاية إن ريما بترجع لعادتها القديمة!.. بعد شوية تفكير هداه عقله لفكرة على قد جنانها على قد فاعليتها!.. عمل إعلان في صحيفة المدينة اللي هو فيها وجاله ردود من عشرات الناس موافقين على اللي هو طلبه في إعلانه واختار منهم بنت شابة.. هتعمل إيه؟.. البنت هيكون دورها إنها تروح معاه الشغل كل يوم وتقعد جنبه.. تقعد مابتعملش أي حاجة خالص غير إنها مركزة في حركاته وبمجرد ما تلاقيه مسك الموبايل أو هيبص في حاجة غير الشغل تروح ضارباه قلم على وشه!.. لو بص مرتين هيترزع قلمين ولو 3 بصات بـ 3 أقلام وهكذا.. ده بجد؟.. بجد جدًّا والموضوع كان واخد مساحة كبيرة من التريقة من باقي زمايله على اللي بيحصل لكن محدش قدر ينكر فاعليته.. بعد مرور حوالي شهر وبعد ما خد المبرمج بقى قد البطيخة من كُتر اللسوعة بدأت معدلات إنتاجه تزيد تاني وتركيزه بقى أكبر.. البنت كانت بتاخد 8 دولار في الساعة وهو عدد ساعات شغله رجعوا بقوا 10 ساعات في اليوم يعني كانت بتاخد 80 دولار!.. يعني نسبة مش قليلة من مرتبه أصلًا بمعايير التوقيت ده في المرتبات لكن الفكرة نجحت وقدر المبرمج يتخلص من إدمان حاجة أثرت على كل حياته.

 

 اللي النهاردة مش هيتعلم ويغير من نفسه بنفسه بالطريقة الواضحة الصريحة هيضطر يعمل كده بكره بالطريقة الأصعب.. السكة الفلانية مفيش من وراها رجا.. الشخص العِلاني الاستمرار معاه تضييع وقت.. الخطوة كذا مش هتوديني لنتيجة مختلفة.. مش عيب هتتحاسب عليه إنك تتصدم في شخص أو تكتشف فشل مساعيك في اتجاه معين أو إنك تغلط في اختيار ما؛ بس العيب الأكبر إنك تأخر رد فعلك!.. الحياة بتديك 3 فرص.. فرصة تكتشف إنك كنت غلط وقبلها عدد لا نهائي من الإشارات الربانية، وفرصة إنك تصحح الغلط ده بالطريقة السهلة وتنسحب أو تقول مش هكمل أو أنا أستحق نهاية وشكل أفضل، وفرصة ثالثة وأخيرة إنك تصحح ده بالطريقة الأصعب اللي لازم هتكون مصحوبة بألم.. الكاتبة "ر. جاي بالاسيو" قالت: (الشيء الجيد في الحياة هو أنه يمكننا إصلاح أخطائنا، وأن نتعلم منهم، وأن نتحسن).

تابع مواقعنا