فؤاد بدراوي: جميعنا يعلم من وقف وراء خسارتي بانتخابات الوفد.. وعصر الحزب الذهبي كان في عهد سراج الدين | حوار
خسارتي بانتخابات سكرتارية حزب الوفد معروفة أسبابها ومن يقف خلفها
الوفد كان أكثر تأثيرًا تحت رئاسة السيد البدوي
قرارات فصل بعض الوفدين كانت لمطالب شخصية وليست لأسباب تتعلق بحزب الوفد
المستشار بهاء أبو شقة يستحق تكريمه كـ رئيس شرفي لحزب الوفد
لا يوجد إقصاء داخل مؤسسات حزب الوفد إلا في حال المخالفات
الوضع المالي لحزب الوفد بدأ يتحسن عن السابق
إعادة المفصولين حق أصيل لرئيس الحزب
على عتبات حزب الوفد، وفي تمام الساعة 11 صباحًا، يستعد فؤاد بدراوي، ليكون موجودًا بداخل حزب الوفد، الحزب الذي أفنى فيه شبابه وحياته بل عمره كله، ولم لا وهو ينتمي في أصوله لعائلة سراج الدين، وهي عائلة مصرية وفدية، حيث يتحدث بدراوي عن علاقته بحزب الوفد، قائلًا: أنا بالنسبة لي الوفد مبدأ وعقيدة، لقد تربيت فيه، وكنت عضوًا مؤسسًا به منذ تكوينه، وشبابي كله بل عمري كله قضيته في حزب الوفد، الوفد بالنسبي لي ليس منصبًا، الوفد بالنسبة لي كيان وبيتي.
القاهرة 24 أجرى حوارًا مع فؤاد بدراوي، السكرتير العام السابق، لحزب الوفد، هو الأول له بعد خسارته لمنصبه للدكتور ياسر الهضيبي، حيث أوضح بدراوي أسباب تلك الخسارة دون الدخول في تفاصيلها، وذلك رغبة منه في الحفاظ على استقرار الحزب، بالإضافة إلى عن طبيعة علاقته بالدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد الحالي، والذي فاز برئاسة الحزب بعد انتخابات ضد المستشار بهاء الدين أبو شقة.
إلى نص الحوار..
كيف رأيت فوز الدكتور عبد السند يمامة برئاسة حزب الوفد خلفًا للدكتور بهاء أبو شقة؟
الوفد حزب ديمقراطي، ويؤمن بالديمقراطية، ومن الطبيعي إذا كان الحزب يطالب بالديمقراطية في النظام السياسي، أن يطبقها داخليًا، وقرار اختيار رئيس الحزب أو الهيئة العليا، هو ملك للجمعية العمومية لحزب الوفد، فالانتخابات التي تمت بين المستشار بهاء الدين أبو شقة والدكتور عبد السند يمامة، في جو يسوده الحرية والنزاهة والحيادية، في ظل إشراف هيئة النيابة الإدارية على سير العملية الانتخابية، مع إشادة الجميع بأنه لا تدخل في سير هذه العملية الانتخابية.
لذلك أرى أن فوز الدكتور عبد السند يمامة برئاسة حزب الوفد، خلفًا للمستشار بهاء الدين أبو شقة، فهي بمثابة تعبير عن رأي الجمعية العمومية للحزب، الذي يجب أن يحترم أي كان.
ما رأيك في الأصوات التي طالبت بمنح المستشار بهاء أبو شقة الرئاسة الشرفية؟
لم يحدث أن طلب أحد منح المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيسًا شرفيًا لحزب الوفد، ولكن المستشار بهاء الدين أبو شقة يستحق هذا التكريم، أسوة بما قررته الهيئة العليا لحزب الوفد بمنح الدكتور مصطفى الفقي، رئيسًا شرفيًا للحزب، ومن قبله المستشار مصطفى الطويل.
هل ترى أن قرارات الفصل والقرارات المنفردة كانت سببًا في هزيمة المستشار بهاء أبو شقة؟
قرارات فصل بعض الوفدين المرجع له هو المستشار بهاء الدين أبو شقة، لأنه هو من اتخذه، وقد يكون لديه المبررات القوية لاتخاذ هذا القرار، وفي النهاية كان مرجوع هذا القرار لبعض المطالب الشخصية وليست لأسباب مسائل تتعلق بكيان حزب الوفد.
وهل نستطيع معرفة هذه التفاصيل؟
أعفني من هذا السؤال، فلن أخوض في أي تفاصيل خاصة بشأنه.
وكيف تقيّم عودة المفصولين لحزب الوفد مرة أخرى؟
هو حق أصيل للدكتور عبد السند يمامة، رئيس الحزب، وهو أمر طبيعي لا خلاف عليه.
ما تعليقك على ما يثار بين الحين والآخر بأن هناك محاولات إقصاء داخل الوفد؟
لا يوجد إقصاء داخل مؤسسات حزب الوفد، إلا إذا كان هناك بعض المخالفات والخروج عن الالتزام الحزبي، لذلك أرى أنه من الطبيعي وفقًا إلى لائحة الحزب أن يتم محاسبة المقصر.
ما هو الفرق بين فترة رئاسة المستشار بهاء أبو شقة والسيد البدوي وعبد السند يمامة لحزب الوفد؟
كل مرحلة لها إيجابياتها وسلبياتها، سواء فترة المستشار بهاء الدين أبو شقة كـ رئيسًا لحزب الوفد، أو الدكتور سيد البدوي، والآن لا نستطيع تقييم فترة الدكتور عبد السند يمامة، وذلك لأنها بدأت منذ شهور قليلة، في ظل استمرار المستشار بهاء أبو شقة في رئاسة الحزب لمدة 4 سنوات، والدكتور سيد البدوي لـ 8 سنوات.
وهل ترى أن حزب الوفد كان أكثرًا تأثيرًا في عهد الدكتور السيد البدوي عن هذه الفترة؟
بالفعل أرى أن فترة تولي الدكتور السيد البدوي، أكثر تأثيرًا عن هذه الفترة، حيث إن كان لها العديد من الإيجابيات، بداية من خوض الانتخابات ووجود حزب الوفد في التمثيل النيابي، فضًلا عن قيادة جبهة الإنقاذ من أجل الخلاص من الحكم الإرهابي لجماعة الإخوان المسلمين، مع وجود نشاط داخلي للحزب في كافة المحافظات واللجان.
هل ترى أن هذه المرحلة العصر الذهبي لحزب الوفد؟
لا، العصر الذهبي لحزب الوفد مرحلة "تانية خالص"، من أجل أن أكون وصادق الفترة الذهبية لحزب الوفد، كانت في عهد فؤاد سراج الدين.
كنت معارضا لسياسات الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد.. ومع ذلك ظهرت في حالة وفاق معه بعد الانتخابات.. كيف تفسر ذلك؟
لم أختلف مع الدكتور عبد السند رئيس حزب الوفد، فمنذ اليوم الأول لرئاسته حزب الوفد، التقيت به وأبلغته أن قناعاتي التامة أن سكرتير عام حزب الوفد، ورئيس الحزب متكاملين مع بعض، لذلك لا بد من التشاور في جميع الأمور، ويجب أن يكون هناك لقاءات مستمرة من أجل مسيرة الوفد سواءً على المستوى التنظيمي أو المستوى العام، كون أنه يأخذ بهذا الأمر أم لا فهذه قناعاتي التامة، وهو رحب بذلك أثناء اللقاء، لكن ليس هامًا الحوار الذي دار، دون وجود تطبيق.
هل حدث تطبيق بشأن ذلك؟
للأسف الشديد لم يحدث تطبيق في هذا الاتجاه، في كثير من الأمور الداخلية والحزبية لم يكن بيني وبين المستشار بهاء الدين أبو شقة، أي تشاور أو توافق، ومع ذلك كنت حريصًا على آلا أثير الخلافات والمشاكل في ظل رغبة مني في انتهاء الأمور بهدوء.
وعلى سبيل الذكر في بداية رئاسة الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، فوجئت بإصداره قرارًا بتكليف عضوين من الحزب، بتشكيل اللجان العامة في المحافظات، وهو أمر مخالف للائحة الحزب التي تنص على أن تشكيل اللجان والإشراف عليها من مهام السكرتير العام للحزب بشكل مباشر، وهو أول خلاف حدث بيننا، لكنه استجاب لوجهة نظري ورجع عن هذا القرار.
ما أسباب غياب حزب الوفد عن المشهد السياسي في مصر بشكل معمق وتراجع أدائه؟
الوفد لا يغيب عن الساحة السياسية، الوفد يمرض ولا يموت، وإذا كان اختفى الحزب في مرحلة ما عن الحياة السياسية، فهذه هي مسائلة مؤقتة، فسيظل الوفد هو حزب وضمير الأمة، وحسب المواقف السياسية والوطنية، الوفد يكون له دور وموقف من أجل البلد ومن أجل المواطن.
ماذا عن دور فؤاد بدراوي في حزب الوفد بعد خسارة منصب السكرتير العام للحزب؟
أنا بالنسبة لي الوفد مبدأ وعقيدة، أنا تربيت في حزب الوفد، وكنت عضو مؤسس في الوفد منذ تكوينه في عام 78، وشبابي كله بل عمري كله قضيته في حزب الوفد، الوفد بالنسبي لي ليس منصبًا، الوفد بالنسبة لي كيان وبيتي، أنا من تأني يوم بعد خسارتي لمنصب سكرتير عام الحزب، كنت موجود في قلب الحزب، وكل يوم موجود، ويمكن أول عضو يكون متواجد في الحزب أنا، الوفد بالنسبي ليس منصبًا وخلافه، فالمناصب تأتي وتذهب، المهم أن يبقى الوفد قويًا وشامخا، بالإضافة إلى أنه في فترة ما في رئاسة ما، كنت مفصوًلا من حزب الوفد، لذلك كنت أمر من أمام بوابة الحزب من الخارج بسيارتي الخاصة، وذلك من أجل الشعور بأنني أمر من أمام الحزب، ف هذا الوفد بالنسبي لي.
كيف تفسر خسارتك لـ انتخابات حزب الوفد لصالح الدكتور ياسر الهضيبي؟
أنا لن أخوض في تفاصيل خسارتي لانتخابات سكرتارية حزب الوفد، فذلك أمر يرجع إلى الهيئة العليا للحزب، ولا أتدخل في هذه الأمور، وإن كان قد شاب أو خلط ذلك بعض الأمور، التي لن أتحدث عن تفاصيلها، فخسارتي معروفة أسبابها من جميع الأشخاص الموجودين في الحزب على مستوى المحافظات أو أعضاء الهيئة العليا للحزب، لذلك من كان يقف خلف خسارتي للانتخابات معروف، والكل يعلم الأسباب.
ماذا عن ملامح التقرير المالي لحزب الوفد 2018 حتى 2022 والذي تم عرضه على الهيئة العليا للحزب.. كيف تقيّمه؟
ليس هناك شك في أن الوضع المالي لحزب الوفد بدأ يتحسن عما سبق، بعد أن كان في موقف سيئ، وذلك نتيجة مساهمات بعض الأعضاء وتبرعاتهم المالية، مع حسن الإدارة المالية للحزب، وإن كان هناك بعض المشاكل المالية، التي يجب أن نحلها من خلال وجود بعض الأعضاء، وتعهداتهم بالمساهمة للحزب وهو ما التزموا بذلك.
هناك بعض المديونات والاستحقاقات المالية التي يجب توفيرها حتى نستوفي هذه الديون، مع وجود بعض المديونات على بعض الشركات نتيجة إعلانات أو ما شابه ذلك، يجب المطالبة بها لأنها من حق حزب الوفد، على سبيل المثال هناك شركة معينة مطلوبة لحزب الوفد بما يقرب من 18 مليون جنيه، ومن الطبيعي أن يتم التحرك في هذا لاتجاه من أجل الحصول على هذه المستحقات.
كيف ترى وجود عدد من رجال الأعمال من أجل دعم حزب الوفد ماليا خلال الفترة الماضية؟
أي حزب سياسي وخاصة الوفد جميع مصادره المالية نتيجة تبرعات من أو اشتراكات أعضاءه وهو أمر يستحسن.
كيف ترى مستقبل حزب الوفد خلال الفترة المقبلة وتحدياته؟
بعد انتخابات الهيئة العليا للحزب، نعيد تشكيل لجان الوفد على مستوى المحافظات، وأيضًا تشكيل اللجان النوعية، أتمنى أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من النشاط والحركة، وذلك لكي يعود للوفد الحرمة والتواصل مع المواطن، وأقول للوفد وللوفدين، اعلينا جميعًا أن نتكاتف بعيدًا عن الأغراض الشخصية، لأننا جميعًا إلى زوال ويبقي الوفد شامخًا.