أردوغان يقرع طبول الحرب في سوريا.. روسيا تتجهز وأمريكا تحذر
يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ استعداداته لشن بلاده عملية عسكرية في الأراضي السورية المتاخمة للحدود التركية، بعقد اجتماع لمجلس الأمن التركي لمناقشة ما وصفته أمقرة بأنشطة مكافحة الإرهاب.
ومن المقرر أن يبحث أردوغان خلال ترؤسه لمجلس الأمن القومي؛ استعدادات عملية عسكرية برية مُحتملة في شمال سوريا، وبحث قضايا الأمن الإقليمي والدولي، حسب ما أشار التليفزيون التركي تي آر تي.
أردوغان يستعد للحرب في سوريا
وقبيل أيام؛ أكد الرئيس التركي في خطاب له، أن بلاده تعتزم تشكيل ممر أمني بطول 30 كيلومترا على طول الحدود مع سوريا، في حين أفاد مسؤولون أتراك وفقًا لوكالة رويترز، بأن الجيش يحتاج إلى أيام قليلة فقط، ليكون جاهزا للتوغل بري في شمال سوريا.
وأضاف أردوغان، أنه لا ينبغي لأحد أن ينزعج من العمليات العسكرية التركية - التي وصفها بأنها هادفة إلى توسيع دائرة أمنها وسلامها.
استعدادات أنقرة المتواصلة لشن عملية عسكرية برية في سوريا؛ تأتي وسط رفض روسي أمريكي للعملية التركية المعلن عنها من قبل أردوغان.
من جانبها قالت وزارة الدفاع الأمريكية، أمس الأربعاء، إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، تحدث هاتفيًا مع نظيره التركي خلوصي أكار، معربًا عن معارضة واشنطن القوية لعملية أنقرة العسكرية الجديدة في سوريا، وشاركه قلقه من أن الضربات التركية تهدد القوات الأمريكية في المنطقة.
قبلة حياة لدعاش بأيادي تركية
ولطالما عملت أمريكا على تلافي وقوع صدام بين قواتها المرافقة للدوريات الأمنية للقوات الكردية (قسد) في سوريا، والقوات التركية حال اندلاع العملية العسكرية من قبل أنقرة، إذ أعلنت وزارة الدفاع ذاتها في بيان سابق لها؛ تقليص عدد الدوريات مع قوات سوريا الديمقراطية، ضد تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي السورية، بعدما قالت قسد إن العملية العسكرية التركية باتت وشيكة.
وفي تحذير لواشنطن حول إمكانية تسبب العملية العسكرية التركية في عودة قوة تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي السورية مرة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بات رايدر، الثلاثاء الماضي، إن قوات بلاده المشاركة مع قوات التحالف لمواجهة داعش تواصل تركيزها الشديد على مُواجهة داعش، وأن العملية العسكرية البرية ستُعرض المساعي الدولية، لمواجهة داعش للخطر، وتقضي على ما حققته قوات التحالف من مكاسب في مواجهة التنظيم.
تحذيرات أمريكا، جاءت بعدما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)؛ وقف التنسيق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي السورية، حيث ذكر قائد تلك القوات مظلوم عبدي: عمل قوات قسد ضد داعش مع التحالف الدولي قد توقف، معللًا ذلك بانشغالهم بالهجمات التركية.
روسيا تستعد عسكريا في سوريا
في حين أرسل الجانب الروسي، تعزيزات إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية والجيش السوري، شمالي البلاد، ترقبًا لشن تركيا عملية عسكرية، إذ تستهدف أنقرة مدينة تل رفعت التي تبعد 15 كيلومترًا عن حدودها، وتسيطر عليها قوات كردية، فيما تحيطها مناطق متنوعة السيطرة بين الجيش السوري مدعومًا من روسيا من جهة وأنقرة والفصائل السورية الموالية لها من جهة ثانية.
وحثت وزارة الخارجية الروسيا - الحليف الأكبر لسوريا؛ أنقرة على عدم التصعيد في الأراضي السورية، وذلك بعدما كثّفت تركيا قصفها لمواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني شمالي سوريا، الذي تصنفه تنظيما إرهابيا، وتتهمه بشن هجمات دموية في البلاد.
وشهدت محافظتي حلب وإدلب؛ تواجد لتعزيزات عسكرية روسية وسورية وتركية، ومليشيات موالية لإيران، بعدما رفضت تركيا عرضًا روسيًا يقضي بنشر قوات النظام السوري بأماكن تواجد قوات قسد الكردية، معلنًا (أي النظام التركي) تمسكه بضرورة انسحابها كليًا لعمق يصل إلى 30 كيلو متر داخل الأراضي السورية.
وفي ظل تلك التحذيرات والمطالبات بالتوقف عن العملية العسكرية البرية المزمع إطلاقها من قبل أنقرة؛ دفع الجيش التركي بتعزيزات ضخمة ضمت رتل عسكري مؤلف من 50 آلية من مدرعات وناقلات جند وشاحنات محملة بالمواد اللوجيستية والأسلحة إلى النقاط العسكرية التركية المنتشرة بالقرب من مناطق قوات قسد، وهوما يثير إلى اندلاع أزمة كبيرة في البلد العربي الإفريقي.