السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ماكرون داهية أوروبا وحبيب شباب العالم

الأربعاء 30/نوفمبر/2022 - 06:05 م

تتذكر مشهد نهائي كأس العالم بين فرنسا وكرواتيا بكأس العالم الأخير؟ تتذكر كيف ارتدت رئيسة كرواتيا الجميلة تي شيرت المنتخب، وكيف خلع ماكرون بزته وشمر القميص ووقف في المقصورة الرئيسية يشجع بحماس ويقفز مع كل محاولة تسديد لبلاده، إلى أن فاز Les bleus في ملحمة قادها رئيس الدولة الكبرى من المدرجات كمشجع شاب عادي ورجل ثلاثيني ينتظر المباريات بفارغ الصبر؛ كي يفرغ فيها طاقته وينسى أي شيء وكل شيء ويركز فقط مع الساحرة المستديرة.

بالمناسبة هناك حب عجيب وغريب وغير مبرر للرجال عمومًا مع كرة القدم، ولا أدري لماذا يعطونها كل هذا الحماس؟ أعتقد أنه لغز لن تتمكن النساء من فهمه أبدًا، ولكن لا بأس فحماسهم هذا وسعادتهم تلك تجعلنا نبتسم تلقائيًا من فرط مبالغتهم اللطيفة.

نعود لموضوعنا.. تختلف أو تتفق معه، فماكرون الرئيس الفرنسي بكلماته المعسولة وخطاباته الرئاسية الحماسية وتصرفاته الذكية والحكيمة التي تمتاز بدهاء ومكر لا غنى عنه كرئيس دولة، يحظى بحب وإعجاب من أكبر لأصغر شخص حول العالم.

فإذا بدأنا بـ بايدن الذي وصفه بالرئيس النشيط، وكان البيت الأبيض يفعل كل ما في وسعه لإنجاح زيارة هذا الرئيس الشاب الذي جعل بلاده في مركز كل الأزمات الدولية الكبرى، تحظى بالكلمة الأولى وأحيانًا الأخيرة، ولكن إذا نظرنا للشباب (حتى العاديين منهم) سنجدهم يعشقون ماكرون.

سأجيبك لماذا؟

ماكرون دائمًا يختار أن يظهر بمظهر المحب للشباب والقريب منهم، ليس من فئة كبيرة من شعبه عمومًا، بل أيضا عدد من شباب فرنسا وشباب أفريقيا ومجموعة لا بأس بها من فئة الشباب بشكل خاص، فإذا نظرنا إلى زياراته، سنجد أنه عندما جاء إلى مصر على سبيل المثال خلال COP 27، عقد جلسات مع الشباب المصري واستمع إلى مشاريعهم وأفكارهم التي تهدف للدفع بعجلة الحفاظ على البيئة بصورة مختلفة، وهذا ليس بالغريب فالقمة كان لديها يوم كامل يتركز حول الشباب كونهم يمتلكون مفتاح السر في حل أي شيء لما يحملونه من ابتكارات، ولكن حرص ماكرون على ألا تنتهي زيارته إلى مصر إلا ويكون التقى بشبابها، والعلاقة بين ماكرون والشباب المصري ليست بعيدة، فهو استعان بفرح الديباني مغنية السوبرانو المصرية لتغني النشيد الوطني الفرنسي عندما فاز بولاية ثانية كرئيس لبلاده.

 

وأتذكر حينها قالت لي فرح عندما عقدت معها لقاء خاص بعدما قَبل ماكرون يدها في لفتة أثارت انتباه العالم أجمع كونه رئيس فرنسي يقبل يد فتاة عربية ومصرية، إن ماكرون لطيف جدًا ودائمًا ما يحب الاختلافات فكلنا حوله قادمين من خلفيات مختلفة وهو محب للجميع.

 

أما المشهد الأغرب والأقرب لكل شاب أفريقي، وهو قمة أفريقيا فرنسا للشباب، عندما فتح ماكرون المجال للشباب الأفريقي؛ كي يقول وجهة نظره في كل شيء وأي شيء بصورة مفتوحة لدرجة أن أحد الشباب قال لماكرون بمنتهى الصراحة والوضوح، أن بلاده تتعامل مع أفريقيا على أنها درجة ثانية وأن فرنسا تقدم لهم الدعم من الخارج ولكنها تحلب جميع مواردهم وترغب في تأخرهم، وغيرها من الكلمات النارية التي استقبلها ماكرون بكل صدر رحب وأخذ يفند الكلمات ليرد على الشباب بشكل بسيط، وبذلك حتى لو أن الشباب هؤلاء يحملون كرهًا لفرنسا، ولكنهم سيخرجون من هذا اللقاء يشعرون برضى كونهم تمكنوا من قول هذه الكلمات في وجهه كدولة كانت تستعمرهم من قبل، ولكنها الآن قد تسيطر على قلوبهم بمزاجهم.

 ولا أرغب أن أكون متحزلقة؛ ولكن حتى اسم القمة فيه بعض من الدهاء وهو وضع أفريقيا قبل فرنسا؛ حتى يثبت عكس أي وجهة نظر قادمة من الشعب الأفريقي حول رغبة فرنسا في إخضاع موارد بعض مناطق القارة السمراء تحت رحمة فرنسا، مهما صح ذلك، وهو ليس جديد على ماكرون الذي يطوع اللغة حتى يتقرب من شعب ما، فمثلًا كتب بوستات عبر حسابه الرسمي بفيسبوك وتويتر باللغة العربية منذ أيام حول كأس العالم الذي تستضيفه قطر ويسيطر عليه العرب، فضلًا عن كتابته لبوست بالأوكراني عندما أراد إبراز الدعم لهذا الشعب في الحرب الروسية أوكرانية، كما يستخدم حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع فيديوهاته مع الشباب على وجه الخصوص أو يتحدث بلغة شباب العالم مهما اختلفت جنسياتهم.

 

وهو ليس غريب عليه فهو الرئيس الذي اكتسب شعبيته الأولى من سنه الصغير عندما ترشح لرئاسة فرنسا وفاز بها في 2017.

فماكرون ذكي أوروبا لم يترك فرصة مع الشباب إلا وسارع لمداعبة مشاعرهم والحصول على تأييدهم في مواقفه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أتدري لماذا؟.. سأجيبك بأنه يعلم أن آفة أوروبا الحالية هي الشيخوخة المتكالبة على سكان القارة العجوز، لذلك يحرص الديك الفرنسي على النظر بمستقبل بلاده من خلال الشباب في مختلف دول العالم وليس فرنسا فقط فهم وقود نجاح المستقبل في نظره الماكر.

تابع مواقعنا