صرامة المدربين.. أزمة أونانا تعيد للأذهان ذكرى أول استبعاد لحارس مرمى في تاريخ المونديال
شاء القدر أن تحدث واقعة في النسخة الحالية من كأس العالم 2022 في قطر، تعيد لنا ذكرى إحدى أحداث مونديال 1930 الأول في التاريخ، والذي كان مقاما في أوروجواي.
استبعاد الحارس الأول لمنتخب الكاميرون
وكان أحد الأحداث البارزة في كأس العالم 2022 الساعات الماضية، هو استبعاد أندريا أونانا حارس المرمى الأول ونجم منتخب الكاميرون من المشاركة في النسخة الحالية من المونديال، ليعيد إلى أذهان مشجعي كرة القدم أحد القرارات التاريخية، والتي كانت مع حارس مرمى أيضا وفي أول نسخة تقام من البطولة.
أعاد استبعاد أونانا من المشاركة مع الكاميرون في مونديال قطر إلى ذاكرتنا، ما حدث في كأس العالم 1930، مع أندريس مازالي حارس مرمى منتخب أوروجواي الأول ونجم المنتخب آنذاك، والذي تم استبعاده هو الآخر ولكن حزنه كان أكبر من الحارس الكاميروني لأنه تعرض لهذا القرار من مدربه في أول نسخة من البطولة في التاريخ والتي كانت مقامة في بلاده وحصدها منتخبه أيضا.
موعد غرامي وراء استبعاد حارس أوروجواي
كان مازالي أحد أشهر حراس كرة القدم ونجم منتخب أوروجواي في ذلك الوقت، بل وأسهم في حصد بلاده للميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية مرتين عامي 1924 و1928، ولكنه اصطدم بأحد أكثر المدربين صرامة في تاريخ المنتخب قبل أيام قليلة من انطلاق الحدث الأهم في كرة القدم وهو كأس العالم 1930.
وجاء السبب في الواقعة هو أن ألبيرتو سوبيتشي مدرب منتخب أوروجواي في مونديال 1930، والذي اشتهر بصرامته الشديدة قرر فرض حظر تجوال على جميع لاعبي المنتخب في الفندق المقام به المعسكر التحضيري الأخير قبل أيام قليلة من انطلاق كأس العالم، ولكن تفاجئ بقيام مازالي بكسر هذا الحظر والخروج من الفندق ليقرر على الفور في اليوم التالي استبعاده نهائيا من المشاركة مع المنتخب في البطولة، ويقرر الاعتماد على باليستريو الحارس الثاني.
وكشفت الصحف بعد ذلك أن مازالي كسر حظر التجوال وخرج من فندق إقامة المنتخب من أجل موعد غرامي مع فتاة تم اكتشاف أنها ابنة أحد المسؤولين في اتحاد الكرة لديهم، ليتم استبعاده ويقضي على مسيرته المميزة ويحرم نفسه من الاحتفال مع منتخب أوروجواي وحصد لقب كأس العالم 1930 معهم، ويفشل في أن يتوج مسيرته الحافلة بالألقاب باللقب الأهم في تاريخ اللعبة.
قصة استبعاد أونانا من مونديال 2022
أما قصة أونانا فقد تكون مختلفة بشكل كبير عن مازالي، ولكن التشابه بينهما أنه لن يشارك في المونديال مع منتخب بلاده وأن الأمر حدث في النسخة الحالية، ونظيره كان في النسخة الأولى بالتاريخ.
جاء قرار استبعاد أونانا من جانب سونج مدرب منتخب الكاميرون، أمس الاثنين ولكن كان من مباراة صربيا بعدما شارك أساسيا في مباراة سويسرا الأولى بدور المجموعات من كأس العالم 2022 والتي خسر فيها منتخب بلاده، ولم يكشف عن سبب استبعاده.
وبعدما انتهت مباراة صربيا والكاميرون بالتعادل 3-3، خرج سونج ليؤكد أنه مقتنع بقرار استبعاد أونانا، بل وأصدر الاتحاد الكاميروني لكرة القدم بيانا رسميا يؤكد استبعاد الحارس من المشاركة في كأس العالم هذا العام نهائيا داعما مدرب المنتخب، لتكشف التقارير الصحفية بعد ذلك أن السبب في كل ذلك هو خلاف بين حارس مرمى الكاميرون ومدربه بسبب طلب الأخير منه أن يغير أسلوب لعبه بما يتناسب مع الفريق ليرفض اللاعب الأمر.
والأمر مختلف بين واقعة أونانا ومازالي أيضا في أن أوروجواي في مونديال 1930 قدمت أداء مميز بدون حارسها الأساسي وحصدت اللقب في النهاية، أما الكاميرون فقد خسرت بحارسها الأساسي من سويسرا بهدف في أولى مباريات دور المجموعات بكأس العالم 2022 وتعادلت مع صربيا في المباراة الثانية بدونه واستقبلت ثلاثة أهداف، أي نسبة بقائها في البطولة من الأساس صعبة للغاية بعد تواجدها في المركز الثالث بنقطة وحيده ومتبقي مباراة وحيدة.
ولكن المتفق عليه أن الواقعتين فيهما استبعاد حارس مرمى أساسي من المشاركة في كأس العالم في أول نسخة في التاريخ وفي آخر نسخة مقامة في الأيام الحالية، والأمر المتفق عليه أكثر أن دائما حراس المرمى أصحاب خلافات ومناوشات خاصة مع منتخبات بلادهم في البطولات الكبرى، مما قد يعود عليهم بالسلب في النهاية مثلما حدث مع مازالي وأونانا، بالرغم من أن الأول كان خسارته أكبر، بالاضافة إلى صرامة المدربين في التعامل مع مثل هذه المشكلات للحفاظ على باقي قوام الفريق.
