محمود شعبان حسن يحصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف في تعقبات ابن قيم
حصل الباحث محمود شعبان حسن عبد العال، المدرس المساعد في قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة، على درجة الدكتوراه في الحديث الشريف وعلومه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى من الكلية، برسالة علمية بعنوان تعقبات ابن قيم الجوزية على مختصر المنذري لسنن أبي داود من خلال كتابه "التهذيب على السنن"، من ك الجنائز، باب الأمراض المكابرة للذنوب، ح2967، إلى ك الأدب، باب قتل الأوزاغ، ح 5101 جمعًا ودراسة نقدية.
مكونات الدراسة
ضمت لجنة المناقشة الدكتور مصطفى السيد أبو عمارة أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة، الدكتور هشام إبراهيم فرج أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة، الدكتور محمد نصر الدسوقي اللبان أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة وعميد كلية الدراسات الإسلامية بدمياط السابق، الدكتور أحمد أحمد سحلول أستاذ الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدمياط الجديدة، الدكتور أحمد عبدالله بدوى، الدكتور حسام نايل، الدكتور محمد السيد زعيمة، والدكتور محمود علم الدين.
وتضمنت الدراسة تمهيدًا وبابين وخاتمة، اشتمل كل باب على فصلين، جاء الفصل الأول تحت عنوان «الواقع الاشتراكى السياسي والفكري خلال الفترة من 1952/ 1976»، والثاني هو «الاشتراكية وجدلية العلاقة بين الصحافة والإبداع النقدي»، أما الفصل الأول من الباب الثاني فهو بعنوان «الواقعية الاشتراكية في النقد»، في حين كان الفصل الأخير بعنوان «الملامح الاشتراكية السياسية والثقافية والنقدية لمحمود أمين العالم».
وتفاعل الباحث خلال رسالته من خلال تأكيده على أن هذا المشروع يهدف إلى جمع التعقبات الواردةِ من الإمام ابن القيم -من خلال كتابه تهذيب سنن أبي داود- على الحافظ المنذري في كتابه مختصر سنن أبي داود، وقد بلغت مئةً وسبعةً وسبعين(177) تعقبا، كما يعد يُعَدُّ التعقبُ والاستدراكُ من النقد الذاتي لعلوم الشريعة، وعلى رأسها علمُ الحديث الشريف، فهو علم يُجدد نفسَه بنفسِه كسائرِ علوم الشريعة المطهَّرة، فالْآثَار الْمَرْوِيَّة عَنْ رسول الله قد يوجد فِيهَا أَشْيَاءَ مِمَّا يَسْقُطُ مَعْرِفَتُهَا، مِمَّا يتسلق بِهِ الْمُلْحِدُونَ على الطعْن فِي الدّين، وهذه الآثار منْهَا الْكَلَام الْبَين المستقل فِي بَيَانه بِذَاتِهِ، وَمِنْهَا المفتقر فِي بَيَانه إِلَى غَيره، وَذَلِكَ على حسب عَادَة الْعَرَب فِي خطابها وَعُرْف أهل اللُّغَة فِي بَيَانهَا؛ إِذْ لم يكن كل خطابهم جليا بَينا مستغنيا عَن بَيَان وَتَفْسِير، وَلَا كُله خفِيا مستحيلا يحْتَاج إِلَى بَيَان وَتَفْسِير. وكان ابن القيم من هؤلاء العلماء الذين اعتنوا بدفع الشبهات وعلوم النقد؛ في كتابه تهذيب السنن بتعقباته على بعض الأحاديث في سنن أبي داود.
وتكمن أهمية التعقب في أنه يأتي من باب تحري الحق، والبحث عن الصواب، والنظر في كل ما يأتي المرء من الأقوال والأفعال والأحداث بعين التثبت والتيقن، خاصة إذا كان في باب العلم، وبالأخص في العلوم الشرعية التي موضوعها الكتاب والسنة.
وأوصى الباحث في نهاية رسالته، أن يهتم الباحثون في علوم الحديث بما يزيل الشبهات الواردة على أحاديث رسول الله، بإيضاح كل ملابسات النص النبوي وما يتعلق به، للوصول إلى المعنى المراد من كلام النبي.
وكذلك لابد من الاهتمام بالمغزى الروحي من النص النبوي؛ فبه تطمئن القلوب، وبه يتخلق المسلمون بأخلاق نبيهم، وبه يزيد الإيمان ويقوى. وبذلك تصير الأمة المسلمة أمة عالمة عاملة، تعيش في سماء الجانب الروحي، إضافة إلى الجانب العلمي، فتسود جميع الأمم.
وأكد أن الاستمرار في تقديم الأبحاث المتعلقة بتعقبات العلماء بعضهم على بعض مهم وضروري؛ لما في ذلك من عظيم الفائدة، كمعرفة اختلاف المناهج، واستخلاصها على ضوء ذلك، وتقديم تصويبات لكثير من المسائل التي وقع فيها بعض العلماء؛ وتقديم صورة جميلة للعمل النقدي عند المحدثين، وغيرهم من أئمة الإسلام.