وفاة والدها دفعها إلى استكشاف الجسم.. شيماء الخولي أول مصرية تُدرب أطباء أمريكا على إزالة الأورام بالمنظار
الحلم والمستقبل المُبهر في أعين كل طالب؛ لطالما كان منحة دراسية للخارج، قاصدًا الحصول على تدريب جيد على يد أفضل الأساتذة، حتى جاءت الدكتورة شيماء الخولي، لتكسر القاعدة المُتعارف عليها، بعد أن وجهت لها الجمعية الأمريكية لمناظير الجهاز الهضمي؛ دعوة لتدريب الطلاب عمليًا على تقنية تشفية الأورام من خلال المنظار البطني، في أكبر مؤتمر عالمي للجهاز الهضمي بولاية كاليفورنيا، لتسطر الطبيبة المصرية؛ قصة نجاحها بيديها، وتُزاحم نساءً خلّد التاريخ أسمائهن، كونها أول مصرية عربية يتم دعوتها لتدريب الأطباء.
الدكتورة شيماء الخولي
الدكتورة شيماء الخولي، الأستاذ المساعد لأمراض الجهاز الهضمي واستشاري مناظير الجهاز الهضمي التداخلية بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، روت لـ القاهرة 24، كيف بدأت مشوارها منذ إصابة والدها بـ ورم الكبد ووفاته أمام عينيها، إلى أن أصبحت مدربة لأطباء أمريكا على تشفية الأورام بالمنظار.
سعت الخولي خلال فترة مرض والدها على استكشاف الجسم وما يصيبه من أورام خاصة ورم الكبد، وعاشت لفترات طوال تتفقد المرض، وهو يأكل جسد والدها شيئا فشيئا، رغم ذهابه للعديد من الأطباء والجراحين بمختلف التخصصات، إلا أن القدر كتب كلمته الأخيرة برحيل والدها.
أخذت الطبيبة المصرية على عاتقها تحديًا كبيرًا، وسعت للدخول إلى عالم الطب، حتى أصبحت أستاذ متخص في أمراض الجهاز الهضمي واستشاري مناظير الجهاز الهضمي التداخلية، كما أنها تحب العمل باليد، وهو ما يتم من خلال المنظار أو المقصود بكلمة تداخلي، أي أن الطبيب يتدخل بيديه لإنقاذ المريض.
تبدأ الطبيبة شيماء الخولي يومها، بالذهاب إلى القصر العيني للتدريس، ثم إلى المستشفى لتستكمل مشوارها مع المرضى، لكن الدعوة الأهم في مسيرتها؛ هي استضافتها في أمريكا لتدريب الطلاب على تقنية تشفية الأورام بالمناظير، حسب وصف شيماء الخولي.
تقنية تشفية الأورام حديثة؛ يمكن من خلالها إزالة الأورام الحميدة والخبيثة، وكذلك المتحورة دون اللجوء إلى الجراحة المتعارف عليها، وهي فرع من فروع مناظير الفراغ الثالث التي يتم من خلالها؛ الجراحة عن طريق المنظار الباطني دون جراحة.
كانت تقنية تشفية الأورام بمثابة الحلم لشيماء وفريق عملها، بعد السفر إلى أكثر من دولة لتعلم تلك التقنية، حتى بدأ تنفيذها عام 2018.
الطبيبة المصرية، أكدت أن أول من دعّمها لدخول مجالها كانت والدتها، التي كانت دائمة السؤال عن حالة المرضى، وتقاسمها القلق والخوف على حياتهم، كما أن الفريق الطبي كان جُزءًا في تقويتها ودعمها، فعلى مدار 4 سنوات عانوا كثيرا من صعوبة بعض الحالات حتى تكللت بالنجاح.
نجحت شيماء وفريقها في إنقاذ العديد من الحالات، ونشروا أبحاثًا ساهمت في خلق سُمعة عالمية لتنفيذ تلك التقنية، وتفخر بدعوة الجمعية الأمريكية، لكونها أول طبيبة مصرية وعربية تُعلم أطباء الولايات المتحدة.
