عميدة البحوث البيئية بعين شمس: نشر 162 بحثًا عن التغيرات المناخية.. ويوجد مقرر دراسي عن المناخ شرطًا للتخرج | حوار
التغيرات المناخية هي حديث الساعة التي تشغل بال المؤسسات المختلفة والحكومات في العالم، وذلك في إطار استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP 27 في مدينة شرم الشيخ، أحد تلك المؤسسات والتي تشكل دورًا مهمًا في مواجهة التغيرات المناخية هي الجامعات والكليات المختلفة، حيث تقوم الجامعات الحكومية والهيئات البحثية بدور في مواجهة التغيرات المناخية من خلال الأبحاث العلمية والمشروعات الحديثة.
واحدة من الكليات المهمة المعنية بالتغيرات المناخية، كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، والتي أنشئت مؤخرًا لمناقشة القضايا البيئة المختلفة، القاهرة 24 بدوره أجرى حوارًا مع الدكتورة نهي سمير، عميد الكلية، والتي كشفت عن دور الكلية في مواجهة التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأبحاث العلمية التي تم تخصيصها لمواجهة تلك الظاهرة.
وكشفت عميدة الكلية، تفاصيل إنشاء كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، والأقسام الموجودة داخلها، مؤكدة أن الكلية تضم 7 أقسام وهناك عدد من المشروعات التي تعمل الكلية عليها.
وإلى نص الحوار:
في البداية.. كيف أُنشئت الكلية وما هي الأقسام الموجود بها ؟
أنشأت الكلية منذ 40 عامًا، كانت في البداية عبارة عن معهد خاص بالبحوث البيئية، وبعد ذلك تم تحويلها إلى كلية منذ عام، حيث تعتبر أول كلية في الشرق الأوسط في مصر مهتمة بجميع القضايا البيئية وتضم 7 أقسام هي: قسم العلوم الطبية البيئية، والعلوم الهندسة البيئية، والعلوم الزراعية البيئية، والعلوم الأساسية البيئية، والعلوم الإنسانية البيئية، وقسم العلوم الاقتصادية، قسم العلوم التربوية والإعلام البيئي، حيث تمنح هذه الأقسام درجة الماجستير والدكتوراه في مجال البيئة.
ما هي التطورات التي تشهدها الكلية؟
شهدت كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية العديد من التطورات والاهتمام بالأبحاث، في سبيل الحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي، أبرزها: وحدة مشروع التحول الأخضر، والهدف منه هو تدوير المخلفات بجميع أنواعها، واستخدام الوحدة بالكامل طاقتي الرياح والشمس، وتدوير البلاستيك إلى فايبر لكي يدخل بعد ذلك في صناعات كثيرة.
هل هناك برامج جديدة تم إضافتها للكلية هذا العام؟
توجد العديد من البرامج الجديدة والتي سوف يتم اعتمادها قريبًا من المجلس الأعلى للجامعات، وستكون متاحة للطلاب لكي تساعدهم في سوق العمل بعد التخرج مباشرة، حيث توجد 6 برامج جديدة مستحدثة منها: برنامج بيني خاص بالطاقة الجديدة، برنامج خاص بالإدارة المتكاملة للمياه، وبرنامج خاص بـ تدوير المخلفات، وبرنامج خاص بالتغير المناخي، وبرنامج تحضير خبير بيئي، وبرنامج خاص بالتنمية المستدامة، وذلك تنفيذا لتعليمات الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والتي تحدثت من قبل عن وجود نقص في الكوادر البيئة على مستوى العالم في هذه المجالات.
وتعتبر تلك البرامج حديثة وسوف تساعد الطلاب في سوق العمل بعد التخرج مباشرة، لأن من غيرها تواجههم معوقات كثيرة في سوق العمل وعدم إتاحة الفرصة للعمل داخل الوزارات، نظرًا لعدم وجود الخبرة الجيدة، بالإضافة إلى أن الدولة تحتاج دائمًا إلى مهنيين في هذا الجزء ويكون لديهم الكثير من الخبرة للمتطلعات الجديدة بصفة مستمرة دون وجود أي مشكلة.
موعد البدء في تلك البرامج.. وماذا عن مصروفاتها؟
البرامج ستكون متاحة للطلاب قريبًا، لأنه في الوقت الحالي كل برنامج له شراكة مع جهة أجنبية معينة وتأخذ بعض الوقت حتى تتم الموافقة عليها، ومن المحتمل إتاحة البرامج للطلاب في الفصل الدراسي الثاني، والمصروفات ستكون في مقدرة الجميع، حيث تكون في حدود 10: 15 ألف جنيه على حسب كل برنامج، وبعد ذلك يتم اعتماد كل البرامج من مركز التنمية المستدامة والتقييم البيئي في دولة إنجلترا، حيث قمنا بعمل بروتوكول تعاون ونوفر لهم كافة الاحتياجات المطلوبة حتى تتم الموافقة، إلى جانب كل برنامج على حدة سيكتفي بـ 20 طالبًا فقط لا غير.
هل تنفذ الكلية برامجًا في جامعة عين شمس الأهلية؟
نسعى طول الوقت في تنفيذ عدد من البرامج البينية الخاصة بالبيئة ومشاركتنا في جامعة عين شمس الأهلية، لكونها ستساعد الطلاب في سوق العمل بعد التخرج مباشرة دون وجود أي معوقات تواجههم كـ برنامج خاص بالطاقة الجديدة، وذلك بالتعاون مع كلية الهندسة، وبرنامج التنوع البيولوجي مع كلية العلوم.
ماذا عن وحدة التحول الأخضر بجامعة عين شمس؟
وحدة التحول الأخضر في البداية كانت عبارة عن فكرة لتدوير المخلفات الورقية داخل الحرم الجامعي، وتم الموافقة عليها من قبل الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، لأن تدوير المخلفات الورقية يستهلك طاقة ومياه بشكر كبير، حيث يتضمن المشروع أيضًا دراسة ورصد الانبعاثات الكربونية من خلال المتابعة اللحظية للاستهلاك الكهربي بالكلية، إلى جانب أن قياس الانبعاثات الكربونية يساعد في رفع وعي الكلية تجاه التغيرات المناخية.
فيما يخص البحث العلمي.. ماذا عن الأبحاث المنشورة داخل الكلية؟
توجد العديد من الأبحاث المنشورة داخل الكلية مهتمة بالتغير المناخي، حيث تصل لـ162 بحثًا عن التغيرات المناخية، ومن أبرز الأبحاث التي تم تطبيقها خلال الفترة الماضية: الاقتصاد الأخضر، والتنمية المستدامة وأبعادها، وتلوث نهر النيل وكيفية التحكم فيه.
ماذا عن المبادرات التي شاركت بها الكلية في مؤتمر المناخ؟
شاركت الكلية بمبادرة الهدم والبناء، والهدف منها كيفية عمل مشروع قومي متكامل عن الهدم والبناء وتوفير الموارد، وكيفية الاستفادة منها بعد هدرها مرة أخرى، ونطالب دائمًا بتطبيق قانون بناء الإسكان حتى يتم الاستخدام بطريقة صحيحة، وقمنا بالمشاركة أيضًا بـ مبادرة أخرى عن إدارة المخلفات، وكان يوجد العديد من مصانع الزجاج والبلاستيك، إلى جانب منصة شمس للمناخ بالتعاون مع وزارة الاتصالات، حتى يدخل الطالب عليها ويتعلم بنفسه ويشاهد فيديوهات خاصة بالتغير المناخي، وبعد ذلك يدخل الطالب على الامتحان وفي النهاية يحصل على شهادة خاصة بالتغير المناخي.
كيف يأتي مؤتمر المناخ بنتائج إيجابية للدولة المصرية؟
يأتي مؤتمر المناخ بنتائج إيجابية للدولة المصرية نتيجة الشراكات وتوقيع العديد من البروتوكولات الموجودة والمشاريع الجديدة التي تم عرضها في المؤتمر المنعقد، كمبادرة التكيف مع أثار المناخ في إفريقيا، وسوف يكون لها تأثير قوي وفعال بالتنفيذ، خصوصًا بعد حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن التوصل لحل يناسب جميع الأطراف وتنفيذه بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى أنه يوجد دعم كبير من الدول الأخرى.
ماذا عن تفاصيل إجراء امتحانات الميدتيرم للفصل الدراسي الأول؟
لا يوجد نظام امتحانات الميد تيرم داخل الكلية، ونكتفي دايمًا بامتحانات الفصل الدراسي الأول، والفصل الدراسي الثاني فقط، أما درجات أعمال السنة يتم إضافتها للطلاب بطرق عديدة غير نظام امتحانات الميد تيرم، حيث يقوم كل أستاذ بطلب عمل تكليفات أخرى بديلة عن ذلك.
هل ارتفعت قيمة المصروفات الدراسية هذا العام بالمقارنة مع العام الماضي؟
المصروفات الدراسية هذا العام لا تتجاوز 3000 جنيه وعلى حسب كل مرحلة أيضًا، ولا توجد أي زيادة عن العام الماضي إطلاقًا، أما بالنسبة للطلاب فلا يوجد حتى يومنا هذا رصد أي شكاوي منهم بسبب المصروفات.
شرطًا للتخرج.. ما هو المقرر الذي تم تطبيقه عن المناخ بجامعة عين شمس؟
أعددنا مقررًا في جامعة عين شمس حول قضايا التغير المناخي ويجب على جميع الطلاب دراسته بطريقة جيدة، لأنه يعتبر شرطًا للتخرج، حيث تم تطبيقه بالفعل هذا العام الدراسي الجديد، وهو عبارة عن فصل كامل يدرس فيه الطالب ويكون على دراية كاملة بكل شيء خاص بالتغيرات المناخية، حتى يكون خريجًا لديه الكثير من المعلومات التي سوف يستفيد منها في حياته العملية والعلمية بعد ذلك.
هل تقدم الكلية فرصا تدريبية لطلابها؟
تقدم الكلية العديد من الدورات التدريبية داخل الكلية لتوفير فرص عمل للطلاب بعد التخرج ولا تواجههم بعض المشكلات بعد ذلك، حيث توجد دورة عن التقييم البيئي، ودورات خاصة أيضًا بالحاسب الآلي، وسفراء المناخ، وتهدف دورة سفراء المناخ إلى نقل الخبرات للباحث بطريقة جيدة ويكون لديه القدرة الكافية على التدريب الجيد حتى يستطيع العمل بكل سهولة دون وجود مشكلة، والتعامل مع الأشخاص بمختلف الشخصيات دون خوف أو توتر.
هل التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على المواطنين؟
بالفعل التغيرات المناخية تؤثر على المواطنين بشكل كبير للغاية، خاصة الفلاح هو أكثر شخص يكون في حالة ضرر كبيرة بسبب تلف محاصيله نتيجة الارتفاع في درجات الحرارة ونقص في المياه، فلابد من تعاون المواطنين مع الدولة والوقوف بجانبهم دائمًا حتى يتم التقليل من تلك التأثيرات الضارة.
قمنا بإطلاق برنامج على الهاتف المحمول يسمى البصمة الكربونية حتى يستطيع المواطن من خلاله التعرف على كل الاستهلاكات التي يقوم بها في المنزل أو أي مكان آخر سواء كانت الكهرباء أو المياه أو المخلفات.
