الحاجة تهاني.. رحلة من التعب منذ 40 عامًا بحثًا عن لقمة العيش لها ولشقيقتها المريضة بسوهاج
ترتسم على وجهها ملامح التعب والشقاء، وانحنى ظهرها من كثرة الهموم والمتاعب، والبحث وراء لقمة العيش، منذ أكثر من 40 عامًا، من أجل توفير نفقاتها ونفقات شقيقتها المريضة بأحد مراكز سوهاج.
الحاجة تهاني.. رحلة من التعب منذ 40 عامًا بحثًا عن لقمة العيش لها ولإختها المريضة
الحاجه تهاني، تخطى عمرها 75 عامًا، تقيم بمركز جهينة غربي محافظة سوهاج، تقطع كل يوم مسافة تزيد على 100 كيلو ذهابًا وإيابًا من جهينة حتى مركز طما شمال المحافظة، لبيع "الطواقي" من أجل توفير نفقاتها ونفقات شقيقتها التي تعاني من أحد الأمراض ما جعلها قعيدة الفراش.
تعيش الحاجة تهاني مع شقيقتها في منزل مكون من طابقٍ واحد، بعد أن توفي شقيقهما تاركًا لها أبنائه الخمسة، دونما عائلٍ أو كفيل، ما جعلها تخرج إلى العمل، بحثًا عن لقمة عيش بالحلال بعيدًا عن سؤال الغير.
تعمل الحاجة تهاني هذه المهنة وهي "بيع الطواقي المشغولة" التي تغطي الرأس، فتراها تجلس على الرصيف، وسط الرجال من الباعة الجائلين، وقد أتعبها الجلوس وكسى ملابسها غبار السنين.
الحاجة تهاني أجبرتها قسوة الأيام على الخروج من بيتها في جهينة يوميًا، بعد صلاة الفجر في تمام الساعة الخامسة صباحًا، حتى تتمكن من شراء الدواء والغذاء لأختها المريضة التي يبلغ عمرها 70 عامًا، وهي قعيدة الفراش لا تستطيع الحركة إلا بصعوبة.
تقطع مسافة 100 كيلو يوميًا بحثًا عن لقمة العيش
تستيقظ الحاجة تهاني مبكرًا تُعد الطعام لشقيقتها المريضة، وتعطيها الدواء، ثم تخرج على رزقها كان معاها أخ شقيق أصفر منها لكنه فارق الحياة وترك خمسة أولاد لكن هى تعيش مع أختها بعد أن تزوج أبناء أخيها.
ظلت الحاجة تهاني على هذا الحال منذ عدة سنوات، ولم تتزوج وظلت ترعى أختها المصابة بمرض في المخ كما أن أختها لم تتزوج أيضا بسبب الظروف المرضية التي تعاني منها.
رحلة شاقة تقطعها الحاجة تهاني يوميًا منذ لحظة الخروج من منزلها بمركز جهينة إلى مركز طهطا، مستقلةً قطار الركاب إلى مركز طما، حتى تصل في السابعة صباحًا، ليتسارع الشباب إليها حتى يساعدوها في العبور إلى ناصية الشارع الرئيسي، وتجلس على الرصيف واضعةً أمامها كمية من طواقي الرأس المشغولة، حتى تدق الساعة الثانية ظهرًا، كي تتحرك نحو المحطة منتظرة قطار العودة، في رحلة تتكرر يوميًا منذ عدة سنوات.
تقول الحاجة تهاني: "من زمان وانا بشتغل في المهنة دي، عشان أصرف على نفسي وعلى أختي المريضة، وعشان الدنيا مش بترحم حد ومحدش دلوقتي بيساعد وربنا هو الرزاق".
وتضيف بأنها تخرج وهى في هذا السن من العمر، للعمل حتى تستطيع توفير طلبات أختها المريضة التي لا تقدر على الحركة، من تحاليل وأدوية وطعام.
أما عن سعر الطاقية الواحدة، فأكدت أن سعر الواحدة كان العام الماضي بعشرة جنيهات، وارتفع السعر اليوم ليصل إلى 15 جنيهًا، مشيرةً إلى أنها تبيع يوميًا من 6 إلى 10 طواقي، تدفع جزء من مبلغ البيع ثمن الطواقي وتشتري بالباقي طعامًا لها ولأختها.