الإفتاء: التوسل بالأولياء والصالحين في الدعاء أمر مستحب شرعًا
أتوسل في دعائي بالأولياء والصالحين؛ وأجد بعض الناس يقولون: إن الوسيلة نوعٌ من أنواع الشرك؛ فالرجاء بيان الرأي الشرعي الصحيح في هذه المسألة؟.. هذا السؤال ورد إلى أمانة الفتوى بدار الإفتاء عبر موقعها الرسمي.
حكم التوسل بالأولياء والصالحين
وقالت دار الإفتاء خلال ردها على هذا السؤال، إن التوسل في الدعاء بالأولياء والصالحين أمرٌ مستحبٌّ شرعًا؛ لأنه يدخل في تعظيم ما عظمه الله تعالى من الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال.
وأكدت دار الإفتاء، أنه لا علاقة للتوسل بالأولياء والصالحين بالشرك؛ لافتة إلى أن الشرك هو صرف شيء من العبادة لغير الله على الوجه الذي لا ينبغي إلا لله تعالى؛ والتوسل ليس كذلك؛ لأنه عبارة عن التقرب إلى الله تعالى بجملة ما شرعه سبحانه وتعالى من الأسباب.
الفرق بين التوسل بالأولياء والشرك
وتابعت دار الإفتاء، خلال فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، أن هناك فارقٌ كبير وبونٌ شاسع ما بين الوسيلة والشرك؛ فالوسيلة مأمور بها شرعًا في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 35].
وأكملت الإفتاء: أثنى سبحانه على مَن يتوسلون إليه في دعائهم فقال: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ [الإسراء: 57]، موضحة أن الوسيلة في اللغة: المنزلة، والوصلة، والقربة؛ فجماع معناها هو: التقرب إلى الله تعالى بكل ما شرعه سبحانه، ويدخل في ذلك تعظيم كل ما عظمه الله تعالى من الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال.