قيادات الكرامة في ندوة القاهرة 24: يوجد إنجازات تحدث ولم يشعر بها المواطن.. وهناك من يريد إفشال الحوار الوطني
قيادات الحزب في الندوة:
الحركة المدنية قبلت دعوة الحوار الوطني بمجموعة من الضمانات وليست شروطا
هناك قوى في الخارج وخلايا نائمة بالداخل تريد إفشال الحوار الوطني
المعارضة المصرية ضد أي شخص يدعو إلى العنف
الحوار الوطني حالة مستمرة وليست طارئة
نشعر بالأمل عند خروج أي دفعة من المحبوسين ولابد من إنهاء هذا الملف
هناك أشخاص محبوسون نتيجة دعوة من شخص تافه قاعد بره
نأمل في تحقيق مطالب الناس الخاصة بخدمات التعليم والصحة من خلال الحوار الوطني
انتخابات القائمة المغلقة المطلقة نظام شديد التخلف ويجب استبدالها بالقائمة النسبية
الاهتمام بالصناعة والزراعة حلّ لدعم الاقتصاد
ترخيص الدروس الخصوصية أمر كارثي.. ويجب محاسبة وزير التعليم
الفساد وصل للركب في المحليات.. ويجب اختيار شخصيات وقيادات شعبيية تمثل جميع المناطق
حزب الكرامة هو حزب سياسي ناصري التوجه، تأسس عام 1997 وحصل على شرعيته القانونية في 28 أغسطس 2011 بعد ثورة 25 يناير، ويشارك في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، في 26 أبريل الماضي، فضًلا عن تقديم الحزب لأحد أعضائه ضمن لجنة العفو الرئاسي التي تم إعادة تفعيلها.
واستضاف موقع القاهرة 24، الكاتب سيد الطوخي، القائم بأعمال رئيس حزب الكرامة، ومحمد بيومي، الأمين العام للحزب، في ندوة تحدثا فيها عن كواليس مشاركة الحزب في الحوار الوطني، ورؤيته عن المشهد السياسي في الوقت الراهن.. وإلى نص الندوة:
بداية.. كيف استقبل حزب الكرامة الدعوة للحوار الوطني؟
سيد الطوخي:
الحوار الوطني كان فرصة للجميع في مصر بعد انسداد أفقي لأكثر من 7 سنوات، فليست هناك أي دولة كبيرة يحدث بها انسداد للأفق ما بين نظام ومعارضة، فهما المكون الرئيسي لأي دولة تريد النجاة والتقدم إلى الأمام في ظل الصراعات الدولية والإقليمية، لذلك فإني أرى أن الحوار الوطني، فرصة للجميع، النظام والمعارضة، فهناك العديد من الإنجازات التي تحدث ولكن لا يشعر بها المواطن.
لذلك فالحوار الوطني، فرصة للاستماع إلى جميع الأطراف، والمعارضة لها رؤية وحلول كثيرة، فعلى المستوى الخاص أجرى حزب الكرامة، مؤتمرا اقتصاديا في عام 2014، افتتحه الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، وتم تقديم جميع مكوناته إلى مؤسسات الدولة، لذلك فهناك طرح وحلول، فمصر لديها عقول وإمكانيات ضخمة، لكن كيفية توظيفها هذا هو السؤال الحقيقي.
بعد قبول الدعوة.. هل دخلت أحزاب الحركة المدنية الحوار الوطني بشروط مسبقة؟
محمد بيومي:
في الحقيقة إن الطبيعي في أي مجتمع أن يكون هناك حوار سائد، لذلك عندما تكون هناك دعوة للحوار فهذا يدل أن الحوار كان غائبًا، فالحوار الوطني يعتبر فرصة لفتح المجال العام، وأن تمارس الأحزاب السياسية دورها في الشارع بحرية.
أما فيما يتعلق بقبول الحركة المدنية لدعوة الحوار الوطني، لابد من التأكيد بأن الحركة أصدرت بيانًا أكدت من خلاله قبول الدعوة بمجموعة من الضمانات وليست شروطا، فنحن لا نفرض أي شروط، فلابد أن يكون الحوار بدون أي شروط من الجانبين.
الحركة المدنية طرحت عدة ضمانات لإنجاح الحوار الوطني، أهمها الإفراج عن المسجونين السياسيين، فهو ملف في غاية الأهمية، ولابد من التعامل معه بكل جدية، ونحن كجزء من الحركة المدنية هدفنا استلهام ثورة يوليو.. لذلك من أجل إنجاح الحوار الوطني لابد من توفير إجراءت سريعة توفر للناس فرصة للحفاظ على حقهم في الحياة.
وماذا عن تقييمك لمجهودات لجنة العفو الرئاسي منذ إعادة تفعيلها وتوجيهات الرئيس بإعادة دمج المفرج عنهم داخل المجتمع من جديد؟
سيد الطوخي:
بالطبع هي قرارت عظيمة، لكن في اعتقادي هناك مشاكل كثيرة تواجهنا فيما يتعلق بالتطبيق، ومع ذلك كل ما يخرج دفعة من المحبوسين نشعر بالأمل، فلابد من الانتهاء من هذا الملف، فهناك أشخاص محبوسون نتيجة دعوة من شخص تافه "قاعد بره"، مثل ما يحدث خلال هذه الأيام، وفي اعتقادي أن هذه المسألة غير صحية، فأنا من الناس على سبيل المثال التي اعتقلت أيام مبارك 7 مرات.
أما فيما يتعلق بمجهودات لجنة العفو، فاللجنة قامت بدور كبير ونتمنى استمرار العفو عن المحبوسين احتياطيًا وتصفية الملف بشكل تام، فالحركة المدنية قدمت العديد من الأسماء بشأن الإفراج عن بعض المحبوسين احتياطيًا.
كما نأمل في الحوار الوطني أن يحقق نتائج تتمثل في مطالب الناس، خاصة فيما يتعلق بالخدمات المقدمة من التعليم والصحة، لذلك فإن فتح المناخ السياسي لا يتعلق فقط بالحريات، فعلى سبيل المثال مجلس النواب لم يناقش بشكل جاد القرارات الاقتصادية التي أرسلت إليه، مثل رفع الأسعار وبعض الخدمات.
وماذا عن أبرز الملفات الخاصة بحزب الكرامة في الحوار الوطني؟
محمد بيومي:
في إطار التحضير للحوار الوطني، فإن حزب الكرامة أحد أحزاب الحركة المدنية، أجرى عددًا من ورش العمل والندوات بشأن القضايا السياسية، لذلك يتطلب وجود انفراجة واضحة بشأن ممارسة الأحزاب السياسية دورها، ما يؤدي إلى زيادة حجم المشاركة، ومزيد من الانتماء للدولة، والإقبال على الحياة العامة.
إن المواطن المصري كلما شعر بأن هناك جدية في التعامل مع قضاياه وجدية في أن يقول وجهة نظره في جميع الوسائل، فإنه سيكون مفيدًا للدولة المصرية، ففكرة الملف السياسي لابد من فتح المجال العام، كذلك فكرة هجرة القائمة المغلقة المطلقة، فهو نظام شديد التخلف، لذلك لابد من استبدالها بالقائمة النسبية، فضًلا عن تعديل حقيقي وواضح في قانون الحبس الاحتياطي، ولا يتجاوز 6 أشهر، إما يقدم إلى المحاكمة أو إطلاق سراحه.
ولماذا تخرج شائعات انسحاب الحركة المدنية من الحوار الوطني؟
سيد الطوخي:
الحركة المدنية وتحديدًا حزب الكرامة من أول لحظة وافقت بل رحبت بالمشاركة في الحوار الوطني، وليس من أجل تحسين حالة الأحزاب أو تحسين شروطهم أو تواجدهم، فحالة الغموض أو الانغلاق في منتهى الخطورة فهو غذاء لكل التيارات الظلامية، فالشعب المصري ضرب العديد من الأمثلة عكس ما ادعاه البعض بأنه غير مؤهل للديمقراطية، فأفضل طاقات وأفضل شباب وأفضل شهادات علمية، موجودة في المجتمع المصري.
وماذا عن رؤية الحزب للملف الاقتصادي بالحوار الوطني؟
سيد الطوخي:
الجميع يعلم بأن هناك أزمة في الاقتصاد حتى من قبل الأزمات العالمية، على الرغم من تأثيرات الأزمات العالمية خاصة الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد المصري، وفيما يتعلق بالدين العام، على سبيل المثال ما قاله الدكتور محمد معيط، وزير المالية، عندما تم سؤاله عن مصارف إيرادات الدولة، فأجاب بأن 80% منها تذهب إلى فوائد القروض وأقساط القروض، والباقي المقدر بـ 20% يذهب إلى الخدمات وهو لا يكفى أبدًا، لذلك نتجه إلى الدين، مما ينعكس آثاره على الجنيه المصري والموازنة المصرية.
ومع ذلك، هناك العديد من الحلول أبرزها الاهتمام بالصناعة والزراعة، فضًلا عن الاهتمام بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التي تمولها الدولة لفتح أبواب الرزق لملايين المصريين.
وكيف تقيّمون تصريحات وزير التعليم الأخيرة في البرلمان بشأن تقنين الدروس الخصوصية؟
محمد بيومي:
تصريح وزير التربية والتعليم في البرلمان كارثي، وكان من المفترض إقالته بشكل فوري لأنه خالف الدستور والقانون، وأخذ قرارًا كفيلًا بتدمير الباقي من العملية التعليمية، فالطلاب يهجرون المدارس ويذهبون إلى السناتر.. "لما أديها شرعية شيء بشع جدًا، ولازم الحكومة إذا لم تحاسب وزير التعليم على هذا التصريح تحاسب هيّ برلمانيًا".
لم يخرج أي تصريح من وزارة التربية والتعليم أو الحكومة يوضح كيف يمكن تقنين هذه السناتر، أو ينفيه، فهناك العديد من الحوادث التي حدثت في وزارة التربية والتعليم مؤخرًا، ما يعطي بعض المؤشرات على سوء إدارة ملف التربية والتعليم.
لذلك في تقديري الخاص أرى أن العملية التعليمية في احتياج شديد إلى مؤتمر يضم كافة الخبرات وتشارك فيه جميع الأحزاب السياسية، للخروج ببعض المقترحات والحلول لإصلاح العملية التعليمية في مصر.
أما فيما يتعلق بملف الصحة، فهناك الدكتور عمرو حلمي، أحد القيادات في حزب الكرامة، وشغل منصب وزير الصحة في فترة من الفترات، قدم مشروعًا متكاملًا للتأمين الصحي، يضمن أن الخدمة الصحية تصل إلى المواطن المصري بكفاءة، وسيعيد تقديم هذا الملف إلى الحوار الوطني في لجنة الصحة.
وماذا عن رؤيتكم لأزمة الإدارة المحلية.. كيف يمكن علاجها؟
محمد بيومي:
ملف المحليات من الملفات المهمة للغاية، فهي اللبنة الأولى لخدمة المواطن وعينه التي يرى بها، لذلك فنحن في حاجة إلى إجراء انتخابات محليات حقيقية، واختيار شخصيات وقيادات شعبية تمثل جميع المناطق، لأن الخدمة تبدأ من هنا، ورؤية المشكلة كذلك.
المجالس الشعبية المحلية وصلت إلى 65 ألف عضو مجلس محلي، فلو تمت الانتخابات بالقائمة النسبية وبدون تدخل، هذا معناه القيادات الموجودة تكون في المجالس المحلية، وتكون جاهزة لردع الفساد الذي تحدث عنه زكريا عزمي سابقًا، بأنه وصل للركب، فلك أن تتخيل حجمه الآن.
وهل هناك من يريد إفشال الحوار الوطني في ظل ظهور شائعات انسحاب الحركة المدنية؟
محمد بيومي:
أكيد طبعًا، هناك قوى في الخارج تريد إفشال الحوار الوطني، بل وفي الداخل أيضًا هناك خلايا نائمة مرعوبة من فكرة الحوار الوطني ونجاحه واستمراره، فنحن لا نعتمد إلا على البيانات الرسمية الصادرة من خلال الحركة المدنية، فأنا لا أتمنى أن ننسحب من الحوار، وأتمنى نجاح الحوار الوطني، لأنه أحد الأدوات المهمة للبلد لعبور الكثير من الأزمات.
نحن بحاجة إلى فتح المجال العام، وهو ما يعني بأن الحوار هو حالة مستمرة وليست طارئة، فضًلا عن تعديل قانون الحبس الاحتياطي، وقانون الانتخابات يكون بالقائمة النسبية.
أما المعارضة المصرية من أفضل المعارضات، وضد أي شخص يدعو إلى العنف أو ممارسته تجاه الشعب المصري، فالتغيير لا يأتي بالعنف أبدًا.