على شط الهواء.. عم حسن يجوب شوارع الإسكندرية بالحنطور منذ 50 عامًا: جهزت بناتي الأربعة منه | صور
بملامح مصرية بسيطة، ولحية داهمها الشيب، ووجه بشوش رغم ما رسمه عليه الزمن من تجاعيد، وجسدٍ نحيل، يسير حسن علي، صاحب الـ 65 عامًا، بين أزقة الإسكندرية، يعتلي حنطوره، ممسكًا بلجام حصانه، متنقلًا بين الأماكن السياحية، البحر على يمينه، بينما معالم المدينة على يساره، مرافقًا أحد زوار عروس البحر المتوسط الوافدين للإسكندرية للاستمتاع بجمالها الساحر.
على مدار 50 عامًا، يستيقظ الرجل الستيني، في الصباح الباكر، وبعد تناول الإفطار مع زوجته والاطمئنان على بناته الأربعة وأحفاده الثمانية، ينزل لساحته التي فرض فيها نفسه وتشكلت فيها ملامحه التي ساعدته دون أي مجهود منه في جذب زبائنه، فاستطاع أن يحافظ على موروثه من أجداده، وأصبح الحنطور الصديق الأقرب له منذ أن كان في الـ 15 من عمره، قائلا: معنديش رغبة اشتغل في أي حاجة تانية.
عم حسن سائق حنطور بالإسكندرية
كان لعم حسن نصيبًا من اسمه بين زبائنه، فهو حسن الوجه والاسم، لا يفرق في التعامل بين الأطياف والجنسيات التي تستقل حنطوره، وحبه لمعالم المحافظة جعلها الحديث الأول له بين الزوار، فيكسر صمت الرحلة بوصف الضواحي وأبرز المعالم، موضحًا: بمشي أحكي للناس عن المناطق اللي بنمشي فيها، بعرف أتكلم وأتعامل مع الخواجة والمصري.
من الساعة الثالثة عصرًا حتى التاسعة مساءً، هي فترة تواجد عم حسن الأب والجد لأسرة تتكون أفرادها من 13 شخصًا، بمنطقته التي تبدأ من العصافرة مرورًا بالقلعة وحتى بحري، يمشي بعربته الكارو مُلوحًا لأصدقائه وبين كل مسافة والثانية يسمع جملة: إزيك يا عم حسن، مُردفًا: الناس كلها هنا عرفاني وبتستناني، والعيال الصغيرة عرفاني عشان أنا قديم، والزباين تجيلي أنا.
أما حصان حنطوره، فبينه وبين عم حسن لغة تعامل من نوع خاص، فبمجرد أن يبدأ عمله يفهمه من نظره عينيه، وبلغة خاصة من الأصوات التي يصدرها يتنقل الحصان أو يقف، مُردفًا: عارفني وبيسمع كلامي وبعد الشغل برجعه للإسطبل من تاني، الحنطور مصدر رزقي الوحيد ومنه علمت وجهزت بناتي الأربعة.
أفنى عم حسن حياته لأسرته وبناته الأربعة، فعلى الرغم من حبه الشديد للعمل إلا أنه يحرص في كل يوم حد من كل أسبوع حيث يوم إجازته أن يجمع بناته بأزواجهم وأولادهم حيث أحفاده الثمانية لتناول الغداء، قائلًا: خلفتي كلها بنات ووشهم حلو عليا، بعزمهم يوم الحد برجالتهم.
لا يفرق العجوز بين خريف أو ربيع، صيفًا أو شتاء، يحب جميع الفصول، يعمل خلالها، كل ما يشغله هو السعي، ويسوقه حبه لمهنته واعتزازه بها، حيث يختتم حديثه بقوله: صيف أو شتا كله حلو وربنا مش بيسيب حد.
