بسبب الاتحاد السوفيتي.. مذكرات الجمسي تكشف مفاجأة: إسرائيل علمت بحدوث أمر بين مصر وسوريا
كشف مذكرات محمد عبد الغني الجمسي، القائد العام الأسبق للقوات المسلحة ورئيس هيئة العمليات أثناء حرب أكتوبر عام 1973، عن 3 أمور كادت أن تكشف نوايا القوات المصرية في شن الهجوم على إسرائيل، مشيرًا إلى أنه خلال الأيام الثلاثة الأخيرة قبل نشوب الحرب، وقعت ثلاثة أحداث، كادت تكشف نوايانا عن بدء العمليات الحربية، وبالتالي تضيع المفاجأة قبيل الحرب مباشرة.
ويضيف الجمسي، في مذكراته، كان الحادث الأول يوم 4 أكتوبر عندما علمنا أن الاتحاد السوفيتي قرر إخلاء العائلات السوفيتية من مصر بالطائرات ليلة 4 / 5 أكتوبر، الأمر الذي لا يمكن إخفاؤه برغم اتخاذ كل تدابير الأمن، وفي نفس الوقت لا يمكن إلغاؤه أو تعديل توقيته.
وتابع الجمسي، أصبحنا في القيادة العامة على اقتناع تام بأن إسرائيل والولايات المتحدة ستعلمان حتما بذلك، وأنها ستكون علامة قوية على أن هناك عملًا خطيرًا من المتوقع حدوثه في المنطقة يستدعى ترحيل هذه العائلات، وقد ثبت فيما بعد أن هذا العمل كان علامة هامة أمام إسرائيل، كجزء من المعلومات التي وصلتها من مصادرها المختلفة التي تقول إن شيء ما سيحدث في المنطقة يشمل مصر وكذا سوريا التي تقرر ترحيل العائلات السوفيتية منها أيضا.
أبطال حرب أكتوبر
وأردف: كان الحادث الثاني الذي علمت به، عندما دخلت إلى مكتب الفريق أول أحمد إسماعيل أثناء حديثه التليفوني يوم 5 أكتوبر مع وزير الطيران المدني المهندس أحمد نوح، طالبا منه إلغاء التعليمات التي أصدرها لتأمين طائرات شركة مصر للطيران، التي كانت تتضمن مغادرة بعض طائرات الشركة لمطار القاهرة الدولي، وتغيير مواعيد بعض الرحلات الأمر الذي يسهل رصده دوليًا، وبالتالي تعلم به إسرائيل، حتما وبسرعة، قد أمكن تدارك الموقف في الوقت المناسب بحيث تظل حركة الطيران المدني عادية.
ويذكر الجمسي، كان الحادث الثالث صباح يوم 6 أكتوبر، عندما اتصل بي تليفونيا أحد المسئولين في وزارة الصناعة يبلغني أن هناك سفينة أمريكية تقوم بعمل مسح على الساحل الشمالي لمصر، وأن قيادة القوات البحرية رفضت السماح للسفينة بالإبحار من ميناء الإسكندرية حيث أن ذلك يتعارض مع تدريب تقوم به القوات البحرية، وطلب التصديق للسفينة الأمريكية باستئناف عملها، كان بردي الفوري عليه أن هناك تدريبًا تقوم به القوات البحرية، ولكن ذلك لا يمنع من إنجاز، السفينة إلى عملها العادي في أي اتجاه سواء شرقا في اتجاه بورسعيد أو غربا في اتجاه مطروح، وخرجت السفينة فعلًا بعد اتفاقي مع اللواء بحرى فؤاد زكري قائد القوات البحرية، ولم تكن السفينة قد قطعت سوى أميال قليلة حتى كانت الحرب قد نشبت دون أن تتعرض السفينة لأي خطر، ودون أن يعرقل ذلك عمل القوات البحري.
وتمر اليوم الذكرى الـ 49 من نصر أكتوبر المجيد، حد ملاحم البطولة التي سطرها الجيش المصري، بقيادة سياسية على رأسها الرئيس الراحل أنور السادات الرجل الذي واجه الضغوط الداخلية والخارجية، ونجح في أن يخدع العدو على جبهات مختلفة، بخطة محكمة، وبالرغم من مرور كل هذه السنوات تبقى هناك العديد من الحكايات لأبطال ظلّ خالدين في ذاكرة المصريين في هذه المناسبة، ومن بينهم بالتأكيد محمد عبد الغني الجمسي، القائد العام الأسبق للقوات المسلحة ورئيس هيئة العمليات أثناء حرب أكتوبر عام 1973.