كيف استثمر نابليون المولد النبوي لتجميل وجه الاحتلال القبيح؟
أيام قليلة تفصلنا عن المولد النبوي الشريف الذي يوافق يوم 12 ربيع الأول من كل عام هجري، ويوافق هذا العام 8 أكتوبر من العام الميلادي.
ويشهد يوم المولد النبوي احتفالات متنوعة من قبل المسلمين في شتى بقاع العالم من خلال الشعائر المتنوعة، والابتهاج بهذا اليوم وشراء حلوى المولد وغيرها من الأمور، لكن هناك من استثمر المولد النبوي الشريف بشكل سياسي، وعلى رأسهم نابليون بونابرت الذي حاول من وراء ذلك تجميل وجه احتلاله القبيح لمصر.
نابليون والمولد النبوي
يذكر حسن السندوبي في كتاب تاريخ المولد النبوي، أن نابليون رأى أن الأمر قد استتب له، وأخذ يفكر فيما يغطى به سخط الشعب المصري عليه، ويقرب قلوب الأمة إليه، فرأى أن من الوسائل التي قد تؤدي إلى ذلك، أن يأمر بإحياء الاحتفال بذكرى المولد النبوي، فقد يدخل هذا الاحتفال والمشاركة فيه شيئا من الابتهاج والسرور على نفوس المصريين، ويرضي عواطفهم، ويجدد لهم ذكرى الأعياد والمواسم التي ألفوها حافلة بأسباب الأفراح، ووسائل الخير العام والبر الشامل، والتي كانت في اعتبارهم، في عداد الواجبات الدينية، أو التقاليد القومية.
ويستشهد بما جاء ذكره عند الجبرتي عما وقع بين نابليون والشيخ خليل البكري، عندما سأل ساري عسکر نابليون عن المولد النبوى لماذا لم يعملوه کعادتهم ؟ فاعتذر الشيخ خليل البكري بتعطيل الأعمال، وتوقف الأحوال.. فلم يقبل، وقال: لا بد من ذلك.. وأعطى له 300 ریال فرنسيا معاونة، وأمر بتعليق تعاليق وحبال وقناديل.. واجتمع الفرنساوية يوم المولد.. ولعبوا ميادينهم، وضربوا طبولهم ودبادهم.
وأرسل الطبلخانة الكبيرة إلى بيت الشيخ البكري، واستمروا يضربونها بطول النهار والليل بالبركة «بركة الأربكية» تحت داره.. وهي عبارة عن طبلات كبار مثل طبلات النوبة التركية، وعدة آلات ومزامير مختلفة الأصوات، وعملوا في الليل حراقة نفوط مختلفة، وصواريخ تصعد في الهواء. وفي ذلك اليوم ألبس الشيخ خليل البكرى فروة، وتقلد نقابة الأشراف ونودي في المدينة بأن كل من كان له دعوى على شریف فليرفعها إلى النقيب.
