الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بسيطة

الجمعة 30/سبتمبر/2022 - 07:41 م

• خلال الأسبوع اللي فات كان فيه قصة عملت قلبان في الأوساط الأمريكية لغرابتها وفي نفس الوقت بساطتها!.. الموضوع وما فيه إن فيه سيدة اسمها "كارلي بلاكبيرن" من ولاية كارولينا الشمالية كانت بتدور على وظيفة.. "كارلي" كان يهمها تفصيلتين في الوظيفة الجديدة.. أولًا إنها تكون قريبة من بيتها.. ثانيًا إنها تكون في مكان كبير عشان تتطور وظيفيًا.. تمام لحد هنا ده حق مشروع لأى طالب وظيفة.. الفكرة إن "كارلي" ماكنش في محيط بيتها أى مكان كبير بمعنى كبير يتناسب مع قدراتها المهنية.. آه بالمناسبة "كارلي" شخصية عملية وبتاعت شغل لأقصى درجة.. المكان الوحيد اللي كانت تنطبق عليه المواصفات بالنسبالها هو شركة "nike" للملابس والأدوات الرياضية.. اسم كبير.. مقر قريب منها.. مرتب غالبًا هيبقى كبير.. خبرات مالهاش حدود هتضيف ليها.. حلو أوي يبقى هو ده.. قدمت بالفعل كذا مرة وفي كل مرة بيتم رفض طلبها بدون أسباب!.. الطرق المتاحة لإرسال الـ cv يا إما عن طريق البريد أو الإيميل أو يدًا بيد.. والحقيقة إنها جربت الـ 3 طرق واترفضت.. رغم إنها كانت بتكتب خبراتها في ما يوازي 4 ورقات فلوسكاب وترغي وتتكلم في كل التفاصيل ظنًا منها إن ده هيخليهم يقتنعوا بيها فورًا بس ماحصلش.. تسكت؟.. لأ.. تحط إيديها على خدها وتقول بلاها وخلاص؟.. لأ برضه.. أكيد فيه آلاف الناس اللي بيبعتوا طلبات توظيف غيري وتلاقي الشركة معذورة ومستحيل يقبلوا الكل.. طب ما أنا بقدم زى الكل وبالتالي غالبًا هترفض زى ما المعظم بيترفضوا.. لازم فكرة من بره الصندوق لتقديم الطلب.. "كارلي" أصلًا من أسرة بتبيع حلويات!.. أسرة كل أفرادها حلوانية.. طب ده إيه علاقته بقصتك!.. كل يوم بمعنى كل يوم بيبقى فيه في البيت عند "كارلي" عدد مش قليل من التورت والجاتوهات اللي بيتم تنسيقها من خلال إخواتها وقرايبها بعد طبخها في بيوتهم عشان تتوزع للناس اللي طلبت.. يعني بالبلدي كل يوم بيبقى فيه عشرات التورت في بيتها كمكان أخير قبل بيعها!.. بس هو ده، وجدتها!.. أنا هبعت الـ cv بتاعي وطلب الوظيفة مطبوع على تورتاية كبيرة من اللي بتبقى موجودة في البيت بتاعنا.. إيه الجنان ده!.. بس الجنان طلع شكله عظيم بصراحة.. كتبت "كارلي" الـ cv بتاعها باختصار وتقريبًا بنص عدد الكلمات اللي كانت بتستخدم في كل طلباتها اللي فاتت على تورتاية كريمة مستطيلة كبيرة ووقعت في نهايتها باسمها.. والنتيجة؟.. اتقبلت فورًا!.. تصرف غريب بس حقق الهدف.. لما "كارلي" حطت الصورة على حسابها على "لينكد إن" وحكت القصة بتاعتها الموضوع انتشر بشكل واسع وجالها أسئلة كتير وردت على تعليق من التعليقات وقالت إنك في بعض الأحيان بتحتاج تفكر بره الصندوق عشان تنجح، وممكن الناس تفتكر إن بره الصندوق معناها التفكير في فكرة مستحيلة بس الواقع بيقول إن أحلى الأفكار هي الأبسط اللي بتكون حواليك وممكن ماتشوفهاش عشان عقلك بيدور على البعيد اللي مش منطقي!.

• بتحب الكاتشب؟.. مش الكاتشب بالذات بس أقصد أو حتى المايونيز.. غالبًا أيوا لإن معظم الناس بيحبوا الاتنين أو على الأقل خالص بيحبوا واحد منهم.. أكيد هتكون أخدت بالك إن علب الكاتشب أو المايونيز بتبقى مقلوبة أو إن تصميمها بيكون فيه الغطا من تحت.. اللي مش كتير يعرفوه إن فكرة عبوات الكاتشب المقلوبة هي من ابتكار الأمريكي "بول براون" واللي كان قرا في صحيفة من الصحف من أكتر من 30 سنة عن إعلان بيطلب تصميم مميز لعلب لمنتج ما.. قفل "بول" على نفسه أسبوع والتاني وشهر والتاني وهو بيهرس دماغه عشان يلاقي الفكرة المبتكرة الغريبة اللي تخليه يكسب.. صمم ونفذ عشرات الأفكار وولا واحدة منهم كانت جذابة ولا تشد.. لحد ما في يوم وهو قاعد حاطط إيده على خده وبيفكر بيأس وبيحرك علبة فاضية قدامه حركات عصبية متتالية وعينه سرحانة في الفراغ زق العلبة زقة قوية شوية فوقعت على الأرض وهي مقلوبة على الغطا بتاعها وفضلت واقفة!.. إثبت مكانك.. هو ده.. مسك "بول" في الفكرة وكتبها على الورق ودرس أبعادها من كل الزوايا بحيث إنها تقدر تقف بسهولة مهما كانت شايلة من كمية أى منتج مش بالصدفة زى ما حصل في العلبة الفاضية!.. الاختراع البسيط اللي ممكن تشوفه تافه ده عمل ثورة في عالم الابتكار والتصميم وكان من نتيجته إن شركة "هاينز" اشترته منه ونفذته، وشركات شامبو، وشركات زيوت، وشركات عصير، وغيره وغيره!.. في كل مرة أي شركة بتشتري حقوق التصميم من "بول" بتدفع له 13 مليون دولار عشان يوافق يديها الحقوق!.. متخيلين الرقم!.. وده بيحصل من سنة كام؟.. من 1995!.. بلاش تستهون بأفكارك البسيطة السهلة القريبة لإن من خلالها ممكن حياتك تتشقلب.

 

تورتة السيدة "كارلي بلاكبيرن" وعليها طلب الوظيفة

 

• من 10 سنين كان عندي صديق عزيز كان بيحب أخت صديق ثالث لينا.. محبة من طرف واحد اتحولت لمحبة بين الطرفين أكدتها النظرات والإحساس.. صعوبة الموضوع كانت في إن صديقي كان متردد يتكلم مع صديقنا الثالث عن الموضوع وشايفه عيب!.. أصله هيقول إيه عني!.. كنت بزوره في البيت وأخته عجبتني وعايز أتقدم لها!.. يعني أنت كنت بتيجي عشان أختي مش عشاني كصديق!.. بشكل شخصي كنت شايف إن ده الصح وعادي.. روح واتكلم على طول بدون تردد وإن خلاصة الموضوع في بساطته.. بس هو كان رافض وبدأ يحط لنفسه أسئلة تعجيزية عطلت الموضوع فترة طويلة!.. أروح اتكلم مع أبوها الأول قبل ما اتكلم مع صاحبنا؟.. ولا اتكلم مع صاحبنا تقديرًا له الأول؟.. ولا اتكلم مع البنت نفسها تمهد الطريق عن طريق والدتها؟.. آه نسيت أقول إن ماكنش فيه كلام بين الولد والبنت والإعجاب لم يتخطى حدود النظرات والاستلطاف لكن المشاعر كانت واضحة بنسبة 100% يعني.. ضاع في العك ده وقت قد إيه؟.. سنتين ونص!.. الولد متردد وبيدور على حلول مش واقعية.. البنت جالها عريس ووالدها وافق عليه واتخطبت!.. صديقي بقت حالته النفسية تحت الصفر ومارضتش أزود عليه الحِمل بالجملة السخيفة بتاعت "مش أنا قولتلك!".. تمر الأيام والخطوبة تتفركش!.. يجري صديقي فورًا عشان يتقدم ويتوافق عليه فورًا ويتجوزوا هو وأخت صديقنا الثالث اللي ماحبش غيرها في حياته!.. بعد جوازهم كنت قاعد مع صديقنا الثالث وبنتكلم عن صديقنا المشترك اللي بقى جوز أخته واستغربت لما قال لي إنه طول عمره شايف فلان ده هو جوز أخته وكان حاسس إنه ميال ليها وهي كمان بس طبعًا مش هيقدر كان يروح يقول له ما تيجي تتقدم لأختي!.. في نفس الوقت برضه قال لي إنه كان مستغرب إنه مارضيش ياخد خطوة لفترة طويلة لدرجة إنه شك في إحساسه!.. طبعًا ولإني كنت عارف أبعاد القصة من الزاويتين رديت رد مقتضب بس كان بيلخص القصة.. قولت: (عشان ماكنش فاهم إن خلاصة الموضوع في بساطته).

نموذج لاختراع السيد “بول براون”

 

• وقت كتير بيضيع في محاولة البحث عن الصورة أو الشكل أو النتيجة المثالية الكاملة واللي غالبًا مش بتتلاقى في نهاية القصص.. البساطة دايمًا بتكسب.. البساطة في التعبير عن المشاعر، وفي الأسلوب، وفي التفكير.. التكلف، والمبالغة، والحرص على الكمال؛ حاجات منفرة وبتجيب أثر عكسي وبتهدر وقت.. البساطة هي الوضع الوسط المقبول بين الفعل المبالغ فيه، وبين الفعل السلبي.. البساطة مش معقدة، ومش بينفع تتقلد، وبتخطف العيون، وطريق صاحبها سالك للقلوب.. الفيلسوف "فريدريك نيتشه" قال: (كُن بسيطًا، فإن البساطة بذاتها جمالًا).  

تابع مواقعنا