9 سنوات صداقة.. قصة القس دوماديوس والشيخ أحمد: إحنا زي البحر اللي يدخل بيننا نغرقه بإنسانيتنا
الدين للديان ومن يدخل وسطنا تغرقه إنسانيتنا.. بهذه العبارة التي تحمل الكثير من المعاني، وصف الأب دوماديوس كاهن كنيسة بالعباسية، وكذلك الشيخ أحمد بالأزهر الشريف صداقتهما التي تجمعهما منذ أكثر من 9 سنوات، حيث انتشر مقطع فيديو لهما على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وهم يلعبان تنس الطاولة، ذلك المشهد الذي تصدر منصات السوشيال ميديا، حيث لاقى رواجًا واسعًا، بعدما انبثقت البهجة والحب من هذا المقطع بين الديانتين، وترسيخ المفهوم الصحيح للوحدة الوطنية.
ويروي الكاهن دوماديوس، كاهن عام بالقاهرة للأقباط الأرثوذكس، لـ القاهرة 24، بداية صداقته بالشيخ أحمد، التي تعود لأيام ثورة يناير، حيث جمعهما اللقاءات التليفزيونية في ماسبيرو، ليتحدثا عن مفهوم الوحدة الوطنية، تلك الصدفة التي ولد من رحمها صداقة متينة لا تقف عند الظهور أمام الجَمهور، بل يقول القس إن المشكلات جمعتهما أيضًا، السفر وحضور المناسبات الدينية سويًا، آخرها كان عيد الأضحى المبارك، حتى الأهل والأقارب، والمبيت معًا في منزل واحد، معقبًا: حَسَبَ تعاليم الكلام المقدس، قلبنا مفتوح وصدرنا متسع.
قس وشيخ يلعبان تنس الطاولة
ويصف الكاهن دوماديوس صديقه الشيخ أحمد قائلًا: حد بسيط، وقلبه طيب جدًا، متواضع مع كل الناس ويخدمهم، وقادر إنه يحل مشاكلهم، بيسأل على كل أهلي، حتى لما بيكونوا عاوزين منه حاجة وأنا رافض، بيكلموه هو عشان يقنعني، بقى صديقي الصدوق المقرب ليا.
أما عن لعبة تنس الطاولة، التي تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، قال الأب دوماديوس إن هذه اللعبة موجودة في الكنيسة، حيث كان يزور أبنائها ومعه الشيخ أحمد، ووجدوا الطاولة وعليها المضارب، وقررا بعفوية أن يلعبا سويًا، حتى أنهما لم يكونا على علم بالتصوير.
ومن الجهة الأخرى، يروي الإمام أحمد صابر، كيف كانت نظرته الأولى لصديقه دوماديوس خلال لقاءات ماسبيرو، حيث يقول لـ القاهرة 24، إنه وجد به سماحة وأسلوبه راقي جدًا، حتى شرحه لتعاليم الدين كان سلسا ومثيرا للاستماع، فبعدما كانا يتقابلان في مبني ماسبيرو حيث اللقاءات التي كانت تتحدث عن السماحة والدين فقط، أصبحا لا يفترقان نهائيًا.
يقول الشيخ أحمد: يوم لعبة البنج بونج كنت أول مرة أمسك مضرب في حياتي، أنا أساسًا رايح أزور ولادنا في الكنيسة، لقيتني بلعب مع أبونا ولا كنت واخد بالي إن حد بيصورنا.
وعن صداقته بالقس دوماديوس، قال الشيخ أحمد: قال الله تعالى في كتابه العزيز يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ، موضحًا أن الله لم يُخصص في كلماته دينا محددا، بل قال يا أيها الناس، كما ذكر في كتابه أيضًا: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.
واختتم الشيخ أحمد حديثه: الدين للديان والإسلام يأمرنا بالتعرف إلى الآخر ومعاملته وإطعامه، ولا إكراه في الدين، لأن الإنسانية والمحبة لا تتجزأ، إحنا جسد وروح لكائن اسمه إنسان، إحنا مثل البحر من تدخل وسطنا أغرقناه بإنسانيتنا.