الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الشتاء قادم يا أوروبا.. بوتين يتسلح بالبرد للانتصار دون قتال |تحليل

فلاديمير بوتين الرئيس
سياسة
فلاديمير بوتين الرئيس الروسي
الخميس 29/سبتمبر/2022 - 03:07 ص

الشتاء يدق أبواب القارة الأوروبية استعدادًا لبرد قاسي، وروسيا تغلق صنابير الغاز (وداعًا إلى البرد القارص)، لتبدأ درجات الحرارة في القارة العجوز في التراجع بشكل متسارع بداية من نوفمبر المقبل، وهو الشهر ذاته الذي من المرتقب أن يغير مسار الحرب الروسية الأوكرانية، بإبعاد دول أوروبا الظمأى لغاز بوتين من ساحات الحرب المباشرة أو غير المباشرة. 

 

فمع بداية نوفمبر المقبل في القارة الأوروبية سيتجه الجميع للبحث عن الدفئ، ففي حين لم تتمكن صواريخ بوتين ومدافعه من إنهاء الحرب ضد أوكرانيا طوال الأشهر الـ 7 الماضية، سيعيش العالم شتاء على صفيح ساخن لمواجهة الشتاء، إذ لا يمكن أن توقف الثلوج الصراع كون أحد طرفيها متمرس على القتال في جبال الثلج.

 

أوروبا المتقدمة صناعيًا تقترب من الوقوع في فخ الانهيار خلال الشتاء المقبل، حال عدم تمكنها من تجاوز أزمة الغاز الروسي، كما قد تشهد نقاط أخرى في قارة آسيا حروبا بالوكالة بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي.

 

على الجانب الآخر تسعى روسيا للحصول على المكسب الأكبر، ملوحة بالسلاح النووي، إذ يرى الجميع في الوقت الراهن أن العالم ينتظر حرب نووية خلال شهر نوفمبر الذي قد يغير وجه العالم، ويعيد الحسابات لنقطة الصفر خاصة أن الجميع في الوقت الراهن عقب إعلان التعبئة الجزئية من قبل زعيم الكرملين يضع يده على الزناد في انتظار الطلقة الأولى. 

 

فليدخل الشتاء لنشاهد ما يحدث

 

و بينما تواصل درجات الحرارة انخفاضها في أوروبا، تتزايد مشاعر القلق لدى شعوب القارة العجوز بشأن حصولهم على الطاقة الكافية للتدفئة، متسائلين: هل سيقتلنا الشتاء أم ننجح في التحدي في وجه روسيا؟، إلا أن روسيا على الجانب الآخر تواصل الحرب وتواصل تعبتئها الجزئية بإضافة 300 ألف جندي لترسانتها البشرية، منتظرة دخول الغرب في مأزق الطاقة والانفراد بأوكرانيا في ثلوج الشتاء للقتال.

 

صراع الشتاء القادم إن انطلق دون استعداد أوروبي، سينتهي بمنتصر واحد، إما أن تنتصر روسيا على دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، أو ينجحوا (أي دول أوروبا) في كسر أنياب الدب الروسي للأبد، حيث أن كل من يعيش في أوروبا طوال تلك الشتاء سيكون أمام تحدٍ مصيري هو إما الحياة بالحصول على الطاقة أو الموت بسبب روسيا.

 

تخطيط روسيا لقطع شرايين الحياة على أوروبا لم يكن وليد اللحظة، بل عكف دب موسكو على الاستعداد لليّ ذراع الأوروبيين بالطاقة في الشتاء، وهو الأمر ذاته الذي بات واضحًا خلال الأيام الماضية بإعلانه (أي بوتين) وقف إمدادات الغاز عبر خطيّ نورد ستريم 1 و2 بسبب تسريبات في خطوط الأنابيب، معلنًا ترك الأوروبيين يعانون الأمرّين في شتائهم القادم.

 

غاز روسيا للغرب 

 

كما أن الأوروبيين أنفسهم  يعلمون النتائج مسبقًا وسعوا بكل جهدهم للحصول على بدائل بتوقيع اتفاقيات للحصول على شحنات غاز من عدة دول غالبيتها شرق أوسطية للحصول على شريان حياة آخر غير الغاز الروسي، فعلى سبيل المثال لا الحصر لن يكون هناك حياة في دولة مثل ألمانيا حال انتهى مخزون الغاز لديها كونها تعتمد على الكهرباء في إنتاجها بنسبة تصل إلى 84%.

 

فمنذ اكتشاف الغاز في روسيا قبل أكثر من 5 عقود، اعتمدت موسكو على الغرب كزبون دائم للغاز، وهو ذاته ما فعله دول الاتحاد الأوروبي بالاعتماد بشكل رسمي على روسيا كبائع رئيسي مناسب للطاقة، وجرت العلاقة هادئة بينهم طوال تلك السنين قائمة على أساس المصالح الاقتصادية، ولم تتأثر بأي أزمات عسكرية أو سياسية، لذا لم تفكر الدول الأوروبية للبحث عن بائع غير بوتين للحصول على الغاز، ودشنت معه خطوط غاز امتدت في جميع أنحاء القارة.

 

أوروبا تبحث عن بدائل 

 

محاولات أوروبا للإفلات من مقصلة الغاز الروسي تمثل في محاولتهم تعبئة مخزون الغاز منذ بداية الحرب خوفًا من الشتاء، إذ سعت كل من فرنسا وإيطاليا للحصول على شحنات غاز من الجزائر ونيجيريا، فيما أعلنت ألمانيا أن لديها مخزون يصل لنحو 84%، إلا أنه لا يكفي سوى 90 يومًا، وهو ما يعني أنه بانقضاء تلك الفترة يتوجب على برلين البحث عن بديل للغاز عامة وليس الغاز الروسي فقط.

 

فخطوط الغاز التي تحمل فرنسا آمال عليها وهي الخطوط القادمة من نيجيريا عبر الجزائر ستستغرق نحو عامين إلى ثلاثة أعوام لاكتمالها ووصول الغاز إلى أوروبا، وهو ما يعني أن الدول الأوروبية فور انتهاء الغاز المخزون لديها ستلجأ للعودة 100 عام للوراء وتستخدم الفحم بدًلا من الغاز، إلا أن الفحم لن يتمكن من تلبية كافة احتياجات الدول الأوروبية كما يعمل الغاز الطبيعي، وذلك بسبب أن أن العديد من المنشآت صممت للعمل على الغاز فقط، وهو ما يثير احتمالية فشل خطة استخدام الفحم إذا فشلت أوروبا في الحصول على الغاز، خاصة أن العديد من الدول تخشى الدخول في منافسة مباشرة مع روسيا في أسواق الغاز الأوروبية.


لتدخل أوروبا مفترق طرق إما بنجاحها في الخروج من الشتاء القادم، أو الرضوخ لمخالب زعيم الكرملين، أو مواجهة ركود اقتصادي مرعب يؤدي لانهيار دول في القارة والعودة 100 عام للوراء لدول أخرى، كما قد تنشق دول عن الحلف الغربي والاتجاه إلى الروس للبحث على الطاقة.

 

روسيا تنفرد بأوكرانيا 

 

وبالوصول إلى الشتاء تشتعل ترسانة أسلحة وريثة الاتحاد السوفيتي، فالروس متمرسون في القتال خلال فصل الشتاء ولهم تجربة في ذلك ضد هتلر في الحرب العالمية الثانية، وهو ما يراهن عليه بوتين في الحرب ضد أوكرانيا خلال الأشهر القادمة إذ سيترك الغرب كييف لمواجهة الدب الروسي بمفردها في حين سيعمل الغرب على توفير الأموال للحصول على الطاقة للدفئ في الشتاء، لترتفع كفة الروس في الحرب ضد جارتهم، وتتجه أوروبا إلى منابع الغاز أملا في الاستمرار كدول صناعية كبرى.
 

تابع مواقعنا