وزير الخارجية الروسي ينسحب من الجلسة وسيل اتهامات لـ موسكو.. ماذا حدث في مجلس الأمن؟
انسحب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، من جلسة مجلس الأمن الدولي بعد اتهام أوكرانيا وحلفائها الغربيين روسيا بأنها تحاول الإفلات من العقاب في منطقة الدونباس.
جلسة مجلس الأمن اليوم كانت استثنائية، حيث إنه وللمرة الأولى منذ بدء الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية في الـ 24"، من شهر فبراير الماضي، لم يجتمع وزراء الخارجية في جلسة، فكان من يمثل الدول هم المندوبون.
وزير الخارجية الروسي تعرض اليوم، خلال الجلسة لـ سيل من الاتهامات، فتأخر لافروف بنحو 90 دقيقة عن اجتماع مجلس الأمن وبدا أنه يريد المغادرة بمجرد انتهاء حديثه، وفقا لما أفادت به صحيفة الجارديان البريطانية.
بريطانيا وأوكرانيا يسخران من انسحاب وزير الخارجية الروسي من مجلس الامن
وعقب مغادرة وزير الخارجية الروسي، جلسة مجلس الأمن قال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، إنه ليس متفاجئا من انسحاب لافروف، قائلا: “لا أعتقد أن السيد لافروف يريد سماع الإدانة الجماعية لهذا المجلس”.
كما استخف وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، بانسحاب نظيره الروسي من الجلسة المنعقدة في مدينة نيويورك الأمريكية، قائلا: “الدبلوماسيون الروس ينسحبون بسرعة كما يفعل جنودهم في المعركة”.
جلسة مجلس الأمن اليوم حملت العديد من الاتهامات الموجهة نحو روسيا، والتي وصفها وزراء خارجية الدول الغربية، بأنها تواصل استخدام مقعدها في مجلس الأمن وحق الفيتو للإفلات من العقوبات الدولة، حيث تظن موسكو أنها ستتمكن من الإفلات من الجرائم التي ترتكبها في أوكرانيا.
الأمين العام للأمم المتحدة ينتقد روسيا
الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أوضح أن القصف الروسي للمناطق المدنية في أوكرانيا هو السبب الأكبر في الوفيات وإصابة الآلاف من المدنيين الأوكرانيين، وأن التطورات الأخيرة في أوكرانيا خطيرة ومربكة.
وأوضح أن قيام دولة بضم أراضي دولة أخرى باستخدام التهديد أو القوة ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، وذلك في إشارة إلى الاستفتاء الذي تنظمه روسيا في الأراضي الأوكرانية، مشددًا على أن الاستفتاءات التي تريد إجراءها روسيا لضم أراضٍ أوكرانية تتعارض مع القانون الدولي.
فرنسا تجرم الانتهاكات الروسية على الأراضي الأوكرانية
استشهدت كاترينا كولودا، وزيرة خارجية فرنسا، في جلسة الأمم المتحدة، المعقودة الآن، بمقولة الكاتب الروسي ألكسندر سولجيليتسين، التي تجرم فكرة استخدام أحد الأطراف القوة ضد طرف آخر وهو ما يعتبر أمرا مرفوضا تمامًا.
كما أشارت وزيرة الخارجية الفرنسية إلى أن المسؤولين عن جرائم الحرب الروسية يجب أن يتم تقديمهم إلى العدالة والمحكمة الدولية، مؤكدًة أن محكمة العدل الدولية تؤكد لأسر الضحايا التي تعتقد أن وقت الكشف عن هوياتهم ومحاكمتهم سيكون طويلًا ولكن المجتمع الدولي مدين لأوكرانيا وضحاياها بذلك.
الولايات المتحدة وبريطانيا يهاجما روسيا في مجلس الأمن
ودعا وزير الخارجية الأمريكي إلى تحقيق دولي شفاف للجرائم التي التي شهدتها الأراضي الأوكرانية، وأن واشنطن تدعم الجهود الدولية لجمع أدلة جرائم حرب في أوكرانيا.
كما دعا وزير الخارجية البريطاني جميع الدول إلى إدانة الاستفتاءات التي ستجريها روسيا في أوكرانيا، لمحاولة ضم المزيد من الأراضي الأوكرانية لسيطرتها، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 14 ألف ضحية مدنية إثر حرب روسيا في أوكرانيا.
روسيا وأوكرانيا يتبادلان الاتهامات في مجلس الأمن
قال لافروف إن هناك نازية جديدة بدأت في أوكرانيا من عام 2014 بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، مؤكدًا أن الإفلات من العقاب الذي تتحدث عنه الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الرئيس الروسي، هو أكثر ما يميز ما يجري في أوكرانيا منذ 2014.
وأضاف أن أوكرانيا تشهد تعبئة عسكرية في مختلف الفئات العمرية والنساء لمواجهة القوات الروسية، كما تدعي -أي أوكرانيا- أنها تحترم اتفاقية مينسك، وأن الدول الأوروبية تغض الطرف عن المخالفات التي ترتكبها كييف بدلا من مطالبتها بالالتزام باتفاقية مينسك.
لافروف أشار أيضًا إلى أن كييف اعتمدت قوانين مجحفة ضد الإقليمية الروسية المتواجدة في إقليم دونباس، دون معارضة من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، إذ وافقت أوكرانيا على قانون يدعم النازية بشكل واضح، بحرق الكتب الروسية وتفكيك المعالم الروسية وفقًا لما كان يفعله النازيون.
لكن وزير وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، قال إن كييف تثق في بالمحكمة الجنائية الدولية لإدانة الانتهاكات الروسية في بلاده، مشيرا إلى أن أوكرانيا تدين بذلك لآلاف الضحايا وللأجيال المقبلة.
وأكد وزير الخارجية الاوكراني أن روسيا لن تفلت من الجرائم التي ارتكبتها في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة لمحاسبة بوتن هي من خلال تأسيس محاكمة خاصة للجرائم في أوكرانيا.
وأضاف وزير الخارجية الأوكراني، أن كم الأكاذيب التي يطلقها الدبلوماسيون الروسي غير مقبول، موضحا أنهم متواطئون مباشرة على الجرائم التي يرتكبها الجنود الروس من اغتصابات واعتداءات وقطع للأعضاء التناسلية في أوكرانيا.
