السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جهود رواد التحقيق في دار الكتب والوثائق

جانب من المؤتمر
ثقافة
جانب من المؤتمر
الأربعاء 21/سبتمبر/2022 - 05:38 م

تواصلت اليوم فعاليات مؤتمر التراث وترسيخ الهوية لليوم الثاني على التوالي بدار الكتب والوثائق.

وتناولت مروة الشريف، الباحثة بمركز تحقيق التراث جهود رواد التحقيق في عقد حلقة الوصل بين الماضي والحاضر وركزت على جهود عبد الحميد صبره أنموذجا.
وأكدت أنه مما لا شك فيه أن الحضارة الإسلامية تعرضت لمحاولات اقتصاص واغتيال من سياقات التاريخ الحضاري العالمي، وكذلك تعرضت الإنجازات العلمية العربية الإسلامية للانتقاص أو الإنكار، وبخاصة في الفلك والطب والهندسة والرياضيات. ومن جانب مؤرخي العلوم، وفلاسفة التاريخ، أكثر مما هو من جانب المستشرقين، الذين ما كانوا يجيدون التعرف عليها في أي حال.
 
وأضافت: إلا أنّ الأمر تغير تغيرًا كليا بعد الحرب العالمية الثانية وعلى مستوى الدراسات النظرية والتاريخية، كما على مستوى النشرات العلمية للنصوص الطبية والفلكية والرياضية وعلوم النبات والحيوان.

 

 وتابعت: بسبب التقدم في مجال نشر النصوص، حدث تقدم في الدراسات في شتى المجالات، وصولًا إلى إمكان كتابة الموسوعات، وكتابة تاريخ للطب العربي أو للفلك العربي أو لعلم المناظر أو للكيمياء أو الرياضيات... وغيرها. وفي السياق نفسه ما عاد من الممكن تجاهل العلوم العربية باعتبارها جزءًا تكوينيًا في الحضارة الإسلامية، وفي الإنجاز العلمي العالمي في الوقت نفسه. وكان التراث العلمي العربي محظوظًا أيضًا من حيث انّ القائمين على نشر نصوصه ودراساته بينهم اليوم عدد كبير من العرب والمسلمين ذوي الشهرة العالمية أمثال: عبد الحميد صبره ورشدي راشد وسلمان قطّايه وأحمد سليم سعيدان وأحمد يوسف الحسن وأحمد فؤاد باشا وجورج صليبا. وغيرهم.
 
وتابعت أن التراث العلمي والفلسفي والثقافي، العربي الإسلامي، هو اليوم جزء أساسي في تاريخ العلم والثقافة في العالم، وكان لإسهامات عبد الحميد صبرة في العلوم العربية جُهد لا يخفى على القاصي والداني، فقد وضع العديد من المؤلفات والترجمات باللغتين العربية والإنجليزية فضلا عن تحقيقاته الرائدة في التراث العلمي العربي، حيث تُمثل هذه المؤلفات أساسا رصينا لأجيال جديدة من مؤرخي العلم تساعدهم على فهم التراث العلمي العربي فهما صحيحا.


وتابعت: ولمن لا يعرف حياة عبد الحميد صبرة، أذكر له أنه عالم فكري أكاديمي، حياته مليئة بالتحولات الفكرية والأكاديمية، فقد درس الفلسفة في جامعة الإسكندرية وتخرج عام 1947، ثم أُرسِل في بعثة دراسية للمملكة المتحدة؛ حيث درس تحت إشراف الفيلسوف الإنجليزي، كارل بوبر، في كلية الاقتصاد بلندن، وقد كان لكارل تأثير كبير على تحول عبد الحميد صبره من الفلسفة إلى فلسفة العلوم، بعدما استمع إلى محاضرة ألقاها كارل بوبر عن ألبرت أينشتاين، وحصل صبره بعد ذلك على الدكتوراة عام 1952 في موضوع البصريات في القرن السابع عشر.


وعن قصة اختياره لهذا الموضوع في أطروحة الدكتوراه، ذكر صبره: أنه جمعه لقاء مع ألكسندر كوريه المؤرخ الفرنسي الشهير في أحد فنادق لندن، وتحدثا سويا حول إسحاق نيوتن والثورة العلمية، وقال له كواريه: إذا بقيت في القرن السابع عشر فلن تستطيع مغادرته، ومن هنا التفت صبره إلى ضرورة تجاوز تلك الحقبة والاطلاع على باقي الحقب، لأن الباحث حين يعكف على حقبة واحدة قد يقع فريسة للظن أنها أفضل الحِقَب على الإطلاق، وأنها أصدق تعبير على التطور العلمي.
 وتابعت أن صبرة التفت بعد ذلك إلى العلم في العالم العربي وقضى ما تبقى من عمره في إعادة النظر في مفهوم الثورة العلمية، وتصحيح الظن الذي قد يعتقد أن التطور العلمي نشأة وتطور منبعه غربي.
وقد ساهم صبره في العديد من الترجمات كإسهام منه في تلاقي الحضارات.

إسهامات عبد الحميد صبرة في الترجمة
 

ترجم عبد الحميد صبره كتاب كارل بوبر عقم المذهب التاريخي وذلك عام1959، وكانت هذا الترجمة هي أول اتصال مباشر بين كارل بوبر والعالم العربي.
وقالت:  إسهامات عبد الحميد صبرة في تحقيق التراث متنوعة وعديدة أضاءت الطريق للعديد من الباحثين شرقا وغربا لفهم تاريخ العلم بوجه عام وتاريخ العلوم العربية علي وجه الخصوص، بحيث وجدوا ضالتهم وأعادوا اكتشاف حقيقة ساطعة وهي أن العقل الإنساني بما هو إنساني هو الذي أبدع العلم، وهو الذي رسم معالم وأحداث تاريخ العلم ذاته. لهذا ليس غريبا أن نجد عبد الحميد صبرة يؤكد في كتاباته أن دراسة تاريخ العلم لا تتم بمعزل عن السياقات الثقافية والسياسية والاجتماعية التي تساهم في تقدم العلم والتفكير العلمي، أو تؤدي إلي تدهور العلم وسيادة الخرافة واللامعقول. وقد ترجم بعضها إلى اللغة الإنجليزية. خاصة كتابات الحسن بن الهيثم.

تابع مواقعنا