الأزمة الأوكرانية تتصدر كلمات قادة الدول في اليوم الأول للجمعية العامة للأمم المتحدة
تصدرت الأزمة الأوكرانية، كلمات قادة الدول الذين ألقوا كلماتهم في اليوم الأول للدور الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها السابع، وتسببها في أزمة عالمية في الاقتصاد والغذاء وإمدادات الطاقة.
وفي افتتاح الجلسة الأولى للجمعية العامة الـ77 للأمم المتحدة، الثلاثاء، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من الشلل الذي يعاني منه العالم والانقسامات الجيوسياسية التي تتسبب في تقويض عمل مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي.
وقال جوتيريش في بيانه أمام الجمعية العامة: لندع الأوهام جانبا، فنحن بالفعل وسط بحر هائج، ويلوح في الأفق شتاء يعمه السخط على المستوى العالمي، ويتعرض ميثاق الأمم المتحدة وما يجسده من مثل عليا لخطر محدق.
وذكر أن الحرب في أوكرانيا، تسببت في دمار واسع النطاق في ظل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى مبادرة الحبوب التي ساهمت في حلحلة أزمة الغذاء العالمية، التي سببتها الحرب، قائلا إن أوكرانيا وروسيا اتفقتا، بدعم من تركيا، على تحقيق هذا الإنجاز رغم التعقيدات الهائلة، ورغم الممانعين، بل ورغم جحيم الحرب، وفق قوله.
نقص حاد في الأطعمة الأساسية لأول مرة بالدول الغنية
من جهته، قال الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، إن الأزمة في أوكرانيا، تسببت في تعثر سلاسل توريد الغذاء العالمية، وواجهت العديد من الدول الغنية نقصا حادا في الأطعمة الأساسية لأول مرة في التاريخ المعاصر.
وأكد ضرورة اتخاذ إجراءات مشتركة، على صعيد عالمي، لضمان سهولة الوصول إلى الغذاء بكلفة مناسبة، وتسريع وصول السلع الغذائية الأساسية للدول المحتاجة.
من جهته، قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، إن بلاده تدرك تمامًا تعقيدات الصراع بين روسيا وأوكرانيا والبعد الدولي له، داعيًا إلى وقف إطلاق النار ومباشرة السعي إلى حل سلمي للنزاع بينهما، مؤكدا أن دوام الحرب بين روسيا وأوكرانيا لن يفضي لأي نتيجة والمآل في النهاية للحلول السلمية.
عودة إلى الإمبريالية
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد وصف الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه عودة إلى الإمبريالية والاستعمار، وقال إن أولئك الذين ظلوا صامتين أو متواطئين سرا ينخرطون في عملية أدت إلى تآكل النظام العالمي، مشيرا إلى أن العالم اليوم أمام خيارين اثنين فقط، الحرب أو السلام.
ولفت إلى خرق روسيا لميثاق الأمم المتحدة عندما قررت غزو روسيا، مؤكدا استمرار فرنسا في تقديم الدعم الإنساني والعسكري والسياسي لشعب أوكرانيا حتى يتمكنوا من التمتع بحقهم المشروع في الدفاع والحفاظ على سيادتهم، لكن مع ذلك اكد مواصلة تحمل مسؤولية الحوار مع روسيا، لأنه فقط من خلال العمل معًا يمكن إيجاد السلام.
واستحوذت الأزمة الروسية الأوكرانية على الغالبية العظمى من كلمة الرئيس الروسي، ودعا أعضاء مجلس الأمن إلى العمل حتى ترفض روسيا طريق الحرب وتقدير التكلفة لنفسها وللجميع، وإنهاء هذا العمل العدواني، وفق قوله.
البرازيل تعارض العقوبات الأحادية على روسيا
وقال الرئيس البرازيلي، إن أجندة التنمية المستدامة تتأثر من نواح عديدة بالتهديدات التي يتعرض لها السلم والأمن الدوليين، بما في ذلك الصراع الدائر في أوكرانيا، والذي يمكن الشعور بتداعياته بالفعل في الأسعار العالمية للغذاء والوقود وغيرهما.
وأضاف أن البرازيل تدعم كل الجهود للحد من الآثار الاقتصادية لهذه الأزمة، لكنها لا تعتقد أن أفضل طريقة هي تبني عقوبات أحادية وانتقائية لا تتفق مع القانون الدولي، مؤكدا أن حل النزاع في أوكرانيا لن يتحقق إلا من خلال المفاوضات والحوار.
أردوغان: ممر الحبوب أبرز إنجازات الأمم المتحدة في العقد الأخير
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الاقتصاد العالمي تضرر بالفعل من الاضطرابات في سلاسل التوريد الناجمة عن صدمة جديدة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بعد صدمة أولى بسبب جائحة كورونا.
ولفت الرئيس التركي، إلى جهود بلاده في إنشاء ما يعرف بممر الحبوب، قائلا إنه نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلتها أنقرة مع الأمين العام للأمم المتحدة، عاد تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، ووجدت طريقها إلى بقية السوق العالمية.
وذكر أن الاتفاق الخاص باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود يمثل أحد أكبر إنجازات الأمم المتحدة في العقود الأخيرة.