السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الطيب.. رجل أُقصري 57 سنة يسقي الناس منذ 20 عاما ويهب الثواب لوالدته

الطيب محمود
محافظات
الطيب محمود
الجمعة 16/سبتمبر/2022 - 04:37 م

20 عامًا لم يمل خلالها عم الطيب، من التجول في ساحات الصالحين والأولياء والمساجد والميادين، وهو يحمل كولمان، مملوء بالمياه، وأكواب بلاستيكية؛ لسقاية الناس، في الموالد والاحتفالات الدينية والمناسبات الكبرى؛ صدقة على روح والدته، وهِبَةً لله- تعالى-، وطلبا للثواب، والمغفرة لها.

وفاة الأم كانت بداية الرحلة

يقول عم الطيب محمود - 57 عاما، في حديثه لـ القاهرة 24، والذي يعمل مقيم شعائر بأوقاف الأقصر، إن الدافع لإقدامه على هذا العمل الخيري؛ هو وفاة والدته عام 2002، وكان ذلك في أول أيام رمضان، مشيرا إلى أن آخر طلب لها في الدنيا؛ هو: شربة ماء، ليتجه بعدها لفعل ما طلبته والدته مع الناس، بسقايته لهم منذ وفاتها وحتى الآن.

وأضاف الطيب: أقوم بسَقْي الناس للماء، لا بغرض التكسب من وراء ذلك؛ بل هي صدقة، فإنني أهب ثواب ما أفعله لوالدتي، حيث أذهب يوميًا للبحث عن أي مكان يقام فيه فرح أو وليمة، وأعمل على سقاية الناس؛ من خلال توزيع المياه الباردة عليهم.

وأشار إلى أنه بخلاف الماء؛ فقد أضاف العصائر مثل التمر والسوبيا، والتي يظل يوزعها على الجَمْع الذي يجده، وحتى نهاية المناسبة التي تجمعوا من أجلها، ورحيل آخر الضيوف.

سقيا الماء أفضل صدقة

وأكمل الطيب حديثه: من شدة تأثري بوفاة أمي، وحبي لها، ووفاتها وهي معي في أول أيام رمضان، وكان آخر طلب لها في الدنيا هو شربة من الماء؛ تذكرت حديث النبي، عندما جاءه رجل ماتت أمه، فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت، ولم توصِيمي، أفينفعها أن أتصدق عنها؟؛ قال الرسول: ”نعم.. وعليك بالماء”، وهذا ما دفعني لعمل هذا الثواب الكبير ووهبته لوالدتي التي تعلقت بها كثيرًا منذ الصغر، وعلمتني أشياء كثيرة جميلة في الحياة، فأردت أن أكون بارًّا بها بعد وفاتها، وحتى يصل الثواب لها عرفانا بجميلها.

و يؤكد الطيب، أن الموالد والأفراح وكل الليالي الخاصة بالذكر والمدح، كل تلك المناسبات تضم عددا غفيرا من الجماهير؛ مما يجعل حجم الثواب والعطاء أكبر، فالساحات الدينية بالأقصر والصعيد، هي الأكثر إقبالًا، لذا أتتبعها وأتجول بين جميع  الساحات، كـ ساحة الطيب، والساحة الجيلانية، والساحة الرضوانية، وأقوم بسقاية المتواجدين فيها.

الطيب

IMG-20220916-WA0005
IMG-20220916-WA0005

وعن ردود فعل الناس على ما يفعله، يقول الطيب: دائما ما أجد ردًا إيجابيًا، فالكل يشكروني على هذا الفعل، ويتواصلون معي في مناسباتهم؛ لمواصلة هذا العمل ويشكروني، بل والعديد منهم يطلبون مني الدعاء، ويقولون لي: إحنا بنتبارك بيك يا شيخ الطيب.

ويتابع الطيب: أنه لا يتقاضى أي أجر جزاء لهذا العمل، ولكن في بعض الأحيان يصر أحدهم على منحه إكرامية، لا يرفضها، لكنه يهبها أيضا كصدقة خالصة؛ حتى لا ينقص من عمله شيء، لافتا إلى أنه يشعر بمردود سقيا الماء وفعل الخير ذلك عليه؛ بأن الله يقضي له حوائجه ومصالحه.

تابع مواقعنا