الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الوفد.. وسياسة الإقصاء

الإثنين 12/سبتمبر/2022 - 07:12 م

على مدار تاريخه الذي تجاوز 100 عام، كان حزب الوفد على الدوام حاملًا لواء القضايا الوطنية على كاهله، لأنه واجهة الوطنية المصرية، وبيت الأمة الحقيقي الذي يلجأ إليه جميع المواطنين الأحرار.

ولأنه منبع الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، فإننا لا نستغرب أبدا الدور الرائد الذي يلعبه حزب الوفد على مدار تاريخه العريق منذ تأسيسه علي يد خالد الذكر الزعيم سعد زغلول ورفاقه.

ورغم الصعاب والأزمات التي واجهته والمؤامرات التي حيكت ضده، لكن حزب الوفد العريق سيظل وسيبقى لكل المصريين.. فالمواقف التاريخية والأدوار النضالية التي صنعها ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ والأجيال القادمة.

لكن تطورات الأوضاع في حزب الوفد، تدعو للتعامل معها بحكمة وعقلانية، خصوصًا بعد قيام الدكتور عبد السند يمامة رئيس الحزب، بتوجيه الدعوة للهيئة الوفدية للانعقاد في صباح يوم الجمعة الموافق 28 أكتوبر المقبل، بمقر الحزب الرئيسي في الدقي.

ويأتي الانعقاد  للنظر في جدول الأعمال الذي يتضمن انتخاب 50 عضوًا بالهيئة العليا، وانتخاب 5 سكرتارية للهيئة الوفدية، ومناقشة التقرير السياسي لرئيس الحزب، إضافة إلى مناقشة التقرير المالي لأمين الصندوق.

ويبقى التساؤل الأبرز الذي يحتاج إلى إجابة مقنعة وهو: من يحاسب الهيئة العليا عندما تخالف اللائحة الداخلية للحزب؟

لقد قامت الهيئة العليا باستبعاد وإقصاء تشكيلات اللجان النوعية بالكامل من الجمعية العمومية للحزب، وذلك لإبعاد منافسين محتملين من الترشح أمامهم في الانتخابات المقبلة، رغم أن تلك التشكيلات شاركت في انتخابات رئاسة الحزب خلال مارس الماضي، ولم يعترض عليها أي عضو من أعضاء الهيئة العليا.

ربما نذكر أنفسنا قبل الآخرين أن المادة الثانية من اللائحة الداخلية للحزب تنصّ في الفقرة قبل الأخيرة على أن «أعضاء الحزب متساوون جميعًا في الحقوق والواجبات»، كما تنص المادة العاشرة من ذات اللائحة في بندها الرابع: «تتكون الهيئة الوفدية للحزب من أعضاء اللجان النوعية المتخصصة»، فهل يعقل استبعاد أكثر من 450 عضوًا بالجمعية العمومية للحزب من المشاركة وممارسة حقهم في الترشح أو التصويت؟!

إننا بكل حب للوفد وتاريخه ندعو إلى الالتزام باللائحة الداخلية للحزب، ونبذ أي خلافات جانبية، وأن يكون الهدف الأساسي الذي طالما يتبناه حزب الوفد، العمل دائمًا على خدمة الدولة المصرية وخدمة أهداف الحزب، مما يعزز من قيمة حزب الوفد العريق، وجعله في مقدمة الأحزاب.

إن حزب الوفد يمتلك تاريخًا طويلًا من النضال المشرف ولا بد أن يستمر على هذا النهج، وأن يكون الجميع على قلب رجل واحد، لذلك علينا جميعًا أن نستلهم روح العزيمة والتضحية من الزعماء الكبار وتغليب المصلحة العليا للحزب.

تابع مواقعنا