أن تهزّ العالم من قبرك.. قصة إزالة مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين من البداية حتى التراجع عن القرار
“وهكذا جمعنا الزمان والمكان والشوق، أما الزمان والمكان فلا ثبات لهما، وأما الشوق فلا يورّث إلا الحزن”، مقولة عميد الأدب العربي طه حسين التي كادت تتحقق بنقل رفاته من منطقة مقابر سيدي عبد الله بمنطقة التونسي، بالقرب من مسجد ابن عطاء الله السكندري بنطاق حي الخليفة، بعد أن استقر بها 49 عامًا، منذ وفاته بـ 28 أكتوبر عام 1973، ولكن كان للقدر رأي آخر، حيث أكدت محافظة القاهرة عدم إزالة مقبرة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ضمن أعمال التطوير التي تجرى بالمنطقة لإنشاء محور الكاتب الصحفي ياسر رزق، الذي يربط منطقة وسط البلد وطريق صلاح سالم بهضبة المقطم بطول 7 كيلومترات تقريبًا.
القصة بدأت في منتصف شهر مايو هذا العام، عندما تم وضع علامة “X” على مقبرة عميد الأدب العربي التي ترمز إلى أنه سيتم هدم المقبرة، وليرد على تلك الأنباء اللواء إبراهيم عوض المتحدث الرسمي باسم محافظة القاهرة، وأنه لن يتم المساس بمقبرة عميد الأدب العربي وكل ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي عار تماما من الصحة.
تطور الأمر يوم الثلاثاء الماضي، عندما تمت إضافة كلمة إزالة أعلى حرف “X” الموجود على المقبرة، حيث تم هدم المقابر المجاورة لمقبرة عميد الأدب العربي بعد نقل رفات الموتى الموجودة بها إلى أماكن أخرى.
ليرد على تلك الأنباء المهندس حسن الزيات حفيد عميد الأدب العربي، ونجل محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر خلال حرب أكتوبر، وأن محافظة القاهرة لم تخطر أسرة عميد الأدب العربي بـ إزالة المقبرة رغم وضع كلمة إزالة على المقبرة، لافتًا إلى أن أحد الموظفين بالمحافظة أخبر مندوبًا عن أسرة عميد الأدب العربي كي تقوم الأسرة باستخراج تراخيص نقل الرفات الموجودة بمقبرة عميد الأدب العربي استعدادا لنقلها وهدم المقبرة.
وتواصل محرر القاهرة 24 مع مسئولي محافظة القاهرة منذ يوم الثلاثاء حتى مساء يوم الجمعة دون جدوى، وسط صمت المسؤولين بالمحافظة عن الأنباء المتداولة والتصريحات المجهّلة، التي تؤكد أن قبر العميد ستتم إزالته.
اللافت في القصة، هو مقترحات العديد من الكاتب والأدباء ومحبي عميد الأدب العربي، لنقل رفات عميد الأدب العربي إلى مناطق عامة، من بينهم الكاتب يوسف زيدان الذي اقترح نقل جثمان عميد الأدب العربي إلى الحديقة المقابلة للباب الكبير لجامعة القاهرة، قبل إعلان محافظة القاهرة التراجع عن إزالة المقبرة.
محافظة القاهرة تخرج عن صمتها وتعلن عدم مساس المقبرة
خرجت محافظة القاهرة عن صمتها مؤخرا، بإعلان المهندسة جيهان عبدالمنعم نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أنه لن يتم المساس بمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين، مؤكدة أن المقبرة لا تدخل ضمن أعمال التطوير التي تتم حاليا بالمنطقة، ليعقب كلماتها بدقائق قليلة بيان من محافظة القاهرة يؤكد صحة ما قالته نائب المحافظ.
توجهنا على الفور إلى موقع مقبرة عميد الأدب العربي، بمنطقة مقابر سيدي عبد الله بمنطقة التونسي بالقرب من مسجد ابن عطاء الله السكندري، ووجدنا بالفعل أنه تم حذف كلمة إزالة وعلامة “X” من على المقبرة، وتم طلاء جدران المقبرة باللون الأصفر ليغطي كلمة إزالة التي تم وضعها في السابق، بالرغم من تواجد كلمة إزالة على المقابر المجاورة لمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين، ونقل رفات المقابر المجاورة وهدم إجزاء منها بالفعل.
الحطام يملأ المكان، وأعمال الحفر والإزالة بمنطقة مقابر التونسي مستمرة، ولكن وفقًا لما أعلنته محافظة القاهرة، في وقت سابق، تم استثناء مقبرة عميد الأدب العربي من قرار الإزالة.
مقبرة عميد الأدب العربي تحتوي على 8 رفات لأشخاص من العائلة وفقًا لما أعلنه حفيد عميد الأدب العربي وهم:
1. طه حسين – عميد الأدب العربي.
2. المهندس عبد المجيد حسين – شقيق عميد الأدب العربي.
3. عزة عبد المجيد حسين.
4. أمينة طه حسين – ابنة عميد الأدب العربي.
5. محمد حسن الزيات – وزير خارجية مصر أثناء حرب أكتوبر.
6. ثريا حسن الزيات.
7. فاطمة محمد مسعد عزو.
8. منى بديعة محمد الزيات.