الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حقوقيات خراب البيوت

الجمعة 02/سبتمبر/2022 - 04:06 م

الأساس الأول فى الزواج؛ هو المودة والرحمة، كما قال الله- تعالى- في كتابه العزيز: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، يعنى من الآخر كده، ربنا حسمها، بإن أساس الزواج، هو السكن والمودة والرحمة، بس ده طبعا «لمن يتفكرون».

إحنا في سِلْو بلدنا، الست اللي قاعدة في البيت؛ بتربي عيال، وتطبخ، وتنضف، وتذاكر، شقيانة، زيها بالظبط، زي اللي بتنزل من 7 الصبح، توصَّل مدارس، وتروح الشغل، وتشارك في مصروف البيت، وبرضو بتربي العيال وتودي التمارين.

والراجل اللي فاهم كويس إن دوره في البيت ما يقِلِّش أهمية أبدًا عن دوره في الشغل؛ راجل محترم.. صحيح الراجل عندنا، وفي كل حتة، بيتحمل العبء الأكبر ماديا ومعنويا؛ لكن الحقيقة، اللي يعرف ربنا عن حق؛ ما بيسيبش فرصة يقدر يساعد بيها الست، سواء في البيت أو مذاكرة العيال، ولا طلباتهم؛ إلا وبيعملها، والناس عايشة وراضية، وبتزق اليوم بالعافية؛ عشان الدنيا تعدي، ما هي مش ناقصة نكد أصلها.

قوم إيه، نسيبهم كده عايشين ومبسوطين وراضيين، عشان خاطر عيون ولادهم، اللي الضحكة منهم بتهوِّن تعب الدنيا كله؛ لأ طبعا، عيب، ما يصحِّش، لازم ننغَّص عليهم عيشتهم، ونكدَّر نفسيتهم، ونشيِّلْهُم من بعض، ونطلع نقول للست: اوعي تطبخي، أنتي مش مكلفة بده، والراجل الشقيان اللي طلعان عينه في القرش، اللى بيقضِّي مصاريف البيت، ودروس العيال لآخر الشهر بالعافية، لازم يطبخ زيك بالظبط، أنتي يوم، وهو يوم، ولو ما بيعرفش؛ اعملي فيها عبيطة، وقوليله: أنا كمان ما بعرفش، هات لنا أكل من برَّه، يا كده؛ يا تنكِّدي عليه، وتِقلِبِي بوزِك في وِشُّه ليل نهار.

طيب حضرتك وأنتي بتشعللي الدنيا برأيك المحترم ده؛ ما عملتيش حساب الستات اللي ممكن تتأثر بكلامك، وتقلبها محزنة ونكد، ممكن أوي يوصل لطلاق وهدم بيت وأسرة؟.. طيب معندكيش فكرة، إن في حاجات، إن لم تُوجَبْ بالنَّص؛ لوَجَبَت بالقلب، يعنى هو احنا لما نعيش مع بعض على السَّكَن والمودة والرحمة والميثاق الغليظ؛ يبقى طبيعي إن الست تكون الضَّهْر والسَّنَد، اللي الراجل بيستريح عليه من تعب الحياة ومشاكلها، وده مش هيحصل؛ إلا لو رجع البيت لاقى أكلة حلوة، وهِدمَه نضيفه، وعيال زي الفل بتضحك في وِشُّه، وفرحانين عشان أمهم عاملالهم النهاردة طاجن بطاطس بالفراخ، ومزوِّده حلو، بطبقين زر بلبن، ولَّا صينية بسبوسة.

نيجي بقى لتريند الرضاعة، وإن الست مش مُجبرة على رضاعة ضناها.. هاه ضناااااها.. وإنها لو رضَّعِتُه؛ لازم تاخد أجر من أبوه، فقبل ما نتكلم عن نَصّ القرآن؛ نوضح بس إن الستات اللي بترضَّع طبيعي؛ بتبقى أكثر ميلا للتعافي من آلام الولادة، وبِتقِلّ عندها فرص الإصابة بسرطان المبيض والرحم، ومخاطر التعرض لأمراض: القلب، والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والسكر، وفوق ده كله، بتساعدها على التخلص من زيادة الوزن اللي حصل أثناء الحمل، ده طبعا غير الفوائد النفسية، وأهمها، إن أول حضن للطفل، وأول رضعه دي؛ بتحسِّس الست إنها طايره من على الأرض، وبتمنحها هي ورضيعها، شعور لا يوصف، بالاحتواء، والأمان، ما تحِسُّوش غير اللي جرَّبِتُه.. ربنا ينوِّلْها لكل واحدة بتتمناها.

أما بقى في حكاية «الأجر» دي، عملا بقول الله- تعالى-: «فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ»، فقد ذهب الحنفية إلى أن: الأم لا تستحق الأجر على إرضاع طفلها، طالما كانت في عصمة الأب؛ لأن الشرع أوجَبَهُ عليها.. أما المطلقة؛ فلها طلب الأجر، وده طبعا حفاظا من ربنا- سبحانه وتعالى- على حقوق المرأة، التي كُرِّمَت في الإسلام تكريما لا مثيل له.. بس بالمحبة والفطرة والإنسانية، الست بتتمنى اللحظة اللي هتاخد فيها ضناها في حضنها، وترضَّعُه من روحها، قبل لبنها.

فربِّنا يخليكوا، ويباركلكوا في صحتكوا وعافيتكوا، وترينداتكوا، سيبوا الستات في حالها، يطبخوا ويرضَّعوا، ويربوا عيالهم، ويساعدوا أزواجهم في مصروف البيت، من غير ما تِتْحِفُونا بآرائكم وكلامكم اللي يخرِب البيوت ما يعمَّرهاش.

سيبوا الناس تعيش وتنبسط، مش وقفة الست ساعة ولا اتنين في المطبخ عشان تعمل دكر بط، ولا دِقِّيِة بامية، هي اللي هتْقِل من قيمتها؛ إنما جَرْيَهَا في محاكم الأسرة، على النفقة، ومصاريف المدارس، ونظرة وجع واحدة في عين عيل من عيالها، لو أَخَدِت بكلامكوا، وخَرَبِت بيتها؛ هي اللي هتوجَع قلبها، وتكسر نفسها، وتقل قيمتها.

تابع مواقعنا