السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حمل ثقيل على كف رقيق.. رحلة مريم ذات الـ10 أشهر من غرف دار الإيواء إلى عنابر جلسات الكيماوي

طفل
كايرو لايت
طفل
الخميس 01/سبتمبر/2022 - 04:32 م

بين ظلمات الحياة، وما تحمله من أعباء وأمراض، ننظر إلى من هم في تجارب أقسى، لنستمد منهم قوة تساعدهم على تجاوز تلك الأزمات، وحين يقع نظرنا على عبء طفل أو طفلة، يكون حجم الألم أكبر في صدورنا، متسائلين كيف لهذا الصغير تحمُّل ذلك العبء القاسي، فوق ظهره النحيل؟.

مريم الطفلة ذات الـ 10 أشهر، جاءت إلى تلك الحياة، لم تعلم شيئًا عنها ولا عن أهلها، من هو والدها، من هي والدتها، فتحت عينها في يومها الرابع في هذه الدنيا، لتجد نفسها بين أحضان أمهات بديلة، يتكفلن برعايتها الكاملة، يهبْنَها الحب والوفاء والحنان، كأم حقيقية، تحمّلت آلام ولادتها، طيلة الـ 9 أشهر.

عبء مرض فوق فقدان الأهل

لم تعلم الصغيرة أن عبء حياتها لم يقف عند هذا الحد، ليزيد بإصابتها بمرض السرطان، فتنتقل بين غرفتها بدار الإيواء، وسريرها بالمستشفى، لحصولها على الجلسات الكيماوي.

تروي بسنت فريد، أخصائي تنمية الموارد بالمؤسسة رحلة مريم بين السرطان ودار الإيواء لـ القاهرة 24، فتسرد: في يوم جالنا اتصال من خط نجدة الطفل بوجود طفلة حديثة الولادة، بالحبل السري، موجودة في قسم الشرطة، وتم التوجه فورًا بالمستشار القانون، وأم بديلة، ومديرة الدار إلى قسم الشرطة، ومعاهم شنطة بيبي مجهزة من لبس وبامبرز وبيبرونة.

في يومها الرابع أصبحت بين أحضانهم

في هذا التوقيت كانت الصغيرة لم يمر من عمرها سوى 4 أيام فقط، مجهولة العائلة والنسب، لكن شاء القدر، أن تحتضنها أمهات مؤسسة الوداد الخيرية بمصر، فأصبحن عائلتها الحاضنة لها، متجاوزين معاها كل ما هو سيئ.

عند مجيء مريم إلى الدار، تم إجراء جميع التحاليل والفحوصات الخاصة بها، للتأكد من سلامة صحتها، وفي حال مرضها، نوفر لها الرعاية الكاملة، بسنت تستكمل سردها لقصة مريم.

كانت نزلة برد عادية 

بعد مرور نحو 6 أشهر على وجود مريم بدار الإيواء، أٌصيبت بنزلة برد، وتوجهت إلى طبيب أطفال، وأكد إصابتها بنزلة البرد، وكتب بعض الأدوية المتعارف عليها في نزلات البرد، إلا أن العلاج، لم يتمكن من شفاء الصغيرة، وهنا وقعت المفاجأة.

لاقينا مريم مش بتتحسن، وظهر تورم شديد تحت ودنها، روحنا بيها على أقرب مستشفى، واتشخصت بالتهاب في الغدد الليمفاوية، واتحجزت في العناية المركزة، لكن مفيش تحسن، لحد ما روحنا مستشفى أبو الريش للأطفال، وهناك عرفنا أن مريم عندها سرطان بالغدد الليمفاوية، بسنت تروي تفاصيل اكتشاف إصابة الصغيرة بالمرض.

مريم تبدأ رحلتها مع 57

بدأت رحلة مريم مع مستشفى 57357، حيث أكدت تحاليلها أنها مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، وأماكن أخرى، لتصبح طفلة من أطفالها، تتلقى كافة الرعاية الطبية لها، إلا أن رحلتها من الدار إلى المستشفى، كان لها بطلتين أخريتين.

تقسمت المهام بين الأم البدلية فاطمة محمد، وأخصائي تنمية الموارد بالمؤسسة بسنت فريد، فكان دور بسنت من الجانب الإداري، لاستكمال الإجراءات والأوراق الخاصة بالطفلة، وفاطمة محمد الأم المقيمة الدائمة مع الصغيرة.

تعيش الصغيرة بغرفة عزل 

أكدت بسنت خلال حديثها لـ القاهرة 24، أن الدار خصصت غرفة عزل كاملة للطفلة مريم، حفاظًا على صحتها وجهازها المناعي، وتقيم معها دائمًا الأم فاطمة البديلة، حيث إنها الطفلة الوحيدة بالدار المصابة بهذا المرض الخبيث.

تقول فاطمة: مريم كل حاجة كاملة في أوضتها، بس محتاجة كاتيل، وعقامة للبرونات، وعربية أطفال، أقدر أتنقل بيها جوه المستشفى، لأنها بتكون تعبانة من العلاج علطول.

تذهب الأم فاطمة مع مريم أسبوعيًا إلى مستشفى 57357، للحصول على جلسات الكيماوي، بصحبة بسنت، وعندما انتهت الإجراءات الخاصة بأوراقها، أصبحت فاطمة من تصحبها فقط، من غرفتها بالدار وحتى جلسات الكيماوي، وفي حالة الطوارئ تتوجه بها فورًا إلى المستشفى.

الأم البديلة تهب الصغيرة حنان الأمومة 

مفيش أي عبء عليّ لمريم، دي بنتي، وأنا زي أي أم نفسي ربنا يشفيها ويعافيها، وأملي فيه كبير، وبطالب الناس تدعي لمريم تخف، الأم فاطمة تؤكد على إيمانها بالله في شفاء صغيرتها مريم.

تابع مواقعنا