الشائعات والمسؤول وحلم الشباب
في أحد الأيام دارت في ذهني مشكلة وكيفية علاجها، وبحكم عملي في مجال الإعلام والتطوير منذ عدة سنوات اكتسبت من مجالسة خبراء وشخصيات عامة الكثير من الخبرات والأفكار، كنت دائما من مناصري الدمج بين خبرات الكبار وطاقة وحماس الشباب، أرفض فكرة الانحياز لفئة واحدة لإدارة الأمور بحكم ما رأيته من مواقف كثيرة، ولكن تقابلنا عقبات عند تنفيذ أفكارنا خاصة مع بعض الشخصيات من المسؤولين في خاصة من أصحاب الأفكار التقليدية.
الاهتمام بالشباب وبأفكارهم
زادت في فترة ما الاهتمام بالشباب وبأفكارهم ولكن كانت الأفكار المنقوصة في بعض الأحيان تسبب عائقا أمامنا عند التنفيذ، وعندما تقترحها أمام أحد المسؤولين تقابل بالرفض أو الاستهتار.
في أحد الأيام في عام 2020 دارت في ذهني إحدى الأفكار التي أرى أنها لو تم تطبيقها وفقًا لخطة ممنهجة وعلمية ستجد مردودًا واسع النطاق ونتائج مذهلة من وجهة نظري ووجهة نظر من عرضت عليهم، قمت بإعداد مسودة صغيرة وعرضتها على أحد مسؤولي الإدارة المحلية، والذي بدوره حوّلها للجهة التي ستكون نقطة البداية وهي الشباب والرياضة، وحددنا حينها موعدًا مع المسؤول مباشرة وتوجهت إليه ومعي المسودة الأولية.
عرضت تلك الفكرة وتناقشنا فيها لدرجة أن النقاش دار باتجاه واحد لا يمكن أن نقول عليه نقاش بل استعراض، خاصة أن هذا المسؤول قال بالنص إن تلك الفكرة لديه من فترة ويريد تنفيذها ووضع أمامنا عقبات كنت حينها مستعدًّا بالرد عليها وحل كل تلك العقبات ووضع خطة التنفيذ كاملة وفقًا لإمكانيات ممكنة ومتواضعة، ومع مرور الزمن متاح أمامنا التطوير وزيادة العمل بكثافة.
منصات إعلامية
وفوجئت بهذا المسؤول استلم الملف وتركه أمامه في مكتبه ومرت الأيام والليالي، وفوجئت بإعلان عبر منصات إعلامية ومواقع رسمية عن انطلاق حملة تشبه كثيرًا ما قدمته في ذلك الملف وبخطة شبيهة.
في الوقت الذي سعدت فيه لأنني وجدت أن لديّ فكرة قابلة للتنفيذ تمت على أرض الواقع حزنت أنني لم أكن على علم بوقت تنفيذها، لا يهمني أن أكون في المشهد أم لا لم أكن أسعى لمجد شخصي ولا لمكاسب فردية ولكنها كانت رسالة عامة هدفها بناء كيان وطني شبابي من أبنائنا في القرى والنجوع، ليكونوا على قدرًا واعيًا من الثقافة وخاصة ثقافة الحوار والرد على الشائعات ومواجهتها بطرق علمية.
أسئلة كثيرة دارت أمامي هل قدم هذا المسؤول الفكرة أو المسودة كفكرة منه للمسؤولين في الوزارة أم كانت هناك توارد للأفكار؟ أم أن إلزامية الظروف كانت تحتم تنفيذ ذلك أيًا كانت الخطة والقائمون، ولكن تنفيذ تلك الأفكار كانت نابعة برؤية من صاحبها الذي يعلم جيدًا ماذا يريد وكيف ينفذ وإلى أين سيصل وأسئلة كثيرة إجاباتها عنده، فلا بد من الوقوف عند تلك المواقف.
قد تكون تلك التجربة متكررة بأشكال مختلفة ولكن فكرتي كانت حائط صد للشائعات ومركز للثقافات بين الشباب في ظل التدهور الكبير، لم تكن مجرد شو إعلامي أريد منه تلميع القائمين حتى وإن كان مسؤولا كبيرا، لأنه في النهاية النتائج المتوقعة على مدار فترة زمنية متوسطة المدى ستكون ملموسة على أرض الواقع نبني جيلا لديه القدرة على القيادة من الصغر، ونؤهله بالتعاون مع عدة جهات، كان أهما اشراف الأكاديمية الوطنية والجامعات المصرية ووزارة الشباب والرياضة.
قد يحزن بعض الشباب عندما يواجه تلك المشاكل خاصة عندما تحاول مرات عديدة وتصدم بأمر واقع روتيني، ولكنني فضلت أن أتخذ جانبا وأنظر وأتابع من بعيد حتى يأتي يوم ويكون في الحلم حقيقة.