تزوجت قاصرًا لرجل في عمر أبي.. سيدة عشرينية تروي معاناتها مع قفص زواج الأطفال
بجسد منهك، تحمل صغيرة لا يتعدى عمرها خمسة أشهر، تسرد شيماء خلف، حكايتها مع زواج الأطفال، والذي استمر لنحو عام واحد فقط، قبل أن تتخلص من الزواج الأول وتقع في الزواج الثاني، والذي بدأت معاناتها معه منذ الساعات الأولى في عش الزوجية، مع زوج في عُمر أبيها يكبرها بنحو 22 عامًا، واصفة ذلك العام بالعام الأسود بحياتها الذي ستظل ذكرياته وآلامه محفورة بمخيلتها.
تزوجت الفتاة التي تزحف نحو الـ25 من عمرها، في سن الـ 15 عامًا من رجل غريب لا تعرفه دون أي أوراق ثبوتية لتلك الزيجة لعدم إتمامها السن القانونية، قائلة: الزيجة الأولى، كانت دون قسيمة أو أي إثبات لوقوع الزواج.. من أول يوم تعبت وحالتي النفسية أصبحت سيئة وصعبة، وعلى الفور حملت وعشت أصعب أيام حياتي خلال شهور الحمل.
ترى الزوجة العشرينية، بنت المنيا، أنها ضحية انفصال والديها، حيث إنها تربت مع الأب في منزل واحد، وحرمت من الأم بعد الانفصال، ولم تنل حقها في التعليم حتى تلك اللحظة، وفي يوم وليلة أصبحت الطفلة العروس، ليتخلص منها الأب مع أول عريس يتقدم لخطبتها، سارده: بعد انفصال أبويا وأمي، بقيت مع أبويا، وفجأة قالي أنا هجوزك، ماكنتش أعرفه ولا عمري شوفته، أبويا قابله ووافق دون حتى معرفة عدد سنوات عمره، وبقيت زوجة لواحد في عمر أبويا.. عيشت في مرار.
كنت بصبر نفسي بالحمل الذي وقع فور زواجي.. ماقدرتش أكسر كلام أبويا.. تعبت وكنت بتهان وبتشتم وتعرضت للضرب من أول يوم، شهور حملي عدت عليا بمرار وكنت بضرب وأنا حامل، صحتي كانت في الأرض وكنت بموت، كانوا يرفضوا أروح أكشف عند الدكتور وأنا كنت بموت قدام عينهم، ابني عاش 3 أيام، ومات، حمدت ربنا إن مفيش رابط بينا خلاص، وفورًا طلبت الطلاق، وباعوا كل حاجتي خرجت من البيت بملابسي فقط، ولم يكن لي قائمة بسبب سني غير القانوني.. اطلقت وطلعت ولا كأني تزوجت وخرجت وأنا خسرانه كل الأشياء.
تصف العشرينية سنة زيجتها الأولى بالعام الأسود في حياتها، وعلى الفور انتظرت مرور شهور العدة، وتزوجت ثانيًا، وأصبحت أمّا لـ 3 أطفال، مختتمه حديثها: بنصح كل الأمهات والآباء ماتجوزوش عيالكم قبل 18 سنة.. أكبر غلطة.. ربنا يمد في عمري لأحمي بناتي وأزواجهم في سن العشرين؛ حتى لا يمروا بما مريت به، مايشوفوش اللي لأنا شوفته، لما ألاقي اللي يصون البنت ويحترمها هعطيه البنت.. عمري ما أحطهم في العيشة اللي عيشتها».
جوازها قبل 18 يضيع حقوقها.. ضد زواج الأطفال
يذكر أن وزارة التضامن الاجتماعي، أطلقت مطلع شهر يونيو الماضي، حملة ضد زواج الأطفال، تحت شعار: زواجها قبل 18 يضيع حقوقها؛ وذلك ضمن إطار عمل برنامج وعي للتنمية المجتمعية، وفعاليات حملة الوزارة التي تجوب المحافظات تحت شعار: بالوعي مصر بتتغير للأفضل.
وتهدف حملة وزارة التضامن ضد زواج الأطفال إلى تكوين رأي عام مُناهض لزواج الأطفال، وتوعية الأسر الأولى بالرعاية والمُعرّضة لخطر زواج أطفالها، وما يترتب عليه من حِرمان الزوجين وأطفالهما من حقوقهم الاجتماعية والمدنية، والأخطار الصحية التي تواجه الإناث تحت سن 18 سنة، جراء الحمل والولادة في هذه السن، بالإضافة إلى توضيح العلاقة بين زواج الأطفال والزيادة السكانية، وزيادة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الأسرة والدولة، بجانب بناء رأي عام مُؤيد، لتجريم كل أشكال زواج الأطفال في مصر.
