مسارح صراعات جديدة.. أمريكا وروسيا تطوران عقيدتهم العسكرية استعدادا لصدام محتمل
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توقيعه عقيدة جديدة للبحرية الروسية تضع الولايات المتحدة الأمريكية كمنافس رئيسي لموسكو، وأن التهديد الرئيسي لروسيا هو السياسة الاستراتيجية للولايات المتحدة للسيطرة على محيطات العالم وحركة حلف الناتو العسكري بالقرب من حدود روسيا.
وتهدف العقيدة الروسية الجديدة للبحرية إلى تحديد طموحات الجيش الروسي العالمية لمناطق مهمة مثل القطب الشمالي والبحر الأسود، بما في ذلك طموحاتها كقوة بحرية عظيمة تمتد إلى العالم بأسره، بحسب وكالة نوفوستي الرسمية الروسية.
عقيدة بوتين البحرية الجديدة جاءت عقب أقل من شهرين على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو عن عقيدتهما الجديدة التي اعتبرت موسكو وبكين عدوًا رئيسيًا لدول الحلف، إلى جانب تأكيدهم نشر المزيد من القوات في الأراضي الشرقية للحلف العسكري الأقوى في العالم، بالجانب من الحدود الروسية لكبح جماح موسكو العسكري، خاصة عقب الحرب الأوكرانية.
عقيدة الناتو العسكرية المعلنة في يونيو الماضي، لم تتجاهلها موسكو لأكثر من شهرين، لتخرج معلنة في عقديتها البحرية الجديدة الموقعة اليوم الأحد، من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده قد تستخدم قوتها العسكرية بشكل مناسب للوضع في محيطات العالم في حالة استنفاذ القوى الناعمة الأخرى، مثل الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية، مع الاعتراف بأن روسيا ليس لديها قواعد بحرية كافية على مستوى العالم.
وأشارت العقيدة إلى أن أولوية روسيا هي تطوير التعاون الاستراتيجي والبحري مع الهند بالإضافة إلى تعاون أوسع مع إيران والعراق والمملكة العربية السعودية ودول أخرى في المنطقة، بحسب رويترز، وأن موسكو سوف تدافع بحزم عن مصالحها الوطنية في محيطات العالم، وامتلاك قوة بحرية كافية سيضمن أمنها وحمايتها.
كما أنه في العقدية البحرية الروسية الجديدة تشكل الأوبئة المفاجئة والصعبة التنبؤ بالأمراض الخطيرة خطرًا على الأنشطة البحرية.
العقيدة الروسية البحرية الجديدة
وبحسب وكالة انترفاكس الروسية، نصت العقيدة الجديدة على أن عدم وجود عدد كاف من القواعد ونقاط التمركز خارج حدود روسيا الاتحادية المخصصة لتموين السفن التابعة للقوات البحرية الروسية، يعتبر نقطة خطرة، وهي تلك النقطة التي تتميز بها البحرية الأمريكية كونها تمتلك العديد من نقاط التمركز في مختلف أنحاء العالم، إلى جانب امتلاكها أكبر أسطول بحري يزيد من قدرة واشنطن العسكرية البحرية في مواجهة موسكو.
كما أن موسكو لم تغفل منطقة الشرق الأوسط في عقيدتها البحرية الجديدة، خاصة أن تلك المنطقة ظلت لعقود حليفة استراتيجية تتواجد بها العديد من القوات الأمريكية، قبل أن تخرج واشنطن قواتها من الشرق الأوسط مع قدوم الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن إلى سد الحكم بالبيت الأبيض، والذي حضر إلى المنطقة خلال الأسابيع الماضية أملا في إعادة بلاده مرة أخرى لسابق عهدها بالشرق الأوسط، متحدثًا أن البيت الأبيض لن يترك ما وصفه بالفراغ في الشرق الأوسط، لتستغله كل من روسيا والصين للتمدد فيه.
فأعلنت موسكو في عقيدتها البحرية أن مضائق الكوريل والبلطيق والبحر الأسود والجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط مهمة لضمان الأمن القومي لروسيا.
كما تتضمن العقيدة البحرية، وجود نقاط ضمان لوجستية- فنية في البحر الأحمر، وتطوير مرافق الإنتاج لبناء سفن حاملة للطائرات حديثة للقوات البحرية.
وخلال كلمة له في قاعدة سان بطرسبرج، قال بوتين إن تسليم صواريخ كروز زيركون التي تفوق سرعتها سرعة الصوت إلى فرقاطة الأدميرال جورشكوف سيبدأ في غضون أشهر.
وأضاف بوتين أن مواقع انتشار الصواريخ سيعتمد على المصالح الروسية، وذلك عقب ساعات من إعلان قال حاكم سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوزاييف، إن القوات الأوكرانية قصفت مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في المدينة الساحلية التي تسيطر عليها روسيا اليوم الأحد، ما أدى إلى إصابة خمسة جنود روس.
وأضاف بوتين أن أنظمة صواريخ زركون التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ليس لها نظائر في العالم، ولا توجد لها حواجز.
جدير بالذكر أن صاروخ الزركون هو أول صاروخ كروز تفوق سرعته سرعة الصوت في العالم قادر على الطيران الديناميكي الهوائي المستمر مع المناورة في طبقات كثيفة من الغلاف الجوي باستخدام دفع محركه الخاص.