السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وزير الأوقاف: الهجرة النبوية رسّخت لفقه العيش المشترك.. وأغلقت الطريق على دعاة الاستحلال

الدكتور محمد مختار
دين وفتوى
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الجمعة 29/يوليو/2022 - 03:32 م

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الهجرة النبوية علمتنا أن حسن التوكل على الله يقتضي حسن الأخذ بالأسباب، كما علمتنا معنى الوفاء، وأنه لا تعارض بين الدين والوطن والإنسانية، ورسخت لفقه العيش المشترك، وأغلقت الطريق على دعاة الاستحلال، حيث حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على رد أمانات المشركين الذين آذوه وأخرجوه.

وأضاف جمعة: الهجرة النبوية تعد من أهم الأحداث في تاريخ الإسلام إن لم تكن الحدث الأهم فيه، وهو ما حمل الصحابة على التأريخ بها، فقد كانت نقطة تحول هامة في هذا التاريخ العظيم، وبداية البناء العملي لدولة الإسلام في المدينة المنورة.

 

وثيقة المدينة 

وأوضح وزير الأوقاف خلال بيان له، أن وثيقة المدينة تعد أعظم نموذج لفقه التعايش في تاريخ البشرية، حيث أكد النبي صلى الله عليه وسلم: أن يهود بني عوف، ويهود بني النجار، ويهود بني الحارث، ويهود بني ساعدة، ويهود بني جشم، ويهود بني الأوس، ويهود بني ثعلبة، مع المؤمنين أمة، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم، وأنه لا يأثم امرؤ بحليفه، والنصر للمظلوم، واليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وبينهم النصر على من دهم يثرب، وأن من خرج منهم فهو آمن، ومن قعد بالمدينة فهو آمن، إلا من ظلم أو أثم، وأن الله عز وجل جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

الدروس المستفادة من الهجرة النبوية

ولفت وزير الأوقاف إلى أن أهم الدروس المستفادة من هذا الحدث التاريخي العظيم؛ حُسن التوكل على الله عزّ وجلّ مع حسن الأخذ بالأسباب، حيث جمع نبينا بين توكله على الله عز وجل وأخذه بجميع الأسباب، ففي الوقت الذي ضرب فيه نبينا صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حسن التوكل على الله عز وجل، حين قال له الصديق رضي الله عنه وهما في الغار: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تحت قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا، فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ: مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا، وذلك حيث يقول الحق سبحانه: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا، وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.

وتابع: فمع هذا اليقين في الله وحسن التوكل عليه نراه صلى الله عليه وسلم يتخذ من الأسباب ما يعد نموذجًا لحسن التوكل وفهمه فهمًا دقيقًا، وبما يؤكد أنه لا تناقض بين الأمرين بل إن حسن التوكل يقتضي حسن الأخذ بالأسباب، ففي هذه الرحلة المباركة جهّز النبي صلى الله عليه وسلم رحلتين، واختار الصاحب والدليل والطريق بكل دقة وعناية، وكلّف الإمام عليًّا رضي الله عنه، أن ينام مكانه ليلة الهجرة، وكلّف عامر بن فهيرة، رضي الله عنه، بتتبع آثاره وآثار صاحبه، للعمل على إخفائها أخذًا بالأسباب، وهو يُدرك غاية الإدراك أن الله كفيل به وبصاحبه، غير أنه صلى الله عليه وسلم، قد أراد أن يعطينا درسًا عمليًا، أن سُنة الله تعالى في كونه؛ تقتضي الأخذ بالأسباب، ثم تفويض النتائج لله عز وجل.

تابع مواقعنا