أسامة الأزهري: الإلحاد يولد في نفس اللحظة التي يوجد فيها الإرهاب.. وفكرة المنع والحجر على الرأي لم تعد مناسبة | حوار
-الإلحاد يولد في نفس اللحظة التي يوجد فيها الإرهاب
-قبح الخطاب الديني من أخطر أسباب الإلحاد
-الإلحاد وجد دفعة هائلة بصعود الإسلام السياسي للسلطة
-هناك 70 شبهة يرتكز عليها دعاة الإلحاد، تعود إلى ثلاثة أصول معرفية وهي الفيزياء الكونية والتاريخ الطبيعي وفلسفة الوعي والذكاء والإدراك
-تلقيت تهديدات ولست أغلى من رجال الشرطة والجيش
-الهرم الأكبر منتج ديني حيث أنتج الفهم الصحيح للدين عند القدماء المصريين إبداعا فلسفيا ومعماريا وحضاريا
-محمد صلاح إنسان مهذب وخلوق ويقدم صورة مشرفة لمصر
-الهجوم على محمد صلاح موجات ظالمة
-نحتاج لحملة قومية لتعزيز القيم المصرية
-فكرة المنع والحجر على الرأي لم تعد مناسبة في هذا الزمان.. ولا بديل من مواجهة الفكر بالفكر
-يجب التصدي لأي رأي فكري مغلوط حتى ولو كان من بعض الأزهريين
-أرفض إقحام الحجاب في وفاة نيرة أشرف والإنسان في مصر يجب أن يُحترم لذاته
-تسعة مكونات لشخصية الإنسان المصري والتدين الصانع للحضارة رقم واحد فيها
ربما هو الحوار الشخصي والإنساني الأول للدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشئون الدينية، فبخلاف حديثه عن العلاقة بين المصريين والتدين، وتوضيحه أن شخصية الإنسان لها تسعة مكونات: والتدين الصانع للحضارة هو رقم واحد فيها، وهو القيمة المركزية الأولى في نفسية الإنسان المصري، إلا أن الشيخ الأزهري خاض وسافر عبر الزمن في مسيرته وتكوينه.. متي سافر للخارج أول مرة؟ وكيف تم استقباله في مختلف دول العالم؟ وأكثر رحلاته اندهاشا من نتائجها، وكيف يحصل العلم؟ وكيف يوازن بين الدين والدنيا لدرجة أنه يذهب إلى الجيم يوميًا ويمارس الرياضة؟.
الأزهري فند في حوار مطول مع القاهرة 24 العلاقة بين التطرف والإلحاد مبينًا أنها علاقة جدلية تركيبية شديدة العمق والعضوية، وأن هناك علاقة تتناسب طرديا بين التطرف والإلحاد بصورة شبهة معادلة رياضية، كلما زاد التطرف سيزيد الإلحاد بل في اللحظة التي سيولد فيها التطرف في أي مجتمع سيولد الإلحاد، معه في نفس اللحظة ومن أخطر أسباب الإلحاد هو قبح الخطاب الديني الصادر من تيارات التطرف.
وأضاف الأزهري أن الإلحاد في منطقتنا وجد دفعة هائلة بصعود الإسلام السياسي للسلطة، بسبب تشويه معالم الدين والاستعباد المطلق للقضية السياسية التي جاروا فيها على حساب جوهر الدين على حساب جوهره ومقاصده، وما أعقبه من عمليات إرهابية، كل هذا أعطى دفعة لشريحة معينة تنفر من الدين لتصد عن قضية الدين بالكلية بدأنا في إجراء دراسة لـ 7000 نموذج لشباب لديهم موقف سلبي من الدين، ووصلنا لـ 70 شبهة حول الدين.
الدكتور أسامة الأزهري تحدث خلال الحوار عن جهود المؤسسات الدينية في مواجهة التطرف، وكذلك رحلاته التي أجراها خلال السنوات الماضية في عدد كبير من الدول خارج مصر، وكيفية التعامل مع التراث بشكل ملائم، إلى جانب الحديث عن العلاقة بين الإنسان المصري والتدين ومحنة الدين والدنيا في مصر.
حوار الأزهري امتد إلى الجوانب الشخصية في حياته وكذلك القضايا المجتمعية على الساحة في الوقت الحالي، ومن بينها قضية وفاة الطالبة نيرة أشرف أمام جامعة المنصورة، وحملات الهجوم على نجم منتخب مصر وفريق ليفربول الإنجليزي محمد صلاح.
فيما يلي نص الحوار:
ما هي إشكالية الدين في مصر.. وهل التدين في بلادنا شكلي أم المصري متدين بطبعه.. وما يحدث على الساحة الآن عكس ذلك؟
هذا الملف شغل قدرًا كبيرًا من تفكيري وبدأت من عدة سنوات ماضية التأمل في الشخصية المصرية على أكثر من محور، المحور الأول ما علاقة الإنسان المصري بالدين على وجه الحقيقة منذ 7000 سنة، كيف كانت مسيرة التاريخ في علاقة الإنسان المصري بالتدين ماهي بقية المكونات، وهل العلاقة تحتاج ترميم وإعادة توثيق وتمكين، كي أكون دقيق في هذا الشأن، أين موقع الدين من نفسية الإنسان المصري، بدأت أجري دراسة واسعة فبدأت أجمع في مكتبتي كل ما يمكن أن أصل إليه من كتابات تحلل شخصية الإنسان المصري، ومنها قدر كبير يناقش التراجع والتصحر، وجمعت تحت يدي كتاب شخصية مصر لجمال حمدان، وسر التحولات في الشخصية المصرية للدكتورة عزة عزت، وكتاب ماذا حدث للمصريين جلال أمين، وكتابه أيضًا عصر الجماهير الغفيرة، وكتاب تشريح الشخصية المصرية للدكتور أحمد عكاشة، وكتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية الدكتور ميلاد حنا، بل وسعت الدائرة وبدأت أقتني الكتب التي تتحدث عن الشخصية الوطنية للدول المجاورة الشخصية الفلسطينية الأردنية العراقية والدكتور علي الوردي كتب فيها كثيرًا، وكتاب مصر ورسالتها للدكتور حسين مؤنس، تكوين مصر لمحمد شفيق غربال، والكتابين مهمين جدًا وكتاب حسين مؤنس 60 صفحة من أدق وأجمل ما درس شخصية الإنسان المصري، وله فيه عبارات بديعة خالدة ومحمد شفيق غربال، درس في ليفربول على يد المؤرخ أرنولد توين، وعاد لمصر ودرس في كلية الآداب في الجامعة المصرية، وكان له قصة عجيبة مع أستاذة توين بي، وعاش 50 سنة مؤرخ للحضارات استطاع الرجل أن يهتدي لفهم عميق لأسباب صعود وانهيار الحضارات المختلفة، ويقول لتلميذة غربال أن الحضارات لا تموت قتلًا ولكن تموت انتحارا، فشفيق غربال سأله أزاي حضارات تموت انتحارا، قال له تنتحر الحضارة من الحضارات إذا انهارت منظومة قيمها المركزية الصانعة لها، يعني زي ما الثورة الفرنسية قامت وغيرت مختلف الأنظمة قامت على ثلاثة كلمات لما الصينيين بدوا يلخصوا البنية الأساسية لشخصية الإنسان الصيني، قالوا عندنا 3 كلمات الإنسان الوطن الدولة، الإنسان يحتاج إلى بناء، والوطن يحتاج إلى بناء منظومة، والدولة تحتاج إلى بناء، كل قيمة تحتاج إلى بناء.
إحنا كمسلمين كمصريين أين منظومة القيم الأخلاقية الخاصة بنا اللي بتصنع في المقام الأول شخصية الإنسان المصري اللي لازم نحوط عليها وندافع عنها ونحميها من مظاهر التجريف والضجيج وهدمها في خصوص قضية الدين؟، عشان أرد بشكل مباشر بما يتعلق بقضية التدين، أنا وصلت لتسعة مكونات في شخصية الإنسان المصري، رقم واحد منها التدين، ووجدت جمال حمدان يؤكد هذا التدين القيمة المركزية الأولى في نفسية الإنسان المصري، لكن هناك إشكاليات منها خروج تيارات التطرف من الإخوان لداعش، وكل واحد فيهم يقول أنا متدين واحتكار الدين لنفسه، الإشكال الثاني يتعلق ببعض صور التراجع في المنحى السلوكي حتى تحولت كلمة الإنسان المصري متدين بطبعه، أصبحت مسار سخرية وتندر، ويتحدث البعض عن قضية رشوة أو تحرش مثلا ثم يقول: متدين بطبعه.
أنا أريد أن أقول فيما يتعلق بالتراجع القيمي والأخلاقي مثلًا، إن هناك شخص يتقاضى رشوة ويتورط في أي صورة من صور الفساد، ولكن معنى التدين أعمق من هذا بكثير، معنى التدين أن هذا الإنسان الذي قد يكون لا يصلي أصلًا يوم ما يقع في ضيق أو أزمة تراه فورا يجري إلى الله ويرجع إليه ويصلي ويندم، قد يكون إنسان سلوكه ممتلئا بالمحارم لكن وقت الضيق يلجأ إلى الله، فالتدين معنى عميق جدا، وكامن هناك في أعماق شخصية الإنسان المصري، ويظهر وقت الشدة والضيق حتى وإن كانت سلوكياته منحرفة.
هل هناك تناقض بين ارتكاب المحرمات والعودة إلى الله والتوبة بعدها.. وهل فعلًا الإنسان المصري يلتزم بمظهر الدين وليس جوهره؟
أضيف أن قياس تدين الإنسان المصري ليس على هذا النحو، التدين عميق جدًا قد يكون كامنا ويحتاج إلى تذكير مستمر وهذا هو دور المؤسسات الدينية، أين الوعظ والخطابة والتذكير والمعالجة النفسية؟، وعبارة أن المصري متدين بطبعه أجري عليها تعديل، الإنسان المصري متدين بطبعه تدين يصنع الحضارة، يعني الإنسان المصري عندما بنى الهرم الأكبر الذي هو معجزة هندسية وفلسفية كان الهرم في حقيقته منتج ديني دفع فيه التدين الإنسان المصري للإبداع هذا هو التدين المصري تدينه يدفعه لصناعة الحضارة، الإنسان المصري متدين تدينا يصنع الحضارة بعد 5000 سنة إعادة التجربة، وبناء مسجد السلطان حسن الذي يتكلم عنه عباقرة المعمار، على أنه هرم مصر الرابع، التدين اللي خلى الإنسان المصري يبني السد العالي يعمل سور مجرى العيون يشيد القلعة يحفر قناة السويس الأولى والثانية، التدين الصانع للحضارة الذي ظل في كل أطوار تطور الإنسان المصري يدفع الإنسان المصري ويجعله يمد يد العون حتى للبلدان المجاورة، حتى في أشد أوقات الأزمة لما جاء أهل الشام لأخذ القمح في مصر، ويكون معمرا وقويا وشغوفا بالعلم والتعليم ويصنع الأزهر الشريف الذي علم العالم، وجامعة القاهرة التي تخرج منها رؤساء دول.
لكن أيضًا هناك حضارات أخرى صُنعت من أشخاص قد يكونوا ملحدين.. هل هناك حافز آخر غير التدين؟
سؤال مهم، أنا لا أقول إن التدين الدافع الوحيد للإبداع، هناك في علم النفس ما يعرف بهرم مازلو، يتكلم عن وجود دوافع للإنسان لتحقيق التميز والإبداع قد يكون مدفوعا بشغف بحت هذه كلها دوافع تقدر الإنسان المصري مع نجابة عقليته، كان من أعظم الروافد التي ذكته أنه لم يعد مجرد إبداع وطني، ولكن مرتبط بالدين والآخرة، وأنا أقول إن هناك تمييزا ما في إبداع الإنسان المصري يجاور تميز الإبداع في فرنسا والصين وبريطانيا وهي دول تسبقنا ويومًا ما كنا نسبقها، وكان يأتي علماء اليونان قديمًا من أجل تأمل كيف بنى الهرم الأكبر/ أنا عايز أقول إن الإنسان المصري تدين تدينا يسهم في صناعة الحضارة ويكسبها بعد غياب روحاني وبُعد نفسي يمتد للدار اللآخرة ويحميه من التطرف والعدوان والتكفير، نحن في حاجة لإعادة تعريف التدين المصري، لم يكن هناك فهم التدين عند المصريين إلا أن تدينه يدفع لصناعة الحضارة التي هي أصلًا موجودة فيه بحكم الإبداع والعبقرية.
كتابك الشخصية المصرية له أهمية في هذا الإطار.. فهل أسهم في هذا الشأن؟
ما ذكرته من الممكن أن يكون ملخصا لما أطرحه في الكتاب، أن الإنسان المصري قوي جدًا يصنع الحضارة، وهو قوي في أعماق نفسه، لديه طاقة تظهر في وقت الشدة والمحنة، واثق في نفسه معتز بتاريخه يدرك ضخامة حجمه في العالم الإسلامي والعربي، يجلس في مجلس الأستاذ، وأنا كإنسان مصري تشرفت بتقديم الرعاية والإكرام لضيوف من مختلف العالم حولنا، ومعنى هذا أني أقدمه بحبه وقناعة واحترام وإكرام للشقيق، إنسان معمر من يوم ما صنع الهرم، ويقولك أنا بحوش عشان أبني حتة بيت، لديه البناء هاجس يحلم ببناء بيت شغوف بالبناء، ولذلك عمره ما يهدم ولا يفجر ولا يهد العمران، ولا يعتدي، إنسان قوي شغوف بالعمران جدًا، باحث إنجليزي أنا نقلت كلامه في الكتاب، قال إنه عندما نزل للسودان والقرن الإفريقي لم يجد مبنى إداريا أو حكوميا إلا وكان من بناء المصريين، الإنسان المصري في أي مكان نزل فيه شغوف بالبناء، شغوف بالعلم، تتميز مصر عن بقية دول العالم بأنها تقدم للعالم صنعة علم لا توجد في البلاد الأخرى من خلال نموذج الأزهر الشريف، الذي استمر لألف سنة يمثل الواجهة التي تطل بها مصر على العالم العربي والإسلامي.
حتى أن بعضهم عاد لبلاده وتولى رئاسة الجمهورية، منهم هواري بومدين، وعبد الرحمن واحد في إندونيسيا، وترى هذا أن المنتج الذي جاء من مصر منتج أمان جاء ليعلم الناس، وليس للوقيعة لأنه إنسان حريص على بلده، ومصر تعلم وبتعلم تعليم رفيع، وترجع الإنسان لبلده وطني يحب بلده ويخدم بلده، وطبيعة الإنسان المصري يقدم الخير للإنسانية وليس منغلقا على نفسه بيطلع نموذج زي أحمد زويل، مصطفى السيد، مجدي يعقوب، أحد العلماء الأزهريين منهم علي حسن عبد القادر، والذي حصل على العالمية من الأزهر، ودكتوراه من برلين أواخر الثلاثينات، وحصلت صداقة عظيمة بينه وبين الملك جورج أبو الملكة إليزابيث، وبلغ من احترامه له أنه عندما أراد أن يؤسس مركزا إسلاميا، الملك تبرع له بقطعة أرض من أملاكه الخاصة، وأنا طالعت في أرشيف الصحف الإنجليزية صورًا لعلي حسن عبد القادر مع الملك وسفير مصر والسعودية والكويت، إنسان يقدم الخير للعالم.
هذا بالرغم من محاولات التشكيك المستمر في الإنسان المصري وأهليته للنجاح؟
تعليقي على هذا القضية في مرحلة ما، وعلى وجه الخصوص وبعد حرب أكتوبر وجدت رؤية معينة في مكان ما بالعالم، أن المعركة ليست عسكرية، ونصحت بتجنب الصدام العسكري المباشر، ولكن نهدم ثقة الإنسان المصري على ثلاثة محاور، بداية من ثقته في مؤسسات بلده، وبناء على خطة طويلة المدى، وثقته في تاريخه وذاته، وكان على رأس المؤسسات تلك القوات المسلحة والشرطة والقضاء والأزهر.
يخرج سيل من تشكيك الإنسان المصري في تاريخ بلده، منها تشكيك في تاريخ بناء المصريين للأهرام، ويدعم بفيلم وثائقي إسرائيلي، كما يتم التشكيك في شخص صلاح الدين الأيوبي، وفي وطنية مصطفى كامل، وأحمد عرابي، وفي نصر حرب أكتوبر، حسبما يروج لها الإخوان وغيرهم.
أريد أن أبتعد عن قضية المؤامرة، فكل بلد يتبنى خططا لحماية مصالحه، ويعمل على تحقيق مقصده، وبالتالي دوري أن أتفاعل مع هذا بما أحمي به وطني، ولا يعنيني التدبيرات الخارجية والمؤامرات والمكائد.
ثم يأتي المحور الثالث وهو التشكيك في الذات، وهدم النجاح داخل الإنسان وترسيخ الفشل، والتشكيك، والإحباط داخل المواطن المصري، والواجب على مؤسساتنا الدينية، وعلى رجال العلم والأزهر، أن يضعوا ضمن أولوياتهم إعادة بناء الثقة في نفسية الإنسان المصري وفي مؤسسات بلاده وفي تاريخه المصري.
إن تجديد الخطاب الديني ينطلق من جزأين، هما مواجهة التطرف الديني والتطرف المضاد، بعد النجاح في هذا المنطلق، نتجه نحو الخطاب الديني، والذي يتمثل في محورين آخرين، أولهما إعادة بناء الشخصية الوطنية من منطلق ديني حنيف، حيث يدفع الدين المواطن إلى العلم، والتعمير في الأرض، ثم يأتي المنطلق الثاني لتجديد الخطاب الديني عبر إعادة صناعة الحضارة، أي كيف يرجع المسلم للتفوق في الفلك والطب والفيزياء والتشريح.
واستهدفت النشء والأطفال في أثناء فترة قيامي بالخطابة بمسجد المشير، وكنت أخصص مدة بعد الخطبة للأطفال فقط، قدمت لهم كتابا بعنوان ألف اختراع واختراع من التراث الإسلامي، لكل طفل، محدثًا بعض الأطفال عن طموحهم في المستقبل، وأنه ينبغي أن يصبحوا مثل أحمد زويل وغيره من العلماء.
أنت دائم السفر لأماكن مختلفة خارج مصر وتستقبل بصفات رسمية وغير رسمية.. ما هي أوجه الاستفادة التي حصلت عليها من تلك الرحلات التي لا تنقطع؟
الحديث ذو شجون وفعلًا ومن كرم الله لي أن أتاح لي فرص السفر للخارج، بداية من 2001 وحتى الآن، أنا كثير السفر جدًا، ولم أحرص على أن أنشر نتائج تلك الزيارات، ومن المواقف الطريفة التي تحضرني مرة كنت في اتصال مع الدكتور مصطفى الفقي، وسألني عن اختفائي لشهرين أو ثلاثة، فأخبرته أني سافرت لعدد من الدول وشرحت له ما تحقق من نتائج مهمة في تلك الزيارات، وتملكته حالة من الاستغراب لعدم نشر نتائج تلك الزيارات، فأخبرته أنه لم يخطر لي نشر تلك الزيارات من قبل، وأخبرته أن هدفي الأساسي أن أكون وفقت لتقديم صورة جيدة عن الأزهر ومصر ولا يهم أن أتباهى به.
زرت دولا كثيرة جدًا، الإمارات ونزلت في ضيافة سمو رئيس الدولة السابق الشيخ خليفة بن زايد، والتقيت الشيخ محمد بن زايد كثيرًا على مدى سنوات، والأردن والتقيت جلالة الملك عبد الله، وزرت المملكة المغربية ضيفًا على الدروس الحسنية، والتقيت جلالة الملك محمد السادس، زرت جمهورية تتارستان والتقيت رئيسها رستم مينيخانوف، زرت موريتانيا والتقيت رئيسها محمد ولد الشيخ الغزاوي، بعيدًا عن هذا المستوى من التعامل نزلت دول كثيرة لمؤتمرات علمية وشاركت بأوراق بحثية.
رأيت علماء تلك الدول ودارت بيننا مناقشات كثيرة، وكنت حريصًا على أن أزور المكتبات، ما من بلد أذهب إليه الا أن أطلب زيارة المكتبات، وأي بقايا من العلماء القدماء، ورأيت أنماطا في غاية العجب، وحدثت لي طرائف في اقتناء الكتب النفيسة والنادرة، في الهند والشام وإندونيسيا وماليزيا، ولا يوجد بلد زرته إلا وعدت بكميات كبيرة من الكتب المنتقاة التي أبحث عنها، أو أتفاجأ بوجودها والشاغل الأكبر عندي، أني كنت محملا بقيمة كبرى هي أن الأزهر يذهب ليعطي لا ليأخذ، ليترك عند الناس أثرا كبيرا وجليلا من الترفع والآباء والتعفف عن الدنيا، ومعرفة مدارس العلم عندهم ماذا فعلت، وكم وجدت من أثر لهذا فوق ما كنت أتصور وكنت ألتقي علماء من تلك الدول.
ومن الذكريات الطريفة ذهبنا لليابان لقمة العشرين لقادة الأديان في العالم برعاية البروفيسير هاندا، رجل ملياردير كبير خرج من مساعديه ثلاثة تقلدوا منصب رئيس الوزراء في اليابان منهم شينزو آبي، وهو رجل صانع للكوادر الإدارية الناجحة والقامات، وهو من ديانة الشنتو، وهي ديانة يتبعها غالبية الشعب الياباني، وهي فرع من الديانة البوذية، وهو زعيم روحي في تلك الديانة ومن كبار رجالها، وهو اقتصادي كبير ويمثل قيمة روحية كبيرة.
وكان من ضمن المستشارين له عدد من رؤساء الوزارات في بريطانيا، وعدد من الدول والتقيت بعضهم هناك، وهو مفكر ومؤلف وله عدة كتب وعاشق لفن النو، وهو فن ياباني قديم، عاشق لمصر والحضارة المصرية، وله إسهام في المتحف المصري الكبير عن طريق السفارة اليابانية، رجل يستحق الدراسة والتأمل كان يكثر السؤال عن الحديث عن الإسراء والمعراج، يقول حدثوني عن هذا الحدث العظيم، استوقفه كثيرًا، دعا لقمة العشرين في اليابان وكانت في طوكيو شهر يونيو 2019، وكانت تسبق قمة العشرين والتي شارك فيها الرئيس السيسي، وكنت في طوكيو وقتها البروفيسير هوندا دعا وقتها للقمة، وحضر 3000 شخص من مختلف ديانات العالم والطوائف الدينية، استوقفني كثيرًا السيد هوندا لم يحدث أن أقدم متحدثًا أثناء الجلسات، واندهشت عندما طلب أن تكون كلمتي في الجلسة الختامية للمؤتمر، وصعد المنصة قبلي وقدمني بنفسه، وتحدثت لمدة 7 دقائق لا تزيد، عما أراه كإنسان مسلم مما يمكن أن يقدمه الإسلام للعالم، كيف نحب أن نقدم كمسلمين الطرح والعناية بالعلم والبيئة والمناخ والمرأة والطفل، وتعظيم قيمة العلم ومعنى النور والأخلاق والإيمان والحضارة، وبعد أن تحدثت صعد السيد هندا، وعقب بكلمات محددة كان لها عندي أثر عظيم جدًا، وقال: كنت أتمنى أن ننجح نحن أبناء ديانة الشنتو في الحديث عن ديانتنا كما تكلم الأزهري عن الإسلام، ثم غادر المنصة وقدم متحدث آخر وعاد ليعقب مرة أخرى على حديثي.
من الطرائف أنه أثناء الترتيب للكلمة كنت مشغول جدًا لترجمتها لليابانية والسفارة المصرية في طوكيو قامت بجهد عظيم، وعثرنا على باحث ياباني نجح في ترجمة القرآن الكريم كاملًا لليابانية، ورأيت في هذا بشارة جميلة جدًا انصرفت من هذه الزيارة وأنا سعيد جدًا، وأرجو أن أكون وفقت في تقديم صورة مشرفة للأزهر الشريف يصغي لها العالم وأنه يمكن أن أقدم للعالم ما يفيد.
أنت مهموم بالشأن العام ومشغول بمكافحة الإلحاد والتطرف في وقت واحد.. رأينا هذا في الحق المبين وفي الندوات والمحاضرات.. ماهي العلاقة بينهما وكيف نستطيع مواجهتمها؟
فيما يتعلق بالتطرف والإلحاد أنا مهموم بهذا الإشكال منذ سنوات طويل، وأزعم أن لدي حصيلة لمنابع الخطر من أين يأتي، والقضية والقناعة التي أقدمها في هذا الشأن، أن هناك علاقة جدلية تركيبية شديدة العمق والعضوية، بين التطرف والإلحاد، وأن هناك تناسب طردي بين التطرف بصورة شبهة معادلة رياضية، كلما زاد التطرف سيزيد الالحاد بل في اللحظة التي سيولد فيها التطرف في أي مجتمع سيولد الإلحاد، معه في نفس اللحظة، ومن أخطر أسباب الإلحاد هو قبح الخطاب الديني الصادر من تيارات التطرف، وأقصد هنا كل من يقدم الخطاب الديني بصورة مليئة بالغضب أو الجدل والصدام والتناقض أو العنف أو حمل السلاح أو القبح هذا، ويتحمل أمام الله عبأ مضاعف أنه دفع عدد من العقول والنفوس عن الدين.
يمكن أن تكون محاربة التطرف والإلحاد أخذت منحنى يلمحه الجميع لكن مازال هناك جولات قادمة لنقاش علمي مع فكرة الإلحاد وتفكيك المنابع الخاصة بها، وهناك شوط قادم، وقد يكون عمل مركز الفترة المقبلة، وكتبت في فكرة التطرف كتاب الحق المبين، وفندت فيه أفكار الجماعات المتطرفة المختلفة من الإخوان إلى داعش الكتاب ترجم لـ 14 لغة، الكتاب وفقت لتقديمه على هيئة ندوات ومحاضرات، ثم وفقت لتقديمة في التلفزيون على قناة دي أم سي، ومازلنا في تصوير وتسجيل حلقات جديدة فيما يتعلق بالإلحاد، هذه الإشكالية في تنامي مستمر بدء من عام 2005، وهناك صعود له هناك عدد من المنظرين للإلحاد مثل دويكنز وستيفن هوكينج، وعدد من الفلاسفة والفيزئيين، وكتاب وهم الإله طبع منه 8 أو 9 مليون نسخة بمختلف لغات العالم، الإلحاد في منطقتنا وجد دفعة هائلة بصعود الإسلام السياسي للسلطة، بسبب تشوية معالم الدين والاستعباد المطلق للقضية السياسية التي جاروا فيها على حساب جوهر الدين على حساب جوهره ومقاصده، وما أعقبه من عمليات إرهابية كل هذا أعطى دفعة لشريحة معينة تنفر من الدين لتصد عن قضية الدين بالكلية بدأنا في أجراء دراسة لـ 7000 نموذج لشباب لديهم موقف سلبي من الدين وصلنا لـ 70 شبهة حول الدين ترد إلى الفيزياء الكونية وينظر للإلحاد من خلالها ستيفن هوكينج.
هناك أنواع من الملحدين من بينهم الملحد المنفجر نفسيًا، وهي الشريحة الأكثر وتمثل 90 بالمائة من الإلحاد وهو ليس بملحد في حقيقة الأمر، ولكن دمر نفسيته ما رآه من القبح، والشر معضلة وجود في العالم، لماذا يوجد الشر لماذا تخرج تيارات تقطع رقاب الناس باسم الله وتشعل النار في شخص حي مثلما فعلوا بمعاذ الكساسبة، لماذا يوجد تيارات تتنمر على الناس وتنفر الناس من الدين، ولماذا يوجد إنسان يفجر نفسه ويقول أنا أًقدم الإسلام، ليه تواجد زلزال لماذا توجد براكين لماذا أصلا هناك شر في الكون؟.
حاصل هذا الكلام أننا نخوض معركة على جبهتين نحارب التطرف ونفكك فكرته، وكل هذا الكلام ليس من الخطاب الديني وتجديده في شيء، كل هذا ليس له علاقة بتجديد الخطاب الديني، هذا التطرف والتطرف المضاد ليس إلا عمل إطفائي، يجب أن نقوم فيه بواجب سريع، وعاجل حتى ننطلق بعدها، لما يمكن أن يسمى تجديد خطاب ديني هذا عمل تمهيدي وإجراء مرحلي بحت، ولذلك أنا أنادي كل مؤتمن وقائم على هذا الملف أنه لابد من السرعة البالغة لإطفاء نيران التطرف الديني والتطرف المضاد، وليس الإلحاد فحسب قد يكون الانتحار الانهيار القيمي والسلوكي والإدمان؟.
لماذا ليس هناك من يعمل على هذا الملف بجوارك؟
فيما يتعلق بجهود عمل الآخرين فأنا أقدر جهود الأزهر الشريف، وجهوده مقدرة ولا ينكرها أحد، هناك جهود تقدمها وزارة الأوقاف ودار الإفتاء، ودار الإفتاء متميزة جدًا في العمل على هذا الملف، ولها جهود في التشبيك مع المؤسسات العالمية، وأشادت به وزارة الخارجية عدة مرات ولهم جهود في الأمم المتحدة، وأطلقوا مؤخرًا مركز سلام فضيلة المفتي والدكتور إبراهيم نجم، هذا جهد مشرف لنا كمصريين هناك جهود مقدرة أقدرها وهي فوق رأسي لكن ما أزعمهم وأدق فيه نقوس الخطر أن الفراغ مازال أوسع من الجهود المبذولة لابد من المزيد من الاستنفار.
هل سبق وتلقيت تهديدات بسبب الجهود التي تقوم بها لمكافحة التطرف الديني؟
حصلت تهديدات عديدة، بل حتى من ترجم كتابي الحق المبين تعرض للتهديد، من ترجم الكتاب إلى اللغة الكردية في منطقة ما خارج مصر وصلته تهديدات من داعش بالقتل، وغادر بلده إلى دولة أخرى، وحصلت لي تهديدات عدة مرات وبعضها معلن على صفحات التواصل الاجتماعي، ولا أريد أن أفصح أكثر من هذا، أما موقفي أنا من هذا التهديد بمنتهى التجرد أقول لا يشغلني في شئ، وعلى فرض أني مضيت إلى الله فأرجو أن أكون قد أديت الواجب، وأن أكون أديت الأمانة على أكمل وجه، وأبناءنا الكرام من القوات المسلحة والشرطة دمائنا ليس أغلى من دمائهم التي يقدمونها فداءً للوطن عن طيب خاطر، ونرجو أن نكون معهم ومثلهم في الحفاظ على بلدنا مهما كانت المخاطر.
نعود إلى سؤال مهم لماذا لا تنشر نتائج زياراتك التي تقوم بها للخارج؟
مثلما ذكرت التحرك في الخارج ممتد على مدى 20 عامًا، مضت من لقاء رؤساء وملوك الدول، والأهم والأكبر في نظري، هو الامتزاج بعلماء تلك الدول والمدارس الفكرية المختلفة، الذي هو دوري في المقال الأول وتقديم الصورة اللائقة بالأزهر الشريف، وهذا السؤال توقفت عنده في المرة الوحيدة التي طرحه فيها الدكتور مصطفى الفقي، ولم يكن لدي رغبة وقد يكون تقديري الذي يحتمل الصواب والخطأ، أنه يكفيني أن أديت دوري وتركت الأثر اللائق بالأزهر ومصر، وحفرنا في ذاكرة تلك الدول ما يليق بنا، بالفعل لم أكن حريصًا يومًا من الأيام على نشر زيارة زنجبار، حيث كانت المرة الوحيدة التي أنشر منها صورًا، وإذا كان تقديركم أن نشر هذا مفيد فحاضر، وسأخذ هذا على محمل الجد وأتشرف أن أكتب باكورة كتاب يخلص أهم المحطات في الخارج.
في تقديرك ما نسبة نجاحنا في الصحوة الدينية في الآونة الأخيرة؟
مازالت هناك فجوة كبيرة بين كل الجهود المبذولة من المؤسسات الدينية وتيارات التطرف، فما زال الفراغ أكبر وأوسع وعلى وجه الأخص دق ناقوس الخطر وتنبيه المؤسسات الدينية لمواقع التواصل الاجتماعي فهو الميدان الحقيقي، الآن لنشر أفكار التطرف، فما عاد بإمكان أي متطرف أو داعشي التواجد على أرض الواقع، لكن مازال متواجد بقوة في العالم الافتراضي ومواقع السوشيال ميديا.
المؤسسات الدينية مؤتمنة على الدين والعلم، ينبغي أن يكون هناك تواجد ومواجهة حقيقية، وأن يكون لكل مؤسسة منصة رسمية يتابعها تيار واسع من الجمهور، ولكن حتى الآن يوجد تعثر في وجود الكوادر المناسبة لتغطية هذا الجزء، كما أن التنسيق بين المؤسسات الدينية مهم لكي تكون هناك خريطة واحدة واضحة تحدد معالم الخطر.
تتعدد الأقوال حول أن أزمة الخطاب الديني متمثلة في التراث.. ما حقيقة هذه الادعاءات.. وما هي رؤيتك للتعامل مع التراث؟
هناك بعض الأمور في التراث تحتاج إلى معالجة، كما أن هناك بعض الاستغلال والتضخيم والتشويه من هذا المدخل، والتعامل مع التراث ينبغي أن يكون له منهجا.
تحدثت عن تدريب وتأهيل الأئمة لتجديد الخطاب الديني.. ماهي أبرز النقاط التي ركزت عليها أثناء برنامج تدريب الائمة في الأكاديمية الوطنية للتدريب.. وهل ننتظر دفعات أخرى؟
البرنامج الرئاسي لتدريب الأئمة كان برنامج شديد الأهمية، وخطوة جادة ورؤية بعيدة النظر، في طريق مسار تجديد الخطاب الديني، امتد البرنامج من يناير 2019، حتى خواتيم شهر أكتوبر من نفس العام.
وأشرفت على هذا البرنامج وتم اختيار 77 إماما من الأوقاف والإفتاء والأزهر، فيهم 5 من السيدات، وقامت برعاية البرنامج الأكاديمية الوطنية للتدريب، وعكفنا خلال العشرة أشهر على دعوة العلماء لتقديم جرعة من العلوم الشرعية لتنشيط المعرفة بالعلوم الشرعية، وتم تدريس كورسات مكثفة من دورات علوم الإدارة، والتواصل الجماهيري، والقانون، والاقتصاد، وتم زيارة بعض مؤسسات الدولة المختلفة، بالإضافة لبرنامج رياضي، وتم تخريج الدفعة الأولى، ويتم الأن العمل على إعداد الدفعة الثانية والثالثة، وبالتوازي يتم إعداد دورات أخرى بها عدد أوسع، وبعض الأئمة خريج برنامج التأهيل يتقنون عدد من اللغات، وعدد آخر انتقلوا لبعثات خارجية في المراكز الإسلامية خارج مصر، والعديد انتشر في المساجد.
هناك دعاة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشتبكون في قضايا جدلية ربما تسيء إلى رجال الدين.. ما رؤيتك لتلك المسألة؟
إن المبدأ الأساسي في تلك القضية أن فكرة منع والحجر على الرأي لم تعد تناسب العالم، إنما الحل الحقيقي هو مواجهة الفكر بالفكر، وخوض الجدل العلمي النزيه المتجرد من العصبية، كما يجب التصدي لأي فكر مغلوط حتى ولو كان من داخل الأزهر، فلابد من خوض المعترك العلمي بما يملئ العقل قناعة، وبما يحترم عقول الناس، ولكن الخروج بالثقافة الدينية الغاضبة، فالخطاب الديني ما كان يوما خطاب جدلي، ولا خطاب غاضبًا، فالمطلوب من كل من يتصدى لهذا الشأن أن يكون يتحلى بالنزاهة، وإلا يخوض فيما لا يحسن، وأن يوسع الدراسة في المجال الذي ينبغي أن يخوض، كما أنادي مرارًا بعودة الصالون الثقافي الفكري.
بعد تعرضك لمحور الهجوم على الرموز.. كان هناك هجوما على محمد صلاح بعد تصريح صدر عنه.. ما وجهة نظرك في تلك الانتقادات؟
كوني مصريا في المقام الأول أفتخر باللاعب محمد صلاح، كونه من الرموز الوطنية التي تبني من خلالها مصر سمعة طيبة في العالم، ومن خلال متابعتي لما ينشر له تبين لي أنه إنسان مهذب وخلوق، نجح في أن يقدم صورة مشرفة لمصر في العلم، أما بالنسبة لموجات الهجوم التي طالته، فما هي إلا موجات ظالمة.
كيف يكون يوم أسامة الأزهري؟
أمارس الرياضة بصورة يومية، ويومي يبدأ قبل الفجر بساعة مهما كان التأخير في النوم، وتمثل لي هذه الساعة الزاد المعنوي والغذاء الروحاني الذي أتقرب به إلى الله، وبعد الانتهاء من صلاة الفجر وقضاء الأوراد، أتوجه في وقت باكر إلى الجيم لممارسة الرياضة، ثم انطلق إلى ما أقامنا الله فيه من أعمال وأشغال، والزاد الأكبر لي بجانب الزاد الروحاني والإقبال على الله، هو الزاد المعرفي والعلمي، فأحرص على القراءة بجميع المجالات بشكل يومي.
والوقت عندي شديد الضيق فلا يوجد انتظام في المأكل ولا في النوم، وفي تنظيم أموري الشخصية، أجتهد أن التزم بالمواعيد والأمور المطلوبة بكل ما في الوسع والطاقة، كما أني نسيت من زمن معنى الإجازات والاستراحة ولم يعد لها عندي وجود.
تعليق من أسامة الأزهري عن الأحداث الأخيرة من جرائم القتل.. وما رسالتك للجمهور وخاصة قضية نيرة أشرف؟
الحوادث في الفترة الأخيرة، أزعجت وروعت المصريين، ونترحم على نيرة أشرف، وندعو إلى أهلها بالثبات، وأتحفظ كثيرًا في تعامل البعض مع هذه الأمور بمنطق الضجيج، وإقحام قضية الحجاب في واقعة نيرة أشرف، فالإنسان على أرض مصر يُحترم لذاته، فليس من المنطق ولا من التقرب إلى الله، أن لا يُعامل الإنسان باحترام إلا إذا كان متدينا، وتوصيل الشرع ليس عن طرق إهانة الشخص ولا التسلط عليه، فالمبدأ الذي أخرج به هو احترام كل إنسان.
وتعليقي الأخير أن هناك احتياجا إلى حملة ومشروع يقوم بهما الأزهر والأوقاف، ووزارة التعليم، بجانب وزارة التضامن الاجتماعي، ووسائل الإعلام المختلفة لإعادة تعزيز القيم المصرية، ومحاربة مفاهيم خاطئة ترسخت في عقول المصريين.