إيمي سلطان: الرقص يجب تقديمه في مؤسسات ثقافية مثل المتاحف.. ومنتقديه هايفين | حوار
من الهندسة إلى اليونسكو.. شهدت مسيرة الراقصة الاستعراضية إيمي سلطان العديد من المحطات المثيرة للجدل، بدايةً من اتخاذها قرار ترك مهنة الهندسة بعد حصولها على البكالوريوس من إحدى الجامعات الأجنبية واتجاهها إلى الرقص الشرقي، وصولًا إلى قدرتها على توثيق الرقص الشرقي كفن شعبي ونسبه إلى مصر في منظمة اليونسكو العالمية.
وحاور القاهرة 24 الراقصة إيمي سلطان لنتعرف على أهداف مبادرتها الجديدة طرب كولكتف، التي تهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن الرقص الشرقي، وذلك خلال السطور الآتية:
من أين أتت لكِ فكرة مشروع طرب كولكتف؟
كانت لدي الفكرة منذ فترة طويلة، ولكن لم يكن لدي وقت فراغ للتخطيط للمشروع، وعندما جاءت فترة انتشار فيروس كورونا، استطعت الاجتماع بكل المهتمين بذلك المشروع، وشرعنا في التنفيذ، وذلك لأن الرقص الشرقي مهم في تاريخنا وتراثنا، حيث إنه لا يخلو أي فرح دون راقصة، بالإضافة إلى أن الراقصات كن بطلات للأفلام في العصر الذهبي للسينما.
ما المدة التي استغرقتيها في تنفيذ المشروع؟
ما يقرب من عامين.
كيف جاء التعاون بينك وبين اليونسكو؟
بدأت بالتواصل مع مسئول في المجلس الدولي للرقص، وهي منظمة تأسست 1973 وترأس جميع أنواع الرقص في العالم، واكتشفت أن المجلس لم يعترف بالرقص الشرقي لحين وقت قريب، وحاولت إقناعهم بإدراج الرقص الشرقي تحت المنظمة، ومن ثم جاءت خطوة توثيق الرقص الشرقي في اليونسكو، فكانت عبارة عن مجموعة من الخطوات، وهي عملية كبيرة.
لما اتجهتي لتوثيق الرقص الشرقي في اليونسكو؟
لم يكن الرقص الشرقي أولى أهداف المبادرة الخاصة بي، ولكن علمت أن هناك ثلاث دول قررت الاتحاد سويًا ونسب الرقص الشرقي لنفسها في اليونسكو، فسعيت جاهدةً للحصول على توثيق الرقص كفن شعبي ونسبه إلى مصر، واستطعت الانتصار على ثلاث دول، وذلك حتى لا يحدث استحواذ ثقافي كما رأينا سابقًا، حيث إن إسرائيل استطاعت توثيق الفلافل لهم وهي في الأصل عربية.
والغريب في الأمر، أن مصر لم توثق سوى ثلاثة أشياء لها في اليونسكو وهي: الأراجوز والسيرة الهلالية والتحطيب فقط، في حين أن هناك دولة إيطاليا قامت بتسجيل 40 ألف شيء.
ألم تساعدك أي راقصة مصرية في تلك الخطوة؟
لا.. سعيت لتلك المبادرة بمفردي، لأنني أحب التاريخ والأبحاث فتلك هوايتي.
ما الذي يهدف إليه مشروع طرب كولكتف؟
الأول هو توثيق الرقص في اليونسكو، والثاني هو افتتاح معهد تقسيم لتعليم الرقص الشرقي، والثالث هو إنتاج عروض استعراضية فنية هادفة.
كيف ترين مستقبل الرقص في مصر؟
أتمنى أن يتم تقديم الرقص الشرقي في مؤسسة ثقافية مثل المتاحف والمسارح والتلفزيون لكل أفراد العائلة، وذلك لأنه لا يجب أن يستمر تقديمه كفن هادف في الملاهي الليلية وأماكن السهر.
كيف تردين على منتقدي الرقص الشرقي في مصر؟ وكيف تتعاملين مع تلك الانتقادات؟
لا التفت لتلك الانتقادات، كما أن الأمر أصبح لا يستدعي الرد على المنتقدين؛ لأننا نتحدث في أمر عبارة عن علم وتاريخ موثق على جدران معابدنا منذ آلاف السنوات، كما أنني لا أتناقش مع شخص "هايف" لا يحب ذلك الفن، فإذا كان منزعجًا من الرقص فمن الممكن ألا يشاهده على التلفاز ويقوم بتغيير المحطة، وألا يشتري تذكرة للمشاهدة.
كيف جاء تعاونك مع رجل الأعمال نجيب ساويرس في مشروع طرب كولكتف؟
يعد المهندس نجيب ساويرس من أوائل الداعمين لمشروعي، حيث تواصلت في البداية مع منى فايق المسئولة عن دعم المبادرات لدى المهندس نجيب، وقدمت لها جميع الأوراق المطلوبة، فوافق المهندس على طلبنا، وذلك على خلفية معرفته السابقة بي، حيث أنني قدمت عرض العصر الذهبي في ختام الدورة الماضية من مهرجان الجونة، ولكن التمويل الأكبر جاء من مؤسسة ألمانية وليست مصرية، كما أن هناك عدد من الجهات التي قامت بدعم المشروع معنويًا.
لماذا جاء الدعم الأكبر من مؤسسة ألمانية وليست مصرية؟
لأن المصريين لا يريدون دعم أي مشروع يخص ويرتبط بالرقص، وذلك خوفًا من الهجوم عليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بالنسبة لمعهد تقسيم.. هل هناك شروطًا محددة للمتقدمين بالمعهد؟
لا يوجد شروط بالنسبة للمتقدمين الذي يهدفون إلى الترفيه، ولكن الأمر يختلف بالنسبة للمتقدمين من أجل الامتهان، حيث أن هناك عدة خطوات يجب أن تسير عليها المتقدمة، ومنها امتحان جسدي وامتحان سيكولوجي، وسؤال الأهل عن رؤيتهم للمجال وذلك من خلال مكالمات هاتفية أو مقابلات، أما بالنسبة للراشدين والمستقلين بذاتهم بعيدًا عن الأهل، فلا يخضعون لذلك الاختبار.
لماذا في رأيك لا يوجد لدينا راقصات مصريات مثل العصر الذهبي للسينما؟
لأن البلد زمان كانت تحترم المرأة أكثر، وكانت المرأة ترأس عدد من المنظومات الفنية، حيث إن اجتماعات الوزارة المصرية كانت تتم في عوامة الفنانة منيرة المهدية، ولكن حاليًا الراقصات لم يحصلن على حريتهن مثل زمان.
ما رأيك في الراقصات الأجانب المنتشرات بمصر حاليًا؟
لا يوجد لدي أي مشكلة مع أي راقصة أجنبية في مصر، ومن المفترض أن نرى انتشارهن أمرا إيجابيا وليس العكس، وذلك لا ينفي أنه ليس لديهن الكفاءة مثل المصريات؛ لأنهن لا يعلمن تاريخ وتراث الرقص الشرقي.
أثرتي الجدل مؤخرًا ببدلة رقص بلغ ثمنها 4 مليون جنيه.. لمّ ارتديتي بدلة بذلك الثمن؟
أرتدي البدل حسب الجمهور الذي أرقص له، وكانت مناسبة تلك البدلة هي إحياء حفل زفاف ملكي، وذلك الأمر طبيعي جدًا في مهنتي، ولكن ليست كل ملابسي بنفس الأثمان.
هل ستتخذين خطوة التمثيل في الفترة المقبلة؟
اتخذت تلك الخطوة سابقًا، ولكن الرقص استحوذ على كل اهتماماتي في الفترة المقبلة، ولا يوجد لدي مشاريع في مجال التمثيل حاليًا.
ختامًا.. أين الحب في حياة إيمي سلطان حاليًا؟
حاليًا.. معهد تقسيم هو حب حياتي.