الأضحية عن الميت.. تجوز بشروط وتُكره في هذه الحالة
حكم الأضحية عن الميت هو ما نوضحه لكم بالتفصيل، حيث يبحث البعض عن إجابة لكثير من الأسئلة المتعلقة بالأضحية، ومنها، هل يجوز أن يضحي الابن عن أبيه المتوفى؟ وما هو دعاء ذبح الأضحية عن الميت؟ وكيف توزع الأضحية عن الميت؟ وغيرها الكثير من الأمور المتعلقة التي نقدمها لكم في سطورنا التالية.
الأضحية عن الميت
أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، حكم الأضحية عن الميت على هذا النحو:ذهب الحنفية والحنابلة إلى جواز الأضحية عن الميت، وذلك لأن الأضحية تدخل ضمن الأعمال المستحب فعلها عن الميت مثل إخراج الصدقات والحج والعمرة عنه، واستدلوا في ذلك بالحديث النبوي الشريف "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” والأضحية تدخل في باب الصدقات الجارية.
وفي المقابل أجاز المالكية الأضحية عن الميت ولكن مع الكراهة، وذهب الشافعية إلى أن الذبح عن الميت لا يجوز بغير وصية أو وقف، واختلف الفقهاء في حكم الأضحية عن الميت ما لم يوص بها أو ينذرها قبل وفاته، على قولين.
القول الأول تصح الأضحية عن الميت في مذهب الحنفية والحنابلة ويصله ثوابها للميت، واستدلوا بذلك على أن عليا رضي الله عنه كان يضحي عن النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين، وقال: إنه صلى الله عليه وسلم أمره بذلك.
والقول الثاني لا تصح فيه الأضحية عن الميت ما لم يوصي بها قبل الوفاة وهو مذهب الشافعية، وكره مذهب المالكية الأضحية في هذه الحالة للميت، وقال مالك في الموازية: ولا يعجبني أن يضحي عن أبويه الميتين، قال: وإنما كره أن يضحى عن الميت لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، وأيضا فإن المقصود بذلك غالبا المباهاة والمفاخرة.
هل يجوز أن يضحي الابن عن أبيه المتوفى؟
استكمالا لتوضيح حكم الأضحية عن الميت؟ يتساءل كثيرون هل يجوز أن يضحي الابن عن أبيه المتوفى؟ وردت دار الإفتاء المصرية بجواز أضحية الابن عن أبيه المتوفي إذا أوصى الميت بالتضحية عنه أو وقف وقفًا لذلك جاز بالاتفاق، فإن كانت واجبة بالنذر وغيره وجب على الوارث التنفيذ.
وأضافت الإفتاء: أما إذا لم يوصِ بها الميت فأراد الوارث أو غيره أن يضحي عنه من مال نفسه: فذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى جواز التضحية عنه، وهذا هو المفتى به، وقال الشافعية: الذبح عن الميت لا يجوز بغير وصية أو وقف، وهو ما أكدته لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، قائلة: "من الجائز شرعا أن يضحي الابن عن أبيه الميت".
واستدلت دار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية بجواز الأضحية عن الميت، بما قاله أبو داود صاحب السنن في باب الأضحية عن الميت، حيث ذكر بإسناده عَنْ حَنَشٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَانِي أَنْ أُضَحِّيَ عَنْهُ فَأَنَا أُضَحِّي عَنْهُ»، وكان ذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أجازت دار الإفتاء ذبح أضحية مستقلة بنية أن يكون الثواب للأب المتوفى فقد، أو أن يتم إشراك الوالدة الحية في الثواب، ويصح للمضحي كذلك أن يشرك والديه في ثواب أضحيته التي يذبحها عن نفسه، وهو من البر والإحسان بهما.
دعاء ذبح الأضحية عن الميت
نوضح للكم دعاء ذبح الأضحية عن الميت أو الحي وفقا لما رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِكبش لِيُضَحِّيَ بِهِ، فأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: (بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ)، ومن المعلوم أن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هو ميت، وقد جعلها صلى الله عليه وسلم لكل أمته، فدل على جوازها عن الميت.
كيف توزع الأضحية عن الميت؟
بعد أن أوضحنا لكم حكم الأضحية عن الميت وفقا للمذاهب الفقهية الأربعة، فإن توزيع الأضحية عن الميت، يتم فيه تقسيم الأضحية إلى ثلاث، ثلث للمضحي ولأهل بيته، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء، وهو ما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما في صفة أضحية النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤَّال بالثلث».
ونختم لكم حكم الأضحية عن الميت، بأن الأضحية تم تشريعها في السنة الثانية من الهجرة النبوية، وهي السنة التي شُرعت فيها صلاة العيدين وزكاة المال، وفي الأضحية شكر لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وفيها إحياء لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وفيها أيضا توسعة على النفيس وأهل البيت والفقراء والمساكين، وفوق كل ذلك ثواب للميت إذا ما تم الذبح بنية إهداء الثواب للميت، مع العلم أن شروط الأضحية عن الميت هي نفسها شروط الأضحية عن الحي.
