عز الدين نجيب يطالب بتحويل كتاب ميمورابيليا لمحمد سلماوي إلى متحف واقعي
طالب الفنان التشكيلي الكبير عز الدين نجيب، بتحويل كتاب ميمورابيليا للكابت محمد سلماوي إلى متحف حقيقي، مؤكدا أن معظم متاحف العالم بدأت بمجموعات شخصية مثل مجموعة سلماوي.
وقال الفنان التشكيلي الكبير عز الدين نجيب في منشور طويل على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن الكاتب الكبير محمد سلماوي نجح في أن يحقق بإصدار كتابه الوثائقى للفنون الجميلة بعنوان ميمورابيليا كاشتقاق من كلمة الذاكرة، ما عجز عن تحقيقه فترة رئاسته لاتحاد الكتاب، إذ كان آنذاك يتطلع الى جمع وتوثيق وطبع ما يملكه الاتحاد من أعمال فنية نفيسة لكبار الرسامين والنحاتين المصريين فى كتاب جامع لثروة فنية نادرة.
وأضاف عز الدين نجيب: دعانى محمد سلماوي فى أواخر فترة توليه رئاسه الاتحاد لتوثيق هذه المجاميع الكبيرة التى أهداها أصحابها للاتحاد خلال عهوده المختلفة، وأغلبه فى فترة رئاسته بفضل علاقاته بالفنانين وشغفه بالفن، الى جانب تشجيع زوجته الفنانة الرسامة الكبيرة نازلى مدكور، وقمت بذلك بالفعل بين مقرَى الاتحاد بالزمالك ومحكى القلعة، على امل ان تطبع هذه المقتنيات فى كتاب وثائقى فاخر بأموال الاتحاد أو بدعم من خارجه، لكن يبدو ان الزمن لم يمهله، او بسبب التحديات المحبطة التى واجهها وفرضت عليه أولوية الانشغال بها فلم يتم تنفيذ المشروع، ولا أعرف مصير هذه الأعمال الآن بعد مغادرته للاتحاد منذ سنوات بعيدة.
وتابع عز الدين نجيب: أما مجموعته الفنية التى صدرت مؤخرا فى كتاب ضخم فخم الطباعة على نفقته الخاصة، فقد عهد الى الفنانة الناقدة د. ماجدة سعد الدين بتوثيقها وتصنيفها وصياغة البيانات التعريفية بكل عمل وكل فنان، بالاستعانة بالأستاذ سلماوي، باعتباره الذى اقتنى هذه الأعمال بِحُر ماله أو ورثها عن عائلته، والأهم: بذوقه الفنى وذوق السيدة قرينته الفنانة نازلى مدكور، فهما الأكثر معرفة بمصادرها، خاصة المصادر الأجنبية من الفنون الغربية والشرقية، بما فى ذلك الأعمال التطبيقية من الخزف والزجاج والنسيج والسجاد والحلى وغيرها من شتى الدول والحضارات والعصور حتى القرن الـ19، مثل إيران والصين والهند وغيرها من الدول الآسيوية، كما عهد للمصور الفوتوغرافى الفنان عماد عبد الهادى بتصويرها تصويرا عالى الجودة، وطبعت بقَطْع كبير على ورق فاخر بألوان طباعية قياسية الإتقان، هكذا اكتملت للمجموعة المتحفية كل عناصر التميز للكتب الوثائقية المدققة حتى تضاهى مثيلاتها فى الدول المتقدمة.
وأردف عز الدين نجيب: ولا تقتصر أهمية الكتاب على شكله الجذاب، فالأهم هو محتواه الرفيع، بما يمثل ثروة متحفية هائلة من المقتنيات الفنية يملكها فرد واحد فى مصر، من مختلف أجيال الفنانين والمدارس الأسلوبية، بدءًا من النحات محمود مختار الذى تضم المجموعة عددا من تماثيله النادرة، وبقية جيله أمثال راغب عياد وجورج صباغ، ومن جيل الأربعينيات والخمسينيات أمثال عبد الهادى الجزار وحامد ندا وزينب عبده وصلاح طاهر ونحميا سعد وعفت ناجى وإنجى أفلاطون وجمال السجينى وجاذبية سرى، أما أجيال الستينيات وما بعدها فهناك أعمال مهمة لآدم حنين وحسن سليمان وكمال خليفة والبهجورى ومصطفى حسين، والقائمة طويلة تضم أيضا مصطفى عبد المعطى وسعيد العدوى ومحيى الدين حسين ومصطفى الرزاز وجميل شفيق وحسن عبد الفتاح ومكرم حنين ونبيل وهبة ورفعت أحمد وعلى دسوقى وليلى عزت وعزالدين نجيب، وصولا الى جمال مليكة وخالد السماحى والسيد عبده سليم وطارق الكومى ورضا عبد الرحمن...وغيرهم وغيرهم.
وتابع عز الدين نجيب: وإلى جانب أعمال الفنانين المصريين، هناك الكثير من لوحات التصوير الزيتى والنحت من الفن الأوروبى بين القرنين 19 و20، وقد لا يكون أصحابها فى شهرة الفنانين رينوار وسيزان وبيكاسو وماتيس وفان جوخ وجوجان، لكن لهم مكانتهم فى تاريخ الفن الأوروبى، مثل وليام برنى وجوهان بنكيند وجوستاف كونتس وإيميل برنار وجان بالدوف وأرتورو زانييرى وإيميل روبيلار وهنرى روبنسون ورودلف كوخ...وغيرهم وغيرهم.
عز الدين نجيب: متاحف العالم بدأت بمجموعات شخصية
وكشف عز الدين نجيب أن أغلب متاحف الفن العالمى بدأت بمجموعات شخصية مثل مجموعة سلماوي وحرمه، ثم تنامت وتضاعفت بإقبال الأثرياء وعشاق الفن على الاقتناء بغرض تزويد كل متحف بالأصيل والنفيس من أعمال الفن، إنها ثقافة مجتمعات متحضرة تقدر الفنون وتجلٌها وتعتبرها من أولويات دعائم النهضة والتقدم، وفى مصر هناك مجموعة محمد محمود خليل بك التى اقتنى أغلبها من الفن الأوروبى وخاصة الفرنسى، وقد أهدتها زوجته الفرنسية الى مصر وتحولت الى متحف باسم الزوجين خليل وحرمه، ومن بين مقتنياته لوحة الفنان جوجان "الحياة والموت" التى يقدر ثمنها اليوم بنحو 150 مليون دولار، وهو المتحف الذى سرقت منه لوحة زهرة الخشخاش للفنان الشهير فان جوخ عام 2007 ولم تظهر حتى الآن، وكان ثمنها آنذاك يقدر بـ80 مليون دولار، وقد يصل اليوم إلى ضعف هذا الرقم، فما بالنا بحجم الثروة بداخل المتحف كله لو عرفنا أن عدد مقتنياته العالمية يتجاوز 400 قطعة!
وأكد عز الدين نجيب أن مقتنيات الزوجين سلماوى جديرة بأن تكون نواة لمتحف يزاوج بين الفنين المصرى والعالمى، ولعل الكتاب الصادر عنها يمثل متحفا افتراضيا له، وأتمنى أن تساعد الظروف على تحويل المتحف الافتراضى إلى متحف حقيقي.