المستثمرون يتخارجون من صناديق الأسهم وسط مخاوف من ركود الاقتصاد الأمريكي
في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق الأمريكية حالة من التضخم وسط مخاوف من احتمال اتجاه اقتصاد الولايات المتحدة إلى الركود، شهدت صناديق الاستثمار في الأسهم العالمية أعلى كمية من التدفقات الخارجة منذ 9 أسابيع، بسبب إقدام المستثمرين على جمع ومراكمة السيولة النقدية.
وخرجت نحو 16.8 مليار دولار من صناديق الأسهم العالمية خلال الأسبوع المنتهي في 22 يونيو الماضي، حيث تشهد الأسهم الأمريكية أول تدفق للخارج منذ سبعة أسابيع بقيمة 17.4 مليار دولار، وفق تصريحات بنك أوف أمريكا، مستندا إلى بيانات شركة إي بي إف آر جلوبال EPFR Global.
وتكشف الأرقام أن السندات شهدت عمليات استرداد بقيمة 23.5 مليار دولار، بينما حول المستثمرون أصولا بقيمة 10.8 مليار دولار إلى سيولة نقدية و0.6 مليار دولار إلى ذهب، وذلك وفق بلومبرج.
بيع استسلامي
وكتب استراتيجيون بقيادة مايكل هارتنت في مذكرة أن مؤشر الصعود والهبوط الدوري لدى بنك أوف أمريكا مازال يشير إلى اقصى درجات الهبوط، التي تعتبر إشارة شراء بالنسبة للأسهم.
واشترى المستثمرون على مدى العام أسهما بقيمة 195 مليار دولار وباعوا سندات بقيمة 193 مليار دولار، مما يعني أن السوق لم تبلغ بعد حد الاستسلام ببيع الأسهم في السوق الهابطة، بحسب قولهم.
وحاولت سوق الأسهم بالولايات المتحدة جاهدة أن تحقق تعافيا قويا بعد الهبوط الذي شهدته في الأسبوع الماضي، وما زال مؤشر ستاندرد أند بورز 500 يسير في اتجاه أسوأ أداء له في النصف الأول من العام منذ 1970 وسط مخاوف من التباطؤ الاقتصادي. وقد اعترف رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول هذا الأسبوع أن تحقيق هبوط سلس للاقتصاد يمثل تحديا صعبا.
أسواق الأسهم لم تبلغ القاع بعد
ورغم البيع الكثيف، يعتقد الاستراتيجيون بوجه عام أن أسواق الأسهم لم تبلغ القاع بعد. وفي الأسبوع الماضي، قال هارتنت إنه استنادا إلى موجات هبوط الأسواق في فترات سابقة – التي تعرف بانخفاض المؤشر بنسبة 20% عن أقرب مستوى مرتفع له – سوف تنتهي الموجة الحالية من هبوط مؤشر ستاندارد أند بورز 500 في شهر أكتوبر وسيصل مستوى المؤشر عندها إلى 3000 نقطة. وهو ما يقل بنسبة 21% عن مستوياته الحالية.
كذلك يتوقع استراتيجي بنك مورجان ستانلي مايكل ويلسون أن ينخفض المؤشر إلى مستوى 3000 نقطة حتى يعكس حجم الانكماش الاقتصادي بصورة كاملة. وقال مانيش كابرا من بنك "سوسيتيه جنرال" هذا الأسبوع إن أزمة على نمط أزمة 1970 وسط الركود المصحوب بارتفاع مستوى التضخم قد تتسبب في انهيار المؤشر بنسبة تتجاوز 30% عن مستوياته الحالية.
وتصدرت الأسهم الأمريكية الصغيرة والكبيرة عمليات التدفق للخارج من حيث نمط التداول، أما من حيث القطاع، فقد شهد قطاعا المواد الأولية والطاقة أكبر عمليات للخروج والاسترداد، في حين شهدت قطاعات التكنولوجيا وخدمات الاتصالات والعقارات تدفقات داخلة.