تأهب عربي قبل زيارة بايدن.. تعرف على أبرز الملفات على طاولة القمة العربية الأمريكية بالرياض
تشهد المنطقة العربية، حالة من التأهب والحركة الدبلوماسية النشطة، قبل أيام من الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، المقررة منتصف الشهر المقبل، والمدرج على جدول أعمالها قمة عربية أمريكية مصغرة، من المنتظر أن يُطرح على طاولتها ملفات عدة في ظل أوضاع متوترة بالمنطقة والعالم.
وشهد الأسبوع الجاري لقاءات متعددة بين قادة المنطقة، بدأت بالقمة الثلاثية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وملكي البحرين والأردن، في شرم الشيخ، وتبعها زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى القاهرة، ثم المغادرة إلى الأردن، ومنها إلى تركيا، فيما زار ملك الأردن، الإمارات اليوم، ومن المرتقب أن يصل أمير قطر غدا الجمعة، إلى القاهرة، في زيارة هي الأولى لمصر منذ توليه قيادة بلاده.
ويربط خبراء، هذه الحركة المتسارعة في الإقليم، بالزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي، والتي سيتخللها عقد قمة أمريكية عربية بالرياض، في 16 يوليو المقبل، يشارك فيها دول الخليج العربي ومصر والأردن والعراق، ومن المنتظر أن يُطرح على طاولة هذه القمة ملفات عدة ترتبط بالإقليم، أبرزها الملف الإيراني والقضية الفلسطينية وسياسات الطاقة.
ويرى المحلل السياسي الأردني الدكتور محمد مصالحة، في تصريحات لـ القاهرة 24، أن القادة العرب يسعون إلى بلورة رؤية عربية موحدة لوضع المنطقة وكيفية إحلال الاستقرار فيها بعد عقود من الحروب والنزاعات أتت على مقدرات الشعوب.
ويعتبر مصالحة، أن القضية الفلسطينية وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى أزمتي الطاقة والغذاء ستكون أبرز الملفات بالقمة.
نووي إيران والعلاقات مع إسرائيل.. هل نشهد تقدم جديد؟
وبينما يستبعد خبراء، أن تحقق زيارة بايدن، إلى المنطقة، والتي تتضمن زيارة إلى إسرائيل والضفة الغربية، أي اختراق حقيقي في القضية الفلسطينية، لكن الرئيس الأمريكي لن يفوت طرح ملف العلاقات العربية الإسرائيلية، بعدما حقق فيها سلفه دونالد ترامب، تقدما ملموسا، لا سيما مع ارتباط هذا الملف بإيران والرغبة الإسرائيلية في تدشين جبهة موحدة ضدها.
وتحدث مسؤولون إسرائيليون، عن أن زيارة بايدن إلى إسرائيل ستشهد الإعلان عن خطوات جديدة في هذا الشأن، مشيرين إلى تدشين جبهة موحدة مع العرب ضد إيران وبرنامجها النووي وسياساتها بالمنطقة، لكن يبدو أن آمال إسرائيل بتدشين حلف عربي إسرائيلي ضد إيران، سيخيب أمام الرغبة العربية في عدم تقديم شيء كبير لإسرائيل قبل أن تقدم هي تنازلات في القضية الفلسطينية، وفقا لخبراء تحدثوا لـ القاهرة 24.
ومع تزايد التهديدات الإيرانية والرفض العربي والإسرائيلي لبرنامجها النووي وسياساتها بالمنطقة، فأن وحدة المواقف تلك لا تعني الوقوف في صف واحد مع إسرائيل ضد إيران، وسيبقى احتلال الأراضي الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وفقًا لـ مصالحة.
وتابع مصالحة: لا أرى أي جدوى من الانخراط في تحالف مع إسرائيل ضد إيران، وإن كنا نرى أنه على إيران التوقف عن تدخلاتها في دول المنطقة ليبقى العدو الأول هو الاحتلال الإسرائيلي.
ومن جانبه أوضح المحلل السياسي السعودي الدكتور وحيد حمزة، لـ القاهرة 24، أن موقف المملكة من السلام مع إسرائيل معروف ولن تقدم المملكة شيئًا جديدًا إلا إذا عادت الأوضاع لما كانت قبل عام 1967، وتدشين الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإقرار إسرائيل حق العودة للفلسطينيين.
ليس النووي فقط ما يُغضب العرب من إيران
وبجانب البرنامج النووي، فإن الحديث عن قضايا مثل لبنان وسوريا والعراق، تقود بالضرورة إلى إيران، وفقا لـ عامر السبايلة، المحلل السياسي الأردني.
وقالل السبايلة لـ القاهرة 24، إنه إذا ما اجتمعت الرؤية العربية وأرادت هذه الدول طرح رؤية جديدة على الإدارة الأمريكية فهذا يعني أن موضوعات لبنان سوريا العراق لابد أن يقود إلى إيران، مضيفًا أن دول الخليج ترى في إيران تهديدًا لأمنها وأمن الملاحة في مياه الخليج، فيما أعلن الأردن، من جانبه بالفعل فكرة مواجهة إيران لكن بصورة غير مباشرة، وذلك بالحديث عن المليشيات الإيرانية الموجودة على الحدود الأردنية السورية، والتي تستهدف الأمن القومي الأردني.
القضية الفلسطينية الحاضر الدائم بلا حلول
ويرى السبايلة، أن القضية الفلسطينية، موضوع يبقى قيد الطرح بلا شك، وإن كانت السعودية هي راعية مبادرة السلام العربية ويمكن أن تتحدث بها، لكن الواقع تغير كثيرًا اليوم، ويمكن تقديم شيء جديد قد يُعد فرصة للحصول على بعض المكاسب للفلسطينيين، باعتبار أن إسرائيل ترى أن ضم السعودية لمبادرة السلام العربية الإسرائيلية هي خطوة قد تكون الأهم بالنسبة لها، وهو ما يعني أن هناك فرصة ليستفيد الفلسطينيون منها.
حرب أوكرانيا.. أزمتا طاقة وغذاء على طاولة القمة
واعتبر الخبراء، أن أبرز القضايا بعد القضية الفلسطينية وملف إيران، هي مواجهة تداعيات أزمتي الطاقة والغذاء على دول وشعوب المنطقة ومكافحة العنف والإرهاب الذي تمارسه بعض المنظمات والدول، فضلا عن القضايا العربية مثل اليمن.
ويرى المحلل السياسي السعودي، الدكتور وحيد حمزة، أن الملف الأوكراني الروسي يتطلب وضع آلية سياسية متوافقة مع مصالح دول المنطقة.
وأشار إلى أن الملف اليمني كذلك سيكون حاضرا، في ظل مطلب تحقيق السلام مع الحوثيين الذي يتطلب دعمًا إقليميًا ودوليًا خاصة من أمريكا.