السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صوت الأزهر بعد واقعة فتاة المنصورة: التعاطف يكون مع الدم دون تمييز

أحمد الصاوي - رئيس
دين وفتوى
أحمد الصاوي - رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر
الأربعاء 22/يونيو/2022 - 01:10 م

علّق الكاتب الصحفي أحمد الصاوى، رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر، على واقعة قتل الطالبة نيرة أشرف، المعروفة بفتاة المنصورة، والتي لقيت مصرغها بعد خلاف نشب مع زميلها بكلية الآداب.

الصاوي: القتل جريمةٌ نكراء لا يمكن تبريرُها بأى حال من الأحوال

وقال الصاوي، في العدد الصادر اليوم من جريدة صوت الأزهر، إن القتل جريمةٌ نكراء لا يمكن تبريرُها بأd حال من الأحوال ما لم تكن فى معرض دفاع شرعى، لافتًا إلى أن تلك مُسلَّمات وبَدَهيات مستقرة وواضحة.

وأضاف الصاوي، أن لوم الضحايا فى جرائم القتل باعتبارهم مسئولين عن مصائرهم ثقافةٌ لا تمُتُّ بصلةٍ لدين أو شرع أو قانون أو إنسانية، ولا يُتصوَّر لعاقل أن يعتبر أن فتاة قُتلت غِيلةً وغدرًا مسئولةٌ عن مقتلها، بسبب ملابسها أو سلوكها أو أى شكل من أشكال التبرير، خصوصًا أن واقعة مقتل طالبة المنصورة نيرة أشرف - رحمها الله- ظهر ممَّا رَشَحَ من أخبار وبيانات للنيابة العامة عن التحقيقات الأولية أنها تعرضت لشكل من أشكال التربُّص والترصُّد والنوايا المسبقة.

وتابع الصاوي: لم يقتلها المجرم المعتدى إذن لأنَّ شعرها السائب استفزَّه، أو ملابسها حرَّكت داخله دوافع العدوان والانتقام، لتكون نهايتها بتلك البشاعة التى شاهدها العالم مذبوحة على قارعة الطريق على مرأى ومسمع من الجميع، ولم يحمل معه السكين، أداة الجريمة، مصادفة، ليصطاد به أىَّ فتاة تستفزُّه ملابسها.

الصاوي: مثل هذا الخطاب وتلك الثقافة مُدانة بكل الأشكال بقدر إدانة جريمة القتل

وأشار رئيس تحرير صوت الأزهر، إلى أن مثل هذا الخطاب وتلك الثقافة مُدانة بكل الأشكال بقدر إدانة جريمة القتل، وإن كان القاتل غدر بتلك الفتاة وأزهق روحها فإن أصحاب تلك الخطابات التبريرية لمثل هذه الجريمة أشدُّ من القاتل غدرًا، وأخطر منه سلوكًا على مجتمع بات منفلتًا بطَبْعه، ويتشدق فى البحث عن مبررات لانفلاتاته التى نراها ونسمع عنها كثيرًا.

وأوضح الصاوي: لو تذكَّر هؤلاء عشرات النصوص التى تدين القتل والقتلة فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتؤكد القصاص وتُحرِّم المساس بالنفس بغير حق، وتضع حفظ الحياة أعلى مقاصد الشرع الحنيف، لما قالوا ما قالوا، وما صرفوا النقاشات على مواقع التواصل من بشاعة الجريمة إلى بشاعة تعليقاتهم على الجريمة.

الصاوي: كيف يبررون قتل المحجبات والتعرض لهن

واستكمل أحمد الصاوي: فإذا كان مبرر البعض أن هذه غير ملتزمة بالحجاب، فكيف يبررون قتل المحجبات والتعرض لهن، وآخرهن فتاة محجبة تم ابتزازها إلكترونيًا وتهديدها حتى أزهقت حياتها وأقدمت على الانتحار. 

وأكد الصاوي أن الشرع الحنيف لم يأمر بقتل غير المحجبات وتبرير قتلهن، ولم يعط أحدًا رخصة غير الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والوعظ المصحوب بالغلظة والقسوة وانتهاك سمعة الناس وتفسيقهم ليس من الموعظة الحسنة فى شىء.

الصاوي: منسوبو الأزهر يتحملون مسئولية آرائهم الفردية كاملة

وشدد الصاوي على أنه وفوق ذلك يجدر التذكير مجددًا بأن الأفراد من أساتذة الأزهر الشريف أو منسوبيه أو خريجيه يتحملون مسئولية آرائهم الفردية كاملة، وعلى من يتعاطى مع تلك الأفكار والآراء أن يدرك أنها قناعات فردية وشخصية لا تمثل الأزهر الشريف كمؤسسة، وأن الموقف الأزهرى الرسمى يعبر عنه شيخه الأكبر وهيئاته العلمية والإفتائية والإعلامية التى تمثله رسميًا. 

واختتم رئيس تحرير صوت الأزهر، أن القتلة لا يستحقون التعاطف والتبرير بقدر ما يستحقون العدالة الناجزة وسيف القانون الرادع، مشيرًا إلى أن التعاطف المستحق يكون مع الدم الذى ينزف غدرًا دون تمييز بسبب لون أو جنس أو عقيدة أو غطاء رأس.

تابع مواقعنا