استعراض جهود مصر لتنظيم مؤتمر المناخ.. ننشر كلمة الرئيس خلال منتدى الاقتصاديات الكبرى
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، ظهر اليوم، عبر تقنية فيديو كونفرانس، في قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ، تحت رعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات وسكرتير عام الأمم المتحدة.
وفيما يلي ننشر نص الكلمة الكاملة لخطاب الرئيس السيسي خلال منتدى الاقتصاديات الكبرى.
قال الرئيس السيسي: أود بداية أن أتوجه بالشكر للرئيس الأمريكي جو بايدن، لمبادرته بالدعوة لهذه القمة الهامة لمنتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ، وهو المنتدى الذي بات يكتسب أهمية متزايدة.
وأضاف: مع قرب انعقاد الدورة الـ 27 لقمة المناخ العالمية في مصر، وما تمثله من فرصة سانحة لإعادة التأكيد على التزامنا بدعم وتعزيز جهود مواجهة تغير المناخ والتكيف مع آثاره السلبية، والبناء على الزخم الدولي والإرادة السياسية المتوافرة من كافة الأطراف لهذا الغرض، فإن مصر تدرك تمامًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها كرئيس للمؤتمر، وتعي أن شعوب العالم في شتى أنحاء الأرض وتتطلع إلى نتائج ملموسة تسهم في إحداث تغيير حقيقي على الأرض ينقلنا من مرحلة التفاوض حول النصوص والإعلان عن التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي على كافة المستويات للوصول إلى أهداف اتفاق باريس، وفي مقدمتها هدف الواحد ونصف درجة مئوية.
نص كلمة الرئيس.. استعداد مصر لمؤتمر المناخ
وتابع الرئيس السيسي: انطلاقًا من هذه المسؤولية، اسمحوا لي أن أشارككم بعض النقاط الهامة في إطار استعداداتنا لاستضافة القمة وقيادة عمل المناخ الدولي خلالها:
- أولًا: تواصل مصر بذل قصارى جهدها لحث كافة الأطراف على رفع طموح عملها المناخي من خلال مراجعة وتحديث مساهماتها المحددة وطنيًا، تنفيذًا لاتفاق باريس، ودعم وتعزيز خططها واستراتيجياتها طويلة المدى لخفض الانبعاثات والتعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ، ومن جانبها أطلقت مصر مؤخرًا استراتيجيتها الوطنية لتغير المناخ 2050، وتقوم في الوقت الراهن بوضع اللمسات النهائية على مساهماتها الوطنية المحدثة، والتي ستتضمن أهدافًا كمية محددة وطموحة في عدد من القطاعات الرئيسية، لتعكس الجهود التي قامت وتقوم بها مصر لتحقيق تحول عادل إلى الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة على نحو يسمح لها بأن تكون مركزًا للطاقة في منطقتها، كما ستوضح هذه المساهمات المسؤوليات التي تضطلع بها مصر لتجنيب شعبها الآثار السلبية لتغير المناخ وبناء قدرته على تحملها والتكيف معها، خاصة في ظل أزمات عالمية متعاقبة لها انعكاساتها على أسعار الطاقة والغذاء.
نص كلمة السيسي.. دور الحكومات في الجهد العالمي لمواجهة تغير المناخ
- ثانيًا: على الرغم من أهمية دور الحكومات في الجهد العالمي لمواجهة تغير المناخ، إلا أن التحدي الذي أصبحت تمثله الظاهرة يتجاوز قدرتها على التحرك منفردة، إذ ستعمل مصر خلال رئاستها على إيصال جميع الأصوات وتضمين كافة الرؤى والتوجهات، وعلى إقامة شراكات حقيقية بين الحكومات وغيرها من الأطراف الفاعلة من غير الحكومات، من مؤسسات للتمويل ومنظمات دولية ومجتمع مدني، كما تعمل مصر بالشراكة مع الجميع على دعم وتعزيز المبادرات القائمة لمواجهة تغير المناخ ومتابعة تنفيذ نتائجها، وإطلاق مبادرات جديدة طموحة لتكون مكملًا وداعمًا لعمل المناخ الحكومي.
وفي هذا الصدد قال الرئيس: اسمحوا لي أن أنتهز هذه المناسبة لأعلن انضمام مصر لمبادرة التعهد العالمي للميثان، في المسار المعني بالبترول والغاز، والذي ستسعى مصر من خلاله إلى تعزيز جهودها لخفض انبعاثات قطاع البترول والغاز الطبيعي من غاز الميثان، استنادًا إلى الخبرات والتمويل الذي توفره المبادرة بالتعاون مع الشركاء الدوليين في هذا القطاع.
ثالثًا: إن قدرتنا كمجتمع دولي على المضي قدمًا بشكل موحد ومتسق نحو تنفيذ التزاماتنا وتعهداتنا وفقًا لاتفاق باريس إنما هي رهن بمقدار الثقة التي نتمكن من بنائها فيما بيننا، وبالمناخ الذي يتعين علينا تهيئته ليكون محفزًا وداعمًا لمزيد من العمل البناء لمواجهة تغير المناخ، ومن ثم فإنه من الضروري أن تشعر كافة الأطراف من الدول النامية، خاصة في قارتنا الإفريقية، أن أولوياتها يتم التجاوب معها وأخذها في الاعتبار، وأنها تتحمل مسؤولياتها بقدر إمكانياتها وبقدر ما يتاح لها من دعم وتمويل مناسب.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن نجاح الدورة الـ27 لقمة المناخ العالمية في الخروج بالنتائج المرجوة، ونجاح النظام الدولي متعدد الأطراف لمواجهة تغير المناخ، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحجم ما تشعر به الدول النامية والدول الإفريقية من رضا وارتياح إزاء موقعها في هذا الجهد العالمي، وبقدر ما تبذله الدول المتقدمة من خطوات للوفاء بالتعهدات التي أخذتها على نفسها ذات الصلة بتمويل المناخ وبدعم جهود التكيف والتعامل مع قضية الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ في الدول النامية والأقل نموًا.
وتابع الرئيس: مساهمة منا في بناء هذه الثقة وخلق هذا المناخ المواتي، يسرني الإعلان عن شراكة مصرية أمريكية تتضمن تنظيم عدد من الفعاليات والأحداث حول التكيف في القارة الإفريقية على مدار العام الجاري، وصولًا إلى تدشين مبادرة جديدة ذات تأثير فعال وملموس لدعم جهود التكيف في إفريقيا، خلال قمة شرم الشيخ.
وختم الرئيس كلمته: أتطلع إلى استقبالكم في شرم الشيخ، لنواصل سويًا العمل على وضع تعهداتنا موضع التنفيذ، ولنستجيب معًا لآمال وتطلعات شعوبنا التي تنتظر منا المزيد من العمل والجهد لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.