صحبة الكبير يوسف الشاروني
أعترف لكم أن الكاتب الكبير يوسف الشاروني ظل يُحرضني أن أترك العمل في وزارة التربية والتعليم أكثر من ثلاث سنوات، من عام 1997 حتى عام 2000، ظل يضحك بصوت عال وهو يمسك ذراعي وهو ينزل معي سلالم العمارة عقب نهاية ندوة الاثنين الأسبوعية في نادي القصة بالقاهرة قائلا: فعلتها قبلك وتركت العمل بالتربية والتعليم واخترت العمل بالمجلس الأعلى للثقافة.
وعندما فزت بجائزتين في مسابقة نادي القصة للقصة القصيرة والرواية عام 1999، قدمني الأديب الكبير يوسف الشاروني للوزير الفنان فاروق حسني قائلا: كاتب متميز وحصد على جائزة في الرواية وجائزة في القصة القصيرة، ووجدت ترحيبًا كبيرًا من الوزير فاروق حسني ووافق على انتقالي للعمل في وزارة الثقافة، وظل الأديب يوسف الشاروني يتابع معي حتى تسلمت العمل فعلا في إدارة النشر بالمجلس الأعلى للثقافة/ وزارة الثقافة، أول يوليو عام 2000، وهكذا ودعت العمل في وزارة التربية والتعليم واخترت العمل في المجلس الأعلى للثقافة نفس الطريق الذي اختاره الشاروني.
الأديب يوسف الشاروني واحد من الأدباء الكبار الذين تعلمت منهم في بداية مشواري مع كتابة القصة القصيرة والرواية بندوات نادي القصة بالقاهرة، ومرة ثانية تحمس الأديب الكبير يوسف الشاروني لتقديم مجموعتي القصصية الثانية أولاد الأفاعي التي صدرت عن سلسلة الكتاب الفضي بنادي القصة بالقاهرة فقدمني يوسف الشاروني للقراء على الغلاف الأخير للمجموعة القصصية أولاد الأفاعي قائلا: مجموعة قصصية متميزة لا سيما إذا عرفنا أنها باكورة إبداع خليل الجيزاوي وإن لم تكن باكورة ما نشره، وهي تدل على موهبة عبرت عن نفسها فيما تلا ذلك من إبداع روائي وقصصي منشور.
تعالج هذه المجموعة موضوعات شديدة المحلية، لكنها أيضًا شديدة الإنسانية، إذ تجمع قصصه بين القبض على اللحظة الآنية التي تحمل في رحمها ما يبدو وأنه نقيضها في الأفق الإنساني الرحب، من هنا كان الريف هو منبع وحيه، وإليه تمتد جذور شخصياته التي تبدو خلفية لمعاناة أبطاله في مجتمع المدينة، والكاتب مسيطر على أسلوبه جيدًا الذي يجمع بين الحوار والسرد في ألفة لا يشوبها تنافر وشخصياته تتابع في قصة بعد أخرى كأنها شريط سينمائي يحفر ذاكرته في قارئه/ متفرجه؛ لأنه يقدمها لنا من عالميه الداخلي والخارجي فلا تنساها أبدًا.