وطني أم سياسي.. نقاش حول مضمون مصطلح الحوار الوطني
تعددت الرؤى حول مصطلح الحوار الوطني، بين النخب وممثلي أطراف الحوار الوطني، حيث يرى البعض أن الحوار هو حوار سياسي بالمعني المتعارف عليه، بينما ينظر البعض الأخر إلى الحوار على أنه حوار مجتمعي وطني، ويأتي رأي يمثل الوسطية يقول إن الحوار والوطني أو السياسي هما وجهان لعملة واحدة.
نقاش حول مصطلح الحوار الوطني
قال عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، إنه من المهم حاليًا تدقيق المصطلحات، فالرئيس السيسي استخدم تعبير لم يعد مستخدم، وتحدث في حفل إفطار الأسرة المصرية، عن حوار سياسي، فأحيانًا نستخدم حوار وطني، وفي أوقات أخرى نستخدم حوار مجتمعي، موضحًا أن هناك فارق بين هذه المصطلحات، فالحوار الوطني يحدث عندما يكون هناك انشقاق مجتمعي بين المعارضة والحكم، فيحدث حالة من التوافق عبر الحوار الوطني.
وأضاف خلال حوار تلفزيوني، أن الحوار المجتمعي هو عبارة عن تقسيم للعمل، فعندما يحصل تناقضات وخلافات يتم الدعوة إلى حوار مجتمعي، مشيرًا إلى أن الحوار السياسي يحمل في جوهره معنى القرار والذي يقيد بزمن وثمن محدد، فالأصل في المجتمعات هي الحوار السياسي.
واختلف أكمل نجاتي، عضو مجلس الشيوخ، في التعبير عن الحوار بأنه حوار سياسي، قائلًا: الحوار الجاري هو حوار وطني، نظرًا لأنه يعبر عن الرؤية الداخلية، لا يمليه علينا أحد، فهو حوار وطني مصري حتى النخاع.
وأضاف نجاتي: لدي تخوف بأن يصبح الحوار الوطني حوار نخبة، وليس حوار يستوعب المواطن، مشيرًا إلى أنه عند الوصول إلى سياسات يشترك فيها جميع أطراف الحوار، فقط وقتها نصل إلى ملامح الجمهورية الجديدة.
وأكد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن الحوار الوطني أو السياسي هما وجهان لعملة واحدة، فالتحديات الاقتصادية تتطرق إلى الجانب السياسي، والحديث عن الأوضاع السياسية يستلزم مناقشة الأوضاع الاقتصادية.
وأوضح أن دور المنظمات التشريعية في الحوار الوطني تتحدد في أن مخرجات الحوار ستنتج توصيات يعتمد بعضها في إطار تشريعات.
