السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الضابط الشبح.. الذي كرهه الشاطر وتمنى جون كيري أن يكون أمريكيا

الجمعة 10/يونيو/2022 - 07:48 م

محمد سيد عبدالعزيز، أبو شقرة، بطل مصري من مواليد مارس 1983 بمحافظة الفيوم، تخرج من الثانوية العامة، وكان من أوائل دفعته، ومجموعه كان يسمح له بالالتحاق بكلية الهندسة، لكنه رفض وأصر أن يدخل كلية الشرطة لتحقيق حلم طفولته، ورغم أنه كان الإبن الأوحد لأبيه مع 3 شقيقات آخريات، التحق بكلية الشرطة، وكان من أوائل دفعته حتى تخرج.

اختار أبو شقرة، الالتحاق بقطاع الأمن المركزي لتحقيق حلمه أن يبقى مقاتلًا، ما دفعه للتفوق في القطاع على أقرانه وحصوله على دورات تدريبية عالية جدًا، حصل خلالها على فرق صاعقة ومظلات من القوات المسلحة، ثم حصل على دورات ذات كفاءة في وقت قصير نادرًا ما يحصل عليها ضابط واحد.

تحول وهو في سن صغير لضابط قوات خاصة من الطراز الرفيع، قوة ولياقة بدنية رهيبة، ذكاء وسرعة بديهة بشكل قوي، قدرة على العمل في مختلف العمليات والمهام الصعبة والمستحيلة، ما لفت انتباه قطاع الأمن الوطني له فطلبه للعمل بالجهاز، وتم نقله لقطاع الأمن الوطني وتحديدًا في وحدة مكافحة الإرهاب القتالية التي تجمع نخبة مقاتلي الشرطة الحاصلين على دورات تدريبية، وكان أبرز ضابط في الوحدة فأرسلته وزارة الداخلية للاشتراك في دورة تدريبية بالأردن، تجمع 120 ضابط من مختلف بلدان العالم نجح فيها بكفاءة عالية وحصل على المركز الأول بشكل أبهر جميع الموجودين.

وحدة مكافحة الإرهاب في الأمن الوطني، بدأت تكليف البطل محمد أبو شقرة، بمهام متنوعة بسبب قدراته وقوته، فكان يتم تكليفه بتأمين الشخصيات الهامة وكان ضمن عناصر تأمين الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر في 2012، خلال زيارته الشهيرة لمصر، لمتابعة انتخابات الإعادة، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، وجون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، والذي انبهر به وبقدراته وقال له وقتها: أتمنى لو كنت ضابطًا أمريكي.

من ضمن المهام التي تكلف بها أبو شقرة، حراسة خيرت الشاطر، في عام 2009، عندما سمحت له الدولة بحضور جنازة والدته وكان مسجونًا في قضية ميليشيات الأزهر آنذاك، وكان المكلف بحراسته ضد أي محاولة تهريب له، وكانت بداية العداء بين البطل الشهيد وجماعة الإخوان، بسبب كونه ضابط كفء يقوم بمهمته على أكمل وجه، لذا أثناء زيارة جون كيري، لمكتب الإرشاد في القاهرة عام 2013، وكان أبو شقرة وقتها مسؤولًا عن تأمين الزيارة، تذكره خيرت الشاطر، واعترض على وجوده وطلب طرده من مكتب الإرشاد، وحدثت مشادة كلامية انتهت بإتمام أبو شقرة لمهمته رغمًا عن أنف الشاطر.

لم يكن أبو شقرة، ضابط تأمين شخصيات هامة فقط، لكنه نفذ 3 عمليات خاصة خارج مصر بنجاح من النوع المستحيل التي تعتمد على التخفي، ونال عليها إشادات وتقدير لجمع معلومات هامة جدًا كانت غير مسموح بالكشف عنها لسريتها الشديدة، وكان من ضمن القوات المكلفة بتطهير جبل الحلال في شمال سيناء، وخاض معارك شرسة جدًا مع الإرهابيين اللي أطلقوا عليه لقب الشبح، بسبب قدرته على التخفي، لذلك وضعوه على قوائم الاغتيال والترصد.

أبو شقرة كان في سيناء أثناء عملية اختطاف الجنود المصريين في وقت رئاسة المعزول محمد مرسي، والتي قال عنها جملته الشهيرة: عايزين نحافظ على سلامة الخاطفين والمخطوفين، وكلفت حينها وزارة الداخلية البطل محمد أبو شقرة، بمعرفة احتجاز الجنود وتفاصيل العملية، ما دفعه للسفر إلى مدينة العريش وحجز في فندق باسم مستعار وجمع معلومات هامة جدا عن العملية، من بينها تحديد هوية الخاطفين وأماكن احتجاز المخطوفين والاتصال المباشر بين الرئاسة والجماعة من ناحية والإرهابيين القائمين بخطف الجنود من ناحية أخرى، وأبلغ قياداته بتلك المعلومات، لكن نظرًا لدس الجماعة لعناصرها في أجهزة الدولة حينها، تم تسريب معلومات عن تواجد أبو شقرة ورقم سيارته ومكان تواجده وإقامته، وتم عمل كمين لاغتياله.

قررت الجماعة الإرهابية الترتيب لاغتياله في سيناريو شبيه باغتيال الشهيد محمد مبروك، وتم ترتيب عملية إرهابية على أعلى مستوى للقضاء عليه، تكلف بتنفيذها 7 عناصر من بينهم 3 عناصر أجنبية من غزة وأفغانستان، وتم اختيار أهم عناصر إرهابية لها، وفي يوم 9 يونيو 2013، وأثناء خروجه من الفندق بسيارته، لاحظ وجود سيارتين تسيران خلفه بسرعة كبيرة أحدهما دفع رباعي، فعلم بوجود مخطط ولم يكن معه سوى سلاحه الشخصي في مواجهة جرينوف وبنادق آلية بحوزة الإرهابيين، وأوقف سيارته وبدأ في التعامل معهم، ونجح في القضاء على 3 منهم، ورغم إصابته ونزيفه الشديد بعد إصابته بـ 3 طلقات، ظل يقاوم بمسدسه في مواجهة رصاص الإرهابيين الكثيف الخائفين من الاقتراب منه حتى تخلصوا منه بـ 9 طلقات عن بعد، رغم أن مخططهم كان اختطافه أو التمثيل بجثمانه، وحينها استشهد البطل محمد أبو شقرة مقبلًا غير مدبر، وسالت دمائه تروي أرض سيناء.

البطل الشهيد كان ضابطًا بمواصفات خاصة نادرة، ولا يوجد مثله كثيرًا في جيوش وأجهزة الأمن في العالم سوى عدد محدود، ورغم شراسته القتالية وقوته ومواصفاته الخاصة، لكنه كان شاب خير جدًا ويحب يساعد الجميع، وكان كافل طفل يتيم في منزله يسمى عبدالله، وكل اللي يعرفه أو تعامل معه كان يعلم بأخلاقه وتدينه، وأنه شاب رحيم لطيف يحب الخير للجميع، ولا يكل عن مساعدة الآخرين.. رحم الله الشهيد البطل.. وحفظ الله الوطن.

 

 

 

تابع مواقعنا