في ذكرى وفاته.. كيف أعاد فرج فودة قراءة التاريخ في كتابه الحقيقة الغائبة؟
تحل اليوم ذكرى وفاة المفكر الكبير فرج فودة، الذي تم اغتياله على يد الجماعات المتطرفة في مثل هذا اليوم 8 يونيو من عام 1992.
فرج فودة من مواليد قرية الزرقا بالقرب من مدينة دمياط، ولد في 20 أغسطس عام 1945، تخرج في كلية الزراعة في يونيو 1967 من جامعة عين شمس، وكانت لفرج فودة الكثير من المؤلفات التي أثارت جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الآراء وتضاربت، وانصبت كتبه على نقد الإسلام السياسي وطالب بفصل الدين عن السياسة، ما جعله في مرمى النقد من جماعة الإسلام السياسي لينتهي الأمر باغتياله.
الحقيقة الغائبة
من أهم كتب فرج فودة كتاب: الحقيقة الغائبة، وهو كتاب يقدم قراءة جديدة في التاريخ الإسلامي، ويقع في مقدمة و5 عناوين رئيسية هي: الحقيقة الغائبة، قراءة جديدة في أوراق الراشدين، قراءة جديدة في أوراق الأمويين، قراءة جديدة في أوراق العباسيين، وماذا بعد؟.
وفي الكتاب يكشف فرج فودة من خلال قراءة متأنية للتاريخ، وإعادة النظر فيه وتمحيصه بشكل دقيق، أخطاء وقعت في عهود الخلافة بدءا من الخلافة الراشدة وصولا بالخلافة العباسية.
وتوقف الكتاب عند الفتنة الكبرى في عهد سيدنا عثمان بن عفان، وعرض رأيًا من كتب التاريخ لعبد الرحمن بن عوف في خلافة عثمان، وعدم رضى بعض الصحابة عن حكم عثمان بن عفان، ومنه ما روي عن ابن عوف خلال مرضه الذي مات بسببه، يقول لبعض أصحابه: عاجلوه قبل أن يطغى ملكه، يقصد اقتلوا عثمان قبل أن يطغى ملكه.
ثم يوقفنا فودة على خلافة الدولة الأموية، وما ساد فيها من اغتصاب للحكم -من وجهة نظره-، حتى إن عبد الملك بن مروان، أحد أشهر خلفاء بني أمية يقف على المنبر ويقول والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه.
وينتقل بعد ذلك فرج فودة إلى الحديث عن الخلافة العباسية، وكيف قامت على الدم منذ اليوم الأول، ومع أول خليفة لها وهو عبد الله السفاح، ثم تواصل شلال الدم بعد ذلك في نسل بني العباس، واقتتالهم على الحكم، إضافة إلى ميول بعضهم إلى الخلاعة والمجون.