التحول في الإنتاج.. تعرف على تداعيات توطين التصنيع على الاقتصاد الإفريقي؟
يتناول المقال الصادرعن صحيفة ذا كونفرزيشن The conversation بعنوان تواجه إفريقيا ضربات قاسية مع عودة البلدان الفنية للتصنيع إلى أوطانها، تداعيات حالمة، كوفيد 19 والغزو الروسي لأوكرانيا على حركة التجارة العالمية، وتأثيرها على الاقتصاد الإفريقي.
العولمة والتأثير على النمو الاقتصادي بإفريقيا
و أدت الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن تفشي جائحة كورونا عام 2020 وغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022 إلى زيادة خطر تراجع التكامل التجاري بين البلدان، وهي العملية التي تعرف باسم إزالة عولمة التجارة.
ويهدد هذا الاتجاه بضغوط إضافية على الاقتصادات في إفريقيا إلى جانب الألم الاقتصادي الناجم عن التضخم والارتفاع في أسعار المواد الغذائية والوقود الذي فرضته الحرب في أوكرانيا. وفي صل هذه الأوضاع، فإن التحديات العالمية اليوم باتت تشكل مخاطر جسيمة على إفريقيا، وقد تأكد ذلك من خلال النتائج الواردة في تقرير حديث للبنك الدولي، والذي أشار إلى أن عكس اتجاه العولمة من خلال إعادة صياغة سلاسل القيمة، دمع 52 مليون شخص إضافي إلى قوة الفقر.
ويؤكد هذا أن الارتباط بالاقتصاد العالمي أمر حيوي لتحفيز النمو والتنمية في القارة: فهو يخلق فرضنا للشركات للتخصص في مهام محددة، وهذا بدوره يسمح لهم بالاندماج في أجزاء من سلسلة القيمة العالمية حتى عندما يفتقرون إلى الميزة التنافسية لإنتاج منتج كامل محليا.
ويعد الدخول في سلاسل القيمة العالمية أمر بالغ الأهمية لعدد من الأسباب، أولا، تعزيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، وثانيا دعم منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية في تعزير التكامل التجاري الإقليمي، وثالثا تنويع هياكل الإنتاج والتصدير، وأخيرا تشجيع التصنيع كما ستؤدي هذه النتائج الاقتصادية إلى الحد بشكل كبير من الفقر في إفريقيا.
التحول في الإنتاج
وتقوم مجموعة من الشركات اليوم بنقل مصانعها، ومن بينها الشركة المصنعة للدراجات النارية والدراجات الكهربائية بيرير موباليتي Pierer Mobility، والتي تبني مصنعا في بلغاريا بحيث تكون أقرب إلى عملاتها الرئيسين في أوروبا.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وسعت شركة ستانلي بلاك اند ديكر & Stanley Black Decker عمليات تصنيع الأدوات في أمريكا الشمالية؛ لدعم التنمية الإقليمية السلاسل التوريد الخاصة بها، وتمكين العملاء المتوقعين في وقت أقصر.
في السياق ذاته، تعمل الحكومات في الاقتصادات المتقدمة أيضا على تعزيز التحركات لإعادة دعم الإنتاج، الأسباب جيوسياسية بشكل أساسي؛ حيث يهدف الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز إنتاج الرقائق، ووعد بدعم شركات تصنيع الرقائق مثل انتل جروب Intel Corp بإعانات بمليارات الدولارات، فيما تخطط الولايات المتحدة الأمريكية الاستثمار مليارات الدولارات لتعزيز إنتاج الرقائق المحلية، كما تخصص اليابان أموالا ضخمة لتطوير صناعة أشباه الموصلات.