عضو الهيئة الدولية للتغيرات المناخية: مصر لديها 4 مشاريع ممولة من صندوق المناخ الدولي | حوار
100 مليار دولار سنويًا فاتورة تعامل الدول النامية مع التغيرات المناخية
مصر لديها 4 مشاريع ممولة من صندوق المناخ الدولي
0.6 % نسبة مشاركة مصر من الانبعاثات وتحتل المرتبة الـ94 ضمن البلدان المصدرة
قطاع الطاقة أكبر مصدر للانبعاثات في مصر ويمثل نسبة تزيد عن 60%
حجم انبعاثات مصر يقدر بنحو 325 مليون طن ثاني أكسيد الكربون
التغيرات المناخية لها تأثير كبير على الأنسان والتراث والآثار
مبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي تسهم بشكل كبير في خفض الانبعاثات
تعتبر الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، أهم وثيقة تصدرها مصر في تاريخها تختص بالعمل المناخي، حيث تعكس الاستراتيجية رؤية الدولة للتعامل مع ملف التغيرات المناخية من مختلف الزوايا، سواء على مستوى التخفيف من الانبعاثات أو التكيف مع الآثار السلبية، أو حوكمة وإدارة ملف تغير المناخ وطنيًا، وإصدار الاستراتيجية يأتي في ظل استعدادات مصر لعقد أكبر مؤتمر دولي لتغير المناخ، وهو مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية في دورته الـ27 بشرم الشيخ نوفمبر المقبل، لتكون رسالة من مصر للعالم بأن تغير المناخ في مصر لم يعد يعامل كقضية هامشية، ولكنه أصبح من الأولويات الوطنية، التي يعكس اهتمام الدولة على مختلف المستويات بهذا الملف الهام، الذي يمس كافة مناحي الحياة.
وفي هذا الصدد، حاور القاهرة 24، الدكتور سمير طنطاوي، خبير التغيرات المناخية، وعضو الهيئة الدولية للتغيرات المناخية، لمعرفة أهم أهداف الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية.
وإلى نص الحوار…
لماذا تعتبر الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية أهم الوثائق المصرية؟
الاستراتيجية هي رؤية الدولة للتعامل مع ملف التغيرات المناخية من مختلف الزوايا سواء علي مستوي التخفيف من الانبعاثات أو التكيف مع الآثار السلبية، حيث تمت ترجمة الاستراتيجية إلى مجموعة من البرامج والمشاريع الهادفة إلى تحقيق رؤية الاستراتيجية، ومن الأهمية البدء في تنفيذ أهداف الاستراتيجية ومشاركة العالم الحد من الانبعاثات المسببة للاحتراز العالمي وارتفاع درجة حرارة غلاف الأرض الجوي، وما له من تبعات سلبية خطيرة على مختلف النظم الإحيائية.
- ما هي محاور الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية؟
5 محاور رئيسية وهي: تحقيق نمو اقتصادي مستدام أقل انبعاثا لغازات الاحتباس الحراري، بما يعني تنمية اقتصادية خضراء، تعزيز مرونة وتكيف القطاعات المهددة بالآثار السلبية للتغيرات المناخية، تعزيز حوكمة تغير المناخ علي المستوي الوطني، تحسين إجراءات تمويل المناخ ودور مصر دوليا، دعم أنشطة بحوث التغيرات المناخية ورفع الوعي وبناء القدرات.
حدثنا عن مشاركة مصر للحد من الانبعاثات المسببة للاحتراز العالمي؟
بالرغم من نسبة مشاركة مصر المحدودة من الانبعاثات التي لا تتعدي 0.6%، وتحتل مصر بهذه النسبة المرتبة الـ94 ضمن البلدان المصدرة للانبعاثات، إلا أنها تبعث للعالم رسالة هامة مفادها بأننا على الرغم من انبعاثاتنا المحدودة إلا أننا نشارك العالم جهود خفضها للحد من الآثار السلبية، وهناك فئات محددة من المتوقع أن يكون وقع التأثيرات السلبية عليها أكبر من غيرها، وربما يأتي في مقدمتها المزارعين والصيادين ورعاة الأغنام، نظرًا لتأثر هذه القطاعات بشدة بالتغيرات المناخية.
ما التأثيرات السلبية التي تتسبب فيها الانبعاثات في مختلف القطاعات؟
الأضرار تنتج عن الآثار السلبية لتغير المناخ، والتي تنتج عن ارتفاع درجة الحرارة بسبب الانبعاثات، فارتفاع الحرارة سوف يؤثر علي إنتاجية كافة المحاصيل الزراعية بالسلب، ويؤدي إلى هجرة الأسماك بحثا عن أماكن تكون فيها درجة حرارة المياه أفضل بالإضافة إلى توافر الغذاء، كما أن تذبذب سقوط الأمطار سوف يؤثر سلبا على الزراعات البعلية والمراعي المعتمدة على الأمطار، وبالتالي تتأثر عمليات الرعي والزراعة بالمناطق الصحراوية وتزداد قحولة وجفاف.
ما هو أكبر مصدر للانبعاث في مصر؟
أكبر مصدر للانبعاثات في مصر كما في أي دولة في العالم، هو قطاع الطاقة الذي يمثله قطاعات فرعية تشمل توليد الكهرباء والبترول والنقل والمواصلات، وكذلك الطاقة المستخدمة في الصناعة والزراعة والمباني والشوارع والجهات المختلفة، وتمثل الانبعاثات من قطاع الطاقة بمصر ما يزيد عن نسبة 60% من إجمالي الانبعاثات الوطنية.
- كيف يتم التعامل مع قطاع الطاقة باعتباره المصدر الأكبر للانبعاث؟
يتم التعامل مع قطاع الطاقة بشكل مركز، بهدف خفض الانبعاثات من خلال مجموعة من السياسات والإجراءات والمشروعات والبرامج المدرجة بالاستراتيجية الوطنية للطاقة 2035، مثل إصلاح الدعم وتشجيع الطاقات البديلة والمتجددة وترشيد الاستهلاك، وإحلال المحطات القديمة بأخرى جديدة أكثر كفاءة، وتصنيع الهيدروجين الأخضر وغيرها من الإجراءات.
ما حجم انبعاثات الغازات الحرارية داخل مصر؟ وهل هناك مشروعات أدت إلى تخفيضها؟
حجم الانبعاثات من مصر يقدر بنحو 325 مليون طن ثاني أكسيد الكربون المكافئ، ويمثل هذا الحجم نسبة حوالي 0.6% من انبعاثات العالم اي اقل من 1% وتحتل مصر بهذه النسبة الضئيلة من الانبعاثات المركز 94 علي مستوي العالم.
وهناك مجموعة كبيرة من المشروعات المصرية، ومنها القطارات الحديثة والتوسع في شبكة مترو الإنفاق، وأيضا من المشروعات المخطط لها مستقبلا القطار الكهربائي السريع والمونوريل وجميعها وسائل نقل تعمل بالكهرباء، وأيضا المبادرة الوطنية لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي تسهم بشكل كبير في خفض الانبعاثات، باعتبار أن قطاع النقل وتوليد الكهرباء يمثلان ما يزيد عن 60% من إجمالي الانبعاثات الوطنية.
حدثنا عن تأثيرات التغيرات المناخية؟
التغيرات المناخية لها تأثيرات متنوعة على كافة مناحي الحياة، فارتفاع درجة الحرارة الناتج عن زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري بغلاف الأرض له تأثيرات وتبعات سلبية كثيرة علي كافة القطاعات، وعلى سبيل المثال أهمها بالنسبة لمصر ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى ذوبان الكتل الجليدية بالقطبين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، مهددا بغرق المناطق الساحلية المنخفضة والتأثيرات السلبية على الأراضي الزراعية الخصبة بهذه المناطق وتبويرها وتدهور الإنتاجية الزراعية.
ما دور مصر تجاه تأثيرات التغيرات المناخية؟
تحتل مصر المرتبة الـ94 ضمن البلدان المصدرة للانبعاثات، إلا أن الآثار السلبية الضارة للتغيرات المناخية تضرب بشدة العديد من القطاعات بمصر، مثل قطاع السواحل والموارد المائية والزراعة والسياحة والبنية التحتية، فمصر عضو في اتفاقية الامم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية وبروتوكول كيوتو واتفاق باريس للمناخ، كما أنها عضو فاعل في المجموعات التفاوضية لتغير المناخ كمجموعة 77 والصين والمجموعة الإفريقية والمجموعة العربية ومجموعة الدول النامية متشابهة الفكر، وتسعى للتنسيق الدائم مع المجموعات التفاوضية الأخرى، مثل مجموعة المظلة التي تضم كافة الدول الصناعية ومجموعة الاتحاد الأوروبي، ومجموعة السلامة البيئية ومجموعة الدول الجزرية ومجموعة الدول الأقل نموًا.
كيف تؤثر التغيرات المناخية على حياة الإنسان؟
التغيرات المناخية لها تأثيرات على جميع مناحي حياة الإنسان، وأيضا الآثار وجميع الأماكن التاريخية العريقة منذ آلاف السنوات، والسبب أن التغيرات المناخية والتي منها ارتفاع درجة الحرارة والأمطار تؤثر سلبيًا على المعابد، وجارٍ تقييم الأضرار التي يمكن أن تتسبب فيها التغيرات المناخية على التراث الإنساني لتقديمها للمجتمع الدولي قريبا.
حدثنا عن صندوق المناخ الأخضر ودور الدول الصناعية للتعامل مع التغيرات المناخية؟
صندوق المناخ الأخضر هو مصدر التمويل الأساسي لمشروعات التغيرات المناخية على مستوى العالم، وكان من المقرر أن يستقبل 100 مليار دولار سنويا من الدول الصناعية لصالح الدول النامية والتي من ضمنها مصر، إلا أن الدول الصناعية لم تفي بوعودها وما تم اعتماده من الصندوق حتى الآن أقل من 100 مشروع، بإجمالي ميزانية 10 مليارات دولار، أي 10% من إجمالي التمويل الثانوي المستحق لصالح الدول النامية.
هل مصر لديها مشاريع ممولة من صندوق المناخ الدولي؟
نعم مصر لديها 4 مشاريع ممولة من صندوق المناخ الدولي، وتفسيمهم كالتالي: 3 مشروعات في نطاق التخفيف من الانبعاثات، ومشروع واحد في نطاق التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، وهذا العدد من المشروعات متواضع جدا مقارنة بحجم المخاطر التي تتعرض لها مصر نتيجة الآثار السلبية لتغير المناخ.