السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مذكرات إسماعيل صدقي.. سيرة ذاتية ترصد تاريخ مصر تحت الاحتلال الإنجليزي

غلاف الكتاب
ثقافة
غلاف الكتاب
الإثنين 30/مايو/2022 - 10:07 ص

يحرص عدد من الشخصيات المؤثرة في المجتمع، على كتابة سيرهم الذاتية، خاصة في أواخر أعمارهم، بعدما تكون قد اكتملت تجاربهم في الحياة واستوت؛ ومن بين من سجلوا سيرتهم الذاتية، إسماعيل صدقي باشا رئيس وزراء مصر خلال فترة الاحتلال الإنجليزي، في القرن الماضي.

تأتي أهمية السيرة الذاتية لإسماعيل صدقي، كونها تؤرِخ لمرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديث تحت الاحتلال الأجنبي، وتكشف أيضًا هذا السيرة الذاتية عن جوانب خفية حول كان يمقتها الشعب المصري في وقت ما حتى لُقِب صدقي ﺑ عدوِ الشعب على إثر مشاركته في وضع دستور 1933 الذي يعُدَ انقلابا على دستور 1923 المقيِد لصلاحيات الملك.

العلاقة بين إسماعيل صدقي وسعد زغلول 

على الرغم من خلافه مع سعد زغلول يقول إسماعيل صدقي في مذكراته: كان سعد زعيما وطنيا بكل ما تؤديه هذه الكلمة من المعاني؛ ولو أن كلمة زعيم لا تمنع أنه كان سياسيا قديرا، وقائدا ماهرا في أوقات الشدائد، وربانا بارعا صارع الأنواء والأمواج، وواجه الأخطار، فلم تؤثر في عزيمته، ولم تزعزع من جبروت نفسه وإرادته.

وكانت شجاعته وبلاغته وسعة اطلاعه، وكثرة تجاربه مما هيأ له التأثير العميق بين الجماهير، فاشتد حبها له، وإعجابها به، وانقيادها لكل ما يبديه من رأي، وإصغاؤها لكل ما يهتف به من قول، فامتلك الأفئدة والنفوس، وبقي طول حياته الزعيم الأكبر.

ويتابع: صحيح أنني اختلفت معه، وصحيح أنه كان للرجل أخطاء- ومن ذا الذي لا يخطئ- وصحيح أنه كانت فيه عيوب، ولكنها كما يقول الفرنسيون، العيوب التي تلازم الصفات الكبيرة، وقد قيل عني في باريس ما دعاه إلى تصديق عبارات ألقاها إليه بعض الواشين، ولكن عندما تلاقينا ووقف على الحقيقة لم نلبث أن تفاهمنا.

ويتابع إسماعيل صدقي في حديثه عن سعد: لم يكن بيني وبينه في بعض المواقف إلا ما يكون بين رجلين مختلفين في الرأي لمصلحة بلدهما، فكنت أجله كل الإجلال، وكان يشملني بتقديره، حتى إذا زالت أسباب الخلاف عاد اتصالنا وتعاوننا معا، وقد بقي الاحترام والإجلال من جانبي، والعطف والتقدير من جانبه حتى توفى- رحمه الله- وكانت أخريات أيامه تمتاز فيما يختص بشخصي بعطف شامل، بل بمحبة فائقة، فإذا ذكرته تمثلت أمامي مواهبه العظيمة التي فقدناها وخسرتها مصر من كل الوجوه.

تابع مواقعنا