أمين البحوث الإسلامية في ندوة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية: حب الوطن أمر فطري حث عليه الإسلام
شارك الأمين العام لـ مجمع البحوث الإسلامية دكتور نظير عياد، في فعاليات الندوة الحوارية التي نظمتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالمقر البابوي بالعباسية، والتي دارت حول موضوع المواطنة، وبمشاركة عدد من وعاظ الأزهر الشريف، وعدد من القساوسة وممثلين عن شباب الأحزاب والمجلس القومي للمرأة.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن حب الوطن أمر فطري جُبلت النفوس عليه، وحض عليه الإسلام، وأمرنا بالمحافظة عليه والانتماء له؛ لذا من الافتراءات التي يعمل أعداء الدين والأوطان على نشرها، هو إثبات وجود تعارض بين حب الدين وحب الوطن، من أجل التشكيك في الدين ومن أجل زعزعة استقرار المجتمعات؛ مع أن الإسلام منذ الوهلة الأولى؛ أكد أن حب الوطن من الدين، وأن الدفاع عنه والتضحية من أجله من أفضل الأعمال.
وأضاف عيّاد أن المواطنة في الإسلام مرت بعدة مراحل؛ حيث كانت المرحلة الأولى في مكة، وكان المسلمون فيها قلة ضعيفة مستهدفة ولكنهم كانوا محافظين على وطنهم ودعوتهم، ولم يخرج أحدًا منهم عن ذلك، ولم يقم منهم أحدا بالتخريب أو الاعتداء أو غير ذلك، وكانت المرحلة الثانية في الحبشة، وكان المسلمون فيها قلة ولكنهم كانوا في مجتمع عادل، والقصد في هذه المرحلة؛ الاندماج والتعاون والمشاركة دون الخروج على أسس وقوانين الوطن الذي عاشوا فيه.
أوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن المرحلة الثالثة كانت في المدينة بعد الهجرة المباركة؛ حيث وجدت عدة طوائف متنوعة، مما دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى إقرار وثيقة المدينة، والتي حددت آلية التعامل والتعاون والتعايش المشترك بين جميع الطوائف، وكانت العلاقات في تلك الفترة قائمة على التعاون والتعامل والتبادل في جميع المجالات، أما المرحلة الرابعة فكانت في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت مع زيادة عدد من المسلمين في المدينة ووجود عدد قليل من أتباع الديانات الأخرى؛ حيث لم تكن موجود في تلك الفترة أي نزعة طائفية أو غير ذلك.
الإسلام والمواطنة
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إلى أن المواطنة بالمفهوم الإسلامي؛ تأتي من خلال عدة مفاهيم أهمها: وحدة الأصل الإنساني أو النزعة الفطرية الإنسانية، فكل الناس سواء في أصلهم وجنسهم وميولهم الفطرية التي تقتضي التمسك بالمواطنة وحب الوطن، ووحدة المصالح المشتركة، كما أن الجميع في الوطن مصالحه واحدة، وآماله واحدة، والمخاطر التي يتعرضون لها واحدة، كل ذلك يدفع المواطن إلى الالتقاء مع بقية المواطنين على خطة واحدة، وعمل واحد، والعدل في التعامل مع غيرهم، حيث لم يجعل الإسلام عدم دخولهم فيه سببًا في ظلمهم أو خيانتهم، إضافة إلى التنوع الديني أو العقدي، والذي لا يمنع من الاحترام المتبادل بين تلك المذاهب، ولذلك حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الخروج على ذلك.
واختتم الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بتأكيد أهمية التصدي لمن يريد أن يؤجج الصراع بين أبناء الوطن الواحد، ويجعل من الأمور الشاذة هي الصورة الأصلية، فالدين في وضعه الطبيعي هو وضع إلهي للسعادة والفلاح في الحال والمآل، فالإسلام والأديان عموما تقوم على مقاصد رئيسة تحفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل.